فيس بووكي !

ديانا جبور - بلدنا
هذا واحد فيس بووكي! ألا تحمل الكلمة رائحة شتيمة وتصغير؟
ليس، بطبيعة الحال، عندما نتحدّث بشماتة وترقّب عن حركة احتلوا "وول ستريت". آنذاك سنغضّ النظر عن حقيقة مؤكّدة تتمثّل في أنّ جموعها المذهلة إنما تمّت بتناد عفوي على موقع شبكة التواصل الاجتماعي.
وازدراء شبكة التواصل الاجتماعي يكاد يكون سمة عامة في الدول العربية، مع أنّ محللين يرون فيها أحد العوامل الحاسمة في نجاح الحملة الانتخابية الأولى للرئيس الأمريكي الحالي، ما دفعه إلى ردّ الجميل بأن أعلن ترشّحه لولاية انتخابية ثانية من مقرّ إدارة الفيس بووك.
ليس، بطبيعة الحال، عندما نتحدّث بشماتة وترقّب عن حركة احتلوا "وول ستريت". آنذاك سنغضّ النظر عن حقيقة مؤكّدة تتمثّل في أنّ جموعها المذهلة إنما تمّت بتناد عفوي على موقع شبكة التواصل الاجتماعي.
وازدراء شبكة التواصل الاجتماعي يكاد يكون سمة عامة في الدول العربية، مع أنّ محللين يرون فيها أحد العوامل الحاسمة في نجاح الحملة الانتخابية الأولى للرئيس الأمريكي الحالي، ما دفعه إلى ردّ الجميل بأن أعلن ترشّحه لولاية انتخابية ثانية من مقرّ إدارة الفيس بووك.
إنّ الإصرار على تسخيف الفيس بووك، والتخفيف من جدية آثاره، لا يلغيان أنّ الثورة المصرية ووقودها الأساسي من الشباب إنّما تمّت بفضل رواد الشبكة. حتى الثورة التونسية لم تكن لتقوم لولا أنّ البوعزيزي كتب على صفحته أنّه ذاهب للانتحار احتجاجاً على المهانة التي لحقت به، ما خلق إحساس المشاركة والمسؤولية من روّاد صفحته، ولم يلبث الشعور أن سرى بين الآخرين مثل تيار أثيري عام.
لحسن الحظ، إن هذا الازدراء لا يسري على المعنيين بالشأن العام كافة، فهناك طليعيون بدؤوا يكيفون أدواتهم حسب بروتوكول الشبكة ليقينهم بتأثيرها الهائل.
في هذا الإطار، كتب الباحث والناشر سماح إدريس عن تغيير تقنيات كتابته، بحيث لا تتعدى مقالته الأربعمئة وعشرين كلمة؛ أي الفراغ المتاح للستيتيو، أو التعليق، لكنّ الأهم بالنسبة إليه ليس التكثيف، وهذا دليل بلاغة بل التحرر من الشعور بأنه يلقي أحكاماً وحكماً، وعلى القراء تلقّفها إذ يكتب أنه، بفضل تفاعل القراء والأصدقاء الافتراضيين، كثيرا ما وصل إلى أفكار أكثر نضجاً بل إنه ينتهي أحياناً، بفعل ديمقراطية هذه الوسيلة الجديدة، إلى كتابة ما يناقض الفكرة الأولية التي انطلق منها.
واليوم ستجدون في الصفحات الداخلية بحثاً عن إبداعات فيسبووكية لشباب اخترقوا دوائر النشر والتداول المغلقة بصرامة.
واليوم ستجدون في الصفحات الداخلية بحثاً عن إبداعات فيسبووكية لشباب اخترقوا دوائر النشر والتداول المغلقة بصرامة.
هذه من الديمقراطية، ولهذا يتجنّب الكثيرون الفيس بووك أو يحاولون التخفيف من شأنه دون أن يحصدوا سوى التقهقر وراء جموع مبدعة ومتجددة.