في موقف جديد .. الصحف الرسمية المصرية : بدأ التغيير

تغيرت لهجة الصحافة الحكومية المصرية صباح الاحد بشكل واضح عما كانت عليه حتى السبت وتحدثت عن بداية "التغيير" , وهاجمت امين تنظيم الحزب الوطني الحاكم الذي كان يعد قبل ساعات قليلة الرجل الثالث في نظام الرئيس حسني مبارك.
وعنونت صحيفة الجمهورية التي اعتادت توجيه انتقادات حادة للمعارضين المصريين "بدأ التغيير".
اما صحيفة الاخبار الحكومية فكتبت في صدر صفحتها الاولى "سقوط احمد عز". واضافت "خربها واستقال".
وقالت الصحيفة "يعتبر البعض ان عز احد اسباب اثارة الجماهير بقراراته وسياساته داخل الحزب الوطني".
ونقلت عن الامين العام للحزب الوطني صفوت الشريف ان "قبول استقالة احمد عز تأتي في مقدمة قرارات اصلاحية اخري سيتخذها الرئيس مبارك لتطوير الاداء داخل الحزب الوطني بما يتماشى مع متطلبات ورغبة الجماهير".
اما الصحف المصرية المستقلة فاتهمت اليوم الاحد اجهزة الامن المصرية "بالتآمر لدعم سيناريو الفوضى" بعد اعمال نهب وسلب وقعت السبت في القاهرة وعدة محافظات اخرى.
وعنونت صحيفة المصري اليوم في صدر صفحتها الاولى "مؤامرة من الامن لدعم سيناريو الفوضى".
وقالت الصحيفة ان مصدرا امنيا اكد لها ان "مسؤولا امنيا رفيع المستوى اصدر اوامره لجميع قطاعات وزارة الداخلية باخلاء مواقعهم والانسحاب من الشوارع والمقار ونقاط التفتيش والمرور وترك اقسام الشرطة في الوقت الذي كشف فيه شهود عيان عن قيام عناصر امنية باحراق عدد من اقسام الشرطة".
واضافت الصحيفة ان "هناك جهة امنية تابعة لوزارة الداخلية فرضت كلمتها على خطة الوزارة وقررت الانسحاب ودعم سيناريو الفوضى واطلاق سراح السجناء والبلطجية والمسجلين خطر والمساعدة في اعمال التخريب والنهب عبر غض الطرف عنها.
وتابعت نقلا عن المصدر نفسه ان "هناك روحا انتقامية على عدد من القيادات الامنية بعد الاحداث الدامية التي انتهت بانسحاب قوات الامن امس.
وقالت صحيفة الشروق ان "عصابات مسلحة تثير الذعر في البلاد وتقارير عن تواطوء قيادات الشرطة".
واشارت الى "انتشار اعمال النهب والترويع في مناطق عديدة من البلاد التي نفذتها مجموعات منظمة من غير المتظاهرين على غرار ما حدث في تونس".
من جانبه نوه العالم المصري احمد الزويل بثورة الشباب والشعب المصريين ضد الفساد والتخلف.
ودعا صاحب جائزة نوبل للكيمياء النظام المصري إلى ضرورة تقديم حلول حقيقية للأزمة في مصر بعيدا عن القرارات التي وصفها بالترقيعية مثل ابعاد بعض الأشخاص وتعويضهم بشخصيات أخرى تدور في فلك نظامه.
وقال الزويل في لقاء مع قناة الجزيرة القطرية إن الشباب المصري الذي "خرج في انتفاضة عظيمة شعبية تاريخية غير عابىء بالأخطار لا يطلب غير الحرية والعدالة والمساواة يحركه الأمل وإيمانه العفوي بتغيير الواقع".
وقال الزويل إن الواقع في مصر أصبح لا يحتمل بسبب استفحال الصراع على السلطة بين الحرس القديم والجديد وأزمة توريث الحكم وكذلك تدهور الأوضاع الاقتصادية وانهيار الطبقة الوسطى واستشراء الفساد وتراجع التعليم والبحث العلمي.