مداولات الدمع.. ضاحكاً يبكي كلما اشتد الألم فجّر السخرية أيضاً. في أشد الأنظمة قمعاً واستبداداً يزدهر فن النكتة السياسية كرد فعل شعبي طبيعي على المنع والتنكيل. وقد أسس أكثر من نظام استبدادي (هتلر وموسوليني وبعض الأنظمة الشمولية العربية) أجهزة مختصة بمتابعة النكات التي تلامس السياسة وتعاقب (مؤلفها) المختفي في القاع الشعبي.. إضافة إلى كل من يتداولها. سنتصفح بعض التعليقات الطريفة، لكن المليئة بالشجن، عن الوضع العربي والسوري بعد ثورات الربيع العربي: * * * من مصر آلاف النكات التي تحمل خفة الدم المعروفة من الشعب المصري، رسوم كاريكاتور وأشعار وعبارات ساخرة، بعد فوز محمد مرسي المعروف بانتمائه إلى لإخوان المسلمين، فكانت إحدى الرسوم تمثله وعلى جانبيه أربع نساء منقبات وتحت رسومهن كتبت: السيدة الأولى، السيدة الثانية، الثالثة.. إلخ. مما كتب نختار: جديد... المجيب الآلي في قصر الرئاسة المصرية: لقد اتصلتم بمكتب رئيس جمهورية مصر العربية.. الرجاء ترك رسالتكم بعد سماع سورة البقرة ... * * * أصبح الفيسبوك منجماً حقيقياً لاكتشاف أقلام مبدعة في مختلف المجالات، دون أن تتاح لها فرصة الظهور إلى الضوء، منها هذه الأقلام الساخرة: ناجي درويش يتم تداول كلمة (العهر) كثيراً مؤخراً.
وكأننا كنّا نعيش طاهرين! أحمد علي عزيزي المواطن: تبرعك بالدم يوفر على الدولة عناء سفكه.
علي غازي وقال المحقق لأحد أصدقائه: بطلقة ثمنها عشرون ليرة سورية فقط لا غير، تكفي لأن تصبح بطلاً على الفيس بوك.
عمرو حداد الآن في سورية.. المحافظة رقم 15... هي الجنة.
جوني قسيس غاب النائب تسعة شهور، لم أشعر ولا أهتم.. وغاب عامل النظافة يومين.. فعلمت من يستحق الاحترام والتقدير أكثر. * * * الكبير زكريا تامر يكتب في مهمازه: سؤال وجواب:
سؤال: من هو الصديق، ومن هو العدو في مفاهيم السياسة العربية والسياسة الدولية؟ جواب: الصديق هو الذي يذبحكم وهو يبتسم لكم بودّ وحنوّ، والعدو هو الذي يذبحكم وهو عابس الوجه مشمئز. * * * في استعادة لدروس طغاة انعزلوا عن شعوبهم، وظنوا أنهم خالدون تكتب منال إسماعيل: ماري أنطوانيت قالت عندما قامت الثورة وأخبروها بأن شعبها عاش مجوّعاً: لماذا لم يأكلوا البسكويت؟ شاه إيران قال عندما قام بجولة بالهليكوبتر ورأى الشعب الإيراني يخرج بالملايين ضده: هل كل هؤلاء يتظاهرون ضدي؟ القذافي سأل شعبه بعد أربعين عاماً: من أنتم؟ بن علي قال لشعبه: الآن فهمتكم!
هكذا يتكلمون حين يكتشفون على حين غرّة أن في أوطانهم شعوباً.. وهذا هو العُته الذي يسببه الكرسي على مرّ التاريخ. * * * واحة شعر خالد فحل شاعر من فلسطين، يكتب بحبر الألم والأمل قصيدته الفلسطينية، هو من جيل الشعراء الذين يؤسسون لذائقة مختلفة عن السائد، ينثرون شغبهم الجميل على الفيسبوك وفي صحف ومواقع فلسطينية، مؤمنين بسطوة الكلمة واخضرار الحياة رغم اليباس العميم: على رصيف الخيبة شجرة وامرأة وحياة وما بين نخلتين/ امرأة ثالثة أصابها الانتظار بنوبة وقت.. لها.. أرفع يدي.. امرأة أصابها برد التماثيل تلوِّح لي * * * في حقل واسع كالسماء ترعى غيمة وحيدة يشكلها الذئب خرافاً للجوع ويعوي * * * لتلك الوجوه الدالفة في الظلام أجمع فرح النبوءة وأمطر خارج راحتيَّ لون الأبدي على حافة العالم * * * حين أطلق فراشة الأساطير يعود الرماد حياً * * * لا فوهة للوقت كي أطلق عليك نبضي وأرديك عاشقة * * * في سبيل حبك أموت.. لعلي في حبك.. أبعث حياً * * * على صندوق الرسائل أن يتوقف عن الهراء فأنا متزوج وأطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد خوف.