فيلم "مملكة النمل" كاد يتسبب بأزمة ديبلوماسية بسبب انفاق غزة

صبا مبارك في فيلم مملكة النمل

قال المخرج التونسي شوقي الماجري إن فيلم 'مملكة النمل' حول القضية الفلسطينية يخاطب الضمير العربي ويلقي الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري وتمسكه بهويته وأرضه.
وأضاف الماجري في ندوة صحفية  بتونس أمس، والتي يجري تصوير بعض المشاهد فيها، أن هذا الفيلم يطرح بعدا إنسانيا للقضية الفلسطينية وللإنسانية ككل.
'مملكة النمل' فيلم يصور واقع فلسطين اليوم، من قصف لمروحيات الاباتشي والدبابات ترسل حمما تحصد الأرواح وتأتي على الأخضر واليابس وجرافات تهدم الديار، وتحت الأرض مغارات وسراديب تصل مدن فلسطين ببعضها دون عناء وفي أمان، شواهد عن حضارات تعاقبت على هذه الأرض، ماء وخضرة، عالم هادئ وآمن وسحري، سفر بين ظاهر الأرض وباطنها بين الواقع المرير والحلم بين التاريخ والأسطورة.
وشارك في الندوة التي تم فيها عرض مقاطع من الفيلم، بعض أبطال الفيلم على ومنهم صبا مبارك، وجميل عواد من الأردن، والفنان السوري عابد فهد الذي يقوم بدور جندي إسرائيلي.
من جانبه تحدث المنتج الفني صلاح طعمة عن بروز بوادر أزمة سياسية ودبلوماسية بين مصر وسورية بسبب خبر صحفي خاطئ خلط محرره بين موضوع الشريط الذي يتحدث عن أنفاق ذات بعد سريالي رمزي تتحدث عن امتداد الجذور الفلسطينية إلى ما قبل التاريخ، وأنفاق غزة الحقيقية، وهو ما ساهم في تأخر إنتاج الفيلم لمدة 6 أشهر كاملة إلى حين توضح الأمور.

وأضاف: "إنه ليس من مصلحة الجهات الإنتاجية في سورية إنتاج عمل يخلق قطيعة مع أي بلد عربي وتحديداً مصر".

وقال كاتب السيناريو الأردني خالد الطريفي إن الدافع وراء كتابة السيناريو يعود أساساً إلى فكرة نشأت في ذهن المخرج شوقي الماجري سنة 2003، حيث تمت مناقشتها وبلورتها شيئاً فشيئاً، مؤكداً أن شخصيات الفيلم هي مستوحاة من حكايات الجدات ومن كتب التاريخ والأسطورة، وتدور حول حكاية شاب فلسطيني "أبو النمل" عاش مأساة فقدانه لحبيبته أمام عينيه بسبب انفجار لغم في بستان التفاح، حيث حاول أن يلملم عظامها ويدفنها في أرض فلسطين ليكتشف من هناك الأنفاق وتاريخ فلسطين الذي يمتد للحضارة الكنعانية.

وحول عنوان الشريط "مملكة النمل" أوضح أن نقاط الشبه بين الشعب الفلسطيني والنمل تتمثل في قوة الصبر والتحمل والتكاتف.

من جهته، أكد الممثل جميل عواد الذي يجسد شخصية "أبو النمل" أن قبوله للدور يعود لقناعة شخصية وإيمان منه بنبل الرسالة الفنية التي تدافع عن القضية الفلسطينية خصوصاً والقضايا الإنسانية عموماً، مضيفا: "أبو النمل" مزيج بين الشخص الواقعي والفكرة التي تربطنا بالتاريخ القديم وحضارة الكنعانيين، مروراً بكل الحضارات إلى يومنا هذا، وهو الذي يكشف التاريخ الحقيقي للشعب الفلسطيني الذي يعمل بنظام النمل من خلال السراديب الموجودة في باطن الأرض.

يذكر أن الفيلم هو إنتاج سوري - تونسي - مصري مشترك، ويشارك في بطولته الطفل الفلسطيني عبد اللطيف عثمان .
والمخرج شوقي الماجري أخرج العديد من الأفلام القصيرة، وكذلك العديد من المسلسلات التلفزيونية وحاصل على العديد من الجوائز, وهذا أول فيلم طويل روائي له.

 

شام نيوز- وكالات