فيسك يجري مقابلات مع تركي وجزائري في السجون السورية

فيما أجرى الصحفي البريطاني روبرت فيسك مقابلات مع عدد من المعتقلين في السجون السورية، بينهم أجنبيان، اعترفا بذنبهم في دعم المجموعات الإرهابية وأنهما قدما إلى سورية بذريعة «الجهاد»، كشفت صحيفة «ميل أون صندي» البريطانية عن وجود ما يقارب مئة مقاتل بريطاني من ذوي التوجهات الأصولية التكفيرية في سورية من بينهم أشخاص من أصول باكستانية يتزعمون مجموعات إرهابية مسلحة تعمل في سورية.

ونقلت وكالة سانا عن الصحيفة أن «من بين هؤلاء الجهاديين طبيباً من مشفى لندن شارك سابقاً في خطف الصحفيين البريطاني جون كانتيل والهولندي جيرون اورليمانس اللذين حررتهما أجهزة الأمن البريطانية بعد أسبوع من اختطافهما».
وقال كانتيل للصحيفة: إن «الشخص الذي عالجه في فترة اختطافه ادعى أنه طبيب من الخدمات الطبية البريطانية وأنه متفرغ من مستشفى جنوب لندن»، موضحاً أن الطبيب والمجموعة التي كانت معه بدوا كأنهم مجموعة جهادية في عطلة وهي تفكر في المكان الذي سيتوجهون إليه في المستقبل.

الأمن البريطاني اعتقل واستجوب أصوليين لديهم توجهات بالتوجه إلى سورية
وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني «إم آي 6» على علم بتوجه المتطرفين من حملة الجنسية البريطانية إلى سورية، إذ إنه خصص محطة التنصت التابعة لجهاز أمن التنصت البريطاني المعروف باسم (مركز قيادة الاتصالات الحكومية) في قبرص لمتابعة تحركاتهم ومراقبتهم تحسباً لما يمكن أن يقوموا به في حال عودتهم إلى بريطانيا، وخاصةً أنهم سيتلقون تدريبات على استخدام الأسلحة وتصنيع المتفجرات ربما يلجؤون إليها في تنفيذ عمليات إرهابية في بريطانيا.
وكشفت «ميل أون صندي» أن أجهزة الأمن البريطانية اعتقلت واستجوبت عدداً من المشتبه في انتمائهم إلى حركات أصولية إسلامية في بريطانيا بعد أن لمست توجهات لدى هذه الأوساط في المشاركة بالمعارك على الأرض السورية.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني بريطاني قوله: «هناك عدد متزايد من المسلمين البريطانيين يذهبون إلى سورية وأصبح من الصعب رصدهم لأنهم يخفون وجهة سفرهم النهائية من خلال الذهاب إلى فرنسا أولاً والسفر جواً من هناك إلى تركيا والأردن».
وكانت صحيفة صندي تليغراف ذكرت الأحد الماضي، أن أجهزة الأمن البريطانية تفشل بوقف الجهاديين البريطانيين من التوجه إلى سورية للمشاركة في القتال الدائر على أراضيها، بعد أن خلص تحقيق أجرته إلى «أن جماعات أصولية مشاركة في الحرب الأهلية في سورية تقوم بتجنيد أعداد متزايدة من الشبان من بريطانيا ليست لديهم أي صلات سابقة بهذا البلد».
بدورهم، يؤكد معنيون بالشأن الدبلوماسي لوكالة «سانا» أن «السياسة الغربية المتبعة تجاه الأزمة في سورية والقائمة على تسعيرها والتحريض على العنف وإغلاق الأبواب أمام الحل السياسي.. ساهمت بشكل كبير في تشجيع أصحاب الفكر الأصولي التكفيري على التوجه إلى سورية وارتكاب أعمال إرهابية فيها طالت المواطنين المدنيين ومؤسسات الدولة».

أوساط سياسية: الغرب يعتمد خطة سرية لدفع الإرهابيين إلى سورية للتخلص منهم وبث الفوضى
وتقول أوساط سياسية على اطلاع بآلية التفكير الغربي لـ«سانا»: إن «الحكومات الغربية اعتمدت ما يشبه خطة سرية، تقوم على إتاحة المجال أمام الإرهابيين والأصوليين وتسهيل عبورهم باتجاه سورية للخلاص منهم وزجهم في معركة مع الجيش السوري، تحقق هدفين مزدوجين لدول الاستعمار القديم والجديد»، وتابعت الأوساط موضحة: «فمن جهة يتم التخلص من هؤلاء الإرهابيين ومن جهة أخرى يساهمون في نشر الفوضى والعنف ضمن سياسة إشعال الحروب وتخريب بنية الدول الداخلية التي تعارض السياسات الغربية وعلى رأسها سورية».
وفي ذات السياق، خصص الصحفي البريطاني روبرت فيسك، المقيم في بيروت، عموده في صحيفة «الإندبندنت»، تحت عنوان «طريق سورية من الجهاد إلى السجن». وأشارت الصحيفة إلى أنه «أول صحفي غربي يُسمح له بزيارة السجناء في السجون السورية»، على حد تعبيرها.

جزائري وتركي: تلقينا تدريبات على الحدود الباكستانية الأفغانية يجتمعان في سجن بسورية
ونقل الصحفي عن السجناء الذين التقاهم تأكيدهم أنهم ساعدوا المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل الجيش العربي السوري، مبيناً أن منهم «فرنسياً من أصل جزائري في الأربعينيات من عمره له لحية طويلة، ومواطناً تركياً تحدث عن تلقيه التدريب في معسكر تابع لحركة طالبان في الحدود الباكستانية الأفغانية، وسجيناً سورياً تحدث عن مساعدته لانتحاريين في تفجير قنبلة مميتة وسط دمشق، ومفتياً تحدث عن جهوده التي ذهبت سدى في توحيد فصائل المعارضة السورية المتنافرة ضد الحكومة السورية. وقبل شهور سلمت دمشق الأمم المتحدة قائمة بستة وعشرين إرهابياً منهم إرهابيان أجنبيان من تنظيم القاعدة أو غيره من المنظمات القريبة منه، كما عرض التلفزيون السوري اعترافات لعشرات منهم، ومن جنسيات متعددة.
وكشف فيسك في سلسلة مقالات من قلب سورية، ونشرت في صحيفة « الإندبندنت»، خفايا الحرب الإعلامية والإرهابية التي تشن على سورية، حيث غطى معارك الجيش في حلب مع من وصفهم بـ«عصابات من المرتزقة الأجانب والرعاع في المدينة»، كما دخل مدينة داريا في أعقاب ما روجت له فضائيات عربية بأنه «مجزرة» ارتكبها الجيش العربي السوري بحق 300 شخص، ليفضح كذبها كاشفاً أن ما جرى هو انتقام ميليشيا «الجيش الحر» من رهائن بعدما فشلت عملية مبادلتهم مع الجيش.
كما أجرى الصحفي البريطاني المخضرم أول مقابلة مع وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أواخر الشهر الماضي، أبلغه الأخير فيها أن سورية تعتبر الولايات المتحدة اللاعب الأساسي ضدها والبقية مجرد أدوات.
وكانت آخر مقالة كتبها فيسك نشرت يوم الجمعة الماضي، أجرى فيها قراءة موضوعية للمشهد الإعلامي السوري الذي رأى أنه اختار الجرأة في قول الحقيقة كما هي والمصداقية المدعومة بالوثائق القادمة من الميدان لمواجهة حجم الفبركة والتضليل الكبيرين الذي يشوب تغطية الإعلام المضاد للمشهد السوري.