قدري جميل من روسيا: على موسكو أن تلعب دورا لدفع الحوار

قال قدري جميل ممثل الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في سورية في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" ان الدور الروسي في تسوية الوضع في سورية يجب ان يتمثل في تأمين الظروف الملائمة للحوار.وأضاف ان هناك بعض العقبات تعيق الحوار ومنها تباين وجهات نظر مختلف الأطراف والتدخل الخارجي الذي يمنع السوريين من الجلوس على طاولة المفاوضات.

 

ووصف المعارض السوري الفيتو الروسي -الصيني ضد مشروع القرار الغربي بشأن سورية، بانه تطور هام للغاية، وتوقع أن يتم الحديث عنه في المستقبل كحدث عالمي تاريخي يرتقى الى مستوى الموقف الروسي والأمريكي من العدوان الثلاثي ضد مصر عام 1956.

 

وقال أيضا ان الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير ستشارك في لقاءات وفد المعارضة الداخلية مع القيادة الروسية وستدعو الى منع التدخل الخارجي، باعتبار ان هذا يخلق ظرفا موضوعيا لبدء حوار وطني جدي وشامل.

 

وتابع حديثه قائلا ان تطورات الأوضاع في سورية أظهرت ان كافة الأطراف المتنازعة في سورية وقعت في أزمة، حيث تبين ان النظام لا يستطيع حل الأزمة الا بالمواجهة العسكرية وباعتماد الاجراءات الامنية. كما تبين ان المعارضة المتشددة التي ترفع شعار "إسقاط النظام" لا تستطيع تحقيق شعارها على أرض الواقع لان ميزان القوى لا يسمح بذلك. وشدد على انه من الواضح ان شعار "إسقاط النظام" غير واقعي وغير عملي وغير مفيد في الظروف الحالية.

 

وقال ان الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير تدعو الى إصلاح جذري شامل يتجه نحو التغيير البنيوي لمؤسسات النظام والدولة. لكنه شدد على ان هذا التغيير يجب ان يتم عبر الحوار والتوافق وعبر التنازلات المتبادلة بين جميع الأطراف.

 

وذكر قدري جميل انه يتعين على النظام ان يعترف بالمعارضة الوطنية التي ترفض التدخل الخارجي، كطرف جدي في الحوار وان يجلس معها وراء طاولة المفاوضات دون اي وصاية أو إملاءات أو شروط مسبقة وان يكون جاهزا للتوصل الى حلول توافقية.

 

اما المعارضة، فيتعين عليها، حسبقوله، ان تبتعد عن الشعارات غير الواقعية والمتطرفة وان تذهب الى هدفها الحقيقي وهو التغيير البنيوي الجدي، ولكن بشكل تدريجي وسلمي. ودعا الى وضع دستور جديد للبلاد أو تعديل الدستور الحالي بشكل جذري يمهد الطريق للذهاب الى إقامة جمهورية ثالثة في سورية.

 

ووصف جميل التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي دميتري مدفيديف بانها موقف متوازن، يؤكد على ان الشعب السوري هو صاحب القرار في بلاده، ويرفض التدخل الخارجي في الشأن السوري.