فيلم 'وادي الذئاب-فلسطين' يعرض في ألمانيا ويثير جدلا

 

بدأت صالات السينما الألمانية بعرض الفيلم التركي "وادي الذئاب- فلسطين"، الذي ينتقد إسرائيل، فيما حظرت ألمانيا من هم دون سن الثامنة عشرة من مشاهدته لاعتباره "عنيفاً ويحتوي على دعاية سياسية"، بحسب السلطات الألمانية المعنية بتنظيم القطاع السينمائي "أف أس كاي".

ويشكل هذا الفيلم النسخة السينمائية لمسلسل "وادي الذئاب" التلفزيوني، ويصور مغامرات عميل سري تركي يقتص من الذين يرتكبون "أعمال عنف" على خلفية قومية.

وكتب على موقع "أف أس كاي" الإلكتروني "بحسب لجنة المراقبة التابعة لـ"أف أس كاي"، "لا يجب أن يشاهد الشباب اليافعون هذا الفيلم الذي تتخلله مشاهد عنف كما الأفلام الحربية، فأشخاص كثر يقتلون عرضا أو عمداً".

وأضاف "أف أس كاي" إن "الفيلم يميل إلى الدعاية السياسية، وهو يتطلب من المُشاهد معرفة مفصلة حول الوضع بالإضافة إلى القدرة على ترتيب الأحداث السياسية حيث يظهر العنف".

وأشارت شركة توزيع الأفلام في ألمانيا "بيرا فيلم" التي تتخذ من كولونيا (غرب) مقراً لها، إلى أنها تملك مئات النسخ من فيلم "وادي الذئاب" تعادل تقريباً عدد صالات السينما التي تنوي عرضه.

وكانت الشركة أعلنت الثلاثاء الماضي أن الفيلم سوف يطلق بالتزامن في عدد من البلدان، لاسيما ألمانيا والنمسا والدنمرك وبلجيكا والسويد والنرويج، إذ أنه لم يواجه أية مشكلة إلا في ألمانيا. وصادف تاريخ إطلاق عروض الفيلم الخميس الماضي مع اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا النازية.

وأشار ستيفان لينز من إدارة "أف أس كاي"، إلى أن السلطة الفدرالية الموكلة لحماية الشباب في مُواجهة وسائل الإعلام، والمحكمة المعنية، هما الجهتان الوحيدتان اللتان تستطيعان حظر عرض فيلم إذا ما اعتبرا أن محتواه يشكل خطرا على الجمهور، مضيفاً "هاتان الجهتان لا تستطيعان القيام بأي خطوة إلا بعد عرض الفيلم".

وفي هذا الفيلم يكلف العميل بولاد الميدار ورفاقه التوجه إلى فلسطين واعتقال الضابط الإسرائيلي الذي خطط وأشرف على الهجوم على الأسطول الذي كان ينقل المساعدات إلى غزة، حيث يظهر الضابط في صورة شخصية وهمية باسم موشى بن اليعازر.

وقد أثار "وادي الذئاب" غضب إسرائيل وتسبب بأزمة دبلوماسية بينها وبين وتركيا في كانون الثاني  عندما احتجت الدولة العبرية على تصوير بولاد وهو يُهاجم بعثة دبلوماسية لإنقاذ طفل تركي خطفه جهاز الموساد الإسرائيلي.

وانتقدت إسرائيل المسلسل الذي يصور اليهود على أنهم خاطفو أطفال ومرتكبو جرائم حرب، واستدعى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون السفير التركي في إسرائيل للاحتجاج على المسلسل، وعامله بمهانة وإذلال أمام المصورين الصحافيين.

واضطرت إسرائيل إثر ذلك إلى الاعتذار من تركيا عن هذا التصرف، وفي 31 أيار/مايو هاجمت البحرية الإسرائيلية سفينة "مافي مرمرة" وقتلت تسعة ناشطين أتراك ما أثار موجة إدانة عالمية.

 

وكالات