فيلم (شجرة الحياة) يفتتح تظاهرة مهرجان المهرجانات في سينما الكندي

 

الفيلم الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي /شجرة الحياة/ افتتح مساء أمس في صالة سينما كندي دمشق تظاهرة /مهرجان المهرجانات/ والتي تقدم ضمن برنامجها ستة عشر فيلماً عالمياً حديث الإنتاج وحاصلاً على أرفع الجوائز في المهرجانات العالمية.  

وفي تصريح لسانا قال محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما: تتضمن هذه التظاهرة الأفلام التي طافت مهرجانات العالم كفينيسيا وبرلين وموسكو ولوكارنو وحصلت على جوائز تلك المهرجانات فضلاً عن جائزة الأوسكار فمن يتابع هذه التظاهرة سيتابع أهم ستة عشر فيلماً من إنتاجات عام 2011.  

ولفت الأحمد إلى أن المؤسسة نتيجة لتعليق الدورة الفائتة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي رأت أنه ليس هناك من مبرر لحرمان عشاق السينما من فرصة متابعة أفلام المهرجانات لذلك تم تأسيس تظاهرات متتابعة لتقديم أجود الأفلام التي كان من المقرر عرضها في المهرجان وبالتالي فإن متابع السينما لن يفوت شيئاً من تظاهرات المهرجان رغم تعليقه لهذا العام.  

وأوضح مدير مؤسسة السينما عن التظاهرات المتتالية التي بدأت ب/شكسبير في السينما/ ثم /أفلام لم نشاهدها/ والآن /مهرجان المهرجانات/ وستقدم في الأيام القادمة تظاهرات/الأفلام السورية الحديثة/ ثم /سينما جنوب إفريقيا/ و/سينما الأدب/ فضلاً عن تظاهرة /السينما الإيطالية الحديثة/.  

وقال الأحمد: إن المؤسسة تحاول إبقاء طقس السينما ضمن الحياة اليومية كما كان في السابق ولاسيما أنه توقف بعض الوقت نتيجة لعوامل عدة واليوم لدينا صالات حديثة ونأتي بأفلام مهمة نحرص من خلالها على تقديم كل جديد للمهتمين.  

وانتقت إدارة التظاهرة /شجرة الحياة/ للافتتاح بعد أن ذاع صيت الفيلم في الأوساط السينمائية العالمية وعرض في أهم المهرجانات عبر العالم وحصل على أرفع الجوائز فالشريط الأمريكي الذي يقدمه المخرج تيرانيس ماليك هو استكمال للتساؤلات الفلسفية الوجودية الكبرى حول الحياة والموت وما قبل وما بعد والتي اعتادت السينما تقديمها والتي قدمها ماليك في أفلامه السابقة /الأراضي البور/أيام الجنة/الخط الأحمر الرفيع/. 

ويباشر الفيلم الذي يلعب بطولته كل من /براد بيت/جيسيكا شاستين/ شون بين/ طرح الأسئلة بشكل مباشر حتى قبل الخوض في تفاصيل الحكاية فنجد تساؤلات مثل أي طريق نختار طريق الطبيعة أم طريق النعمة.. طريق الاستسلام لقوانين الطبيعة أم لتعاليم الأديان.. طريق إشباع غرائزنا الأساسية أم كبح هذه الغرائز والسيطرة عليها.. ومن هذه الفرضيات والأسئلة ينطلق الفيلم نحو عرض قصير عن كينونة الأرض ووجود الإنسان عليها بأسلوب أقرب إلى البرامج العلمية حيث يعطي المبرر المنطقي المثبت حيوياً لتشكل القشرة الأرضية ومن ثم الحياة عليها ثم يخوض في الحكاية البسيطة.  

تبدو قصة /شجرة الحياة/ على بساطتها أقرب إلى قصة تكوين الإنسان من خلال كلاسيكية حياتية حيث تجمع قصة حب بين رجل وامرأة يتزوجان وينجبان ثلاثة أطفال ويعيشان حياة أشبه بالجنة يخوض فيها الأب في تربية أولاده على الأخلاق الحسنة بينما يتجه الابن الأكبر الذي يلعب الدور الأساسي في طرح جدلية الحياة إلى التعرف والتساؤل والخروج عن قواعد الحياة المنزلية التي فرضها والده إلى حد ما وتقوده المعرفة إلى فتح آفاق الفيلم نحو رؤية الحياة بشكل مجرد.  

يلعب الصمت بطولة في الفيلم فتمر الأحداث بشكل صور تدل على الحب والطفولة والإنسانية والريف الزراعي مع موسيقا رومانسية تتداخل مع أصوات الكورال وضحكات الأطفال بينما يمر الموت عابراً في الحياة المفعمة بالصخب.  

في نهاية الفيلم يقدم المخرج تصوراً لما بعد نهاية الجسد حيث يمشي جميع الناس في الوحل أحياء وأمواتا بمن فيهم أبطال الفيلم وبتمظهراتهم العمرية المتعددة دون خوف نحو مصير لا جواب محددا له. 

وتقترب هذه القصة من حياة المخرج ماليك وتساؤلاته الدائمة وهو الأمريكي من أصل ألماني ذو الجذور اللبنانية والذي درس الفلسفة ودرسها واحترف السينما على مدى أربعين عاماً ليخلص إلى خمسة أفلام لا يحضر افتتاحها ولا مهرجاناتها ولا جوائزها حتى أنه لم يأت لرفع السعفة الذهبية التي حازها فيلمه منذ أشهر.  

وقال الأحمد مدير مؤسسة السينما عن الفيلم.. كان من المقرر عرض /شجرة الحياة/ كفيلم افتتاح لمهرجان دمشق السينمائي الدولي على اعتبار أنه نال أرفع جائزة في العالم وهي سعفة كان الذهبية وهو فيلم هام جداً بأسلوبية مميزة للغاية فيها بحث ضمن مواضيع معاصرة كما أنه لم يعرض في الوطن العربي إلا في بيروت وعرضه الثاني هو اليوم في دمشق.  

ورأى الأحمد أن الصالة شبه ممتلئة بالجمهور رغم الطقس البارد وهذا يدل على أن الناس متعطشة لحضور السينما والمشاركة بطقسها الاجتماعي.

 

 

سانا