قدري جميل: ميزان القوى يسير في عكس الاتجاه الأميركي

شدد أمين حزب "الارادة الشعبية" والقيادي في جبهة "التغيير و التحرير" المعارضة نائب رئيس الحكومة السورية السابق قدري جميل على ضرورة "اعتماد المهمة الثلاثية الرقم1" التي اقرتها الجبهة وهي إنهاء معاناة الشعب السوري التي تحوّلت كارثة إنسانية شاملة، من خلال إيجاد حلّ سياسي يحقق التغيير الوطني الديمقراطي، ومكافحة الارهاب"، مشيراً الى إن "هذا هو خيار السوريين التوّاقين الى الخلاص ووقف نزيف الدم والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها أرضاً وشعباً بصرف النظر عن انتماءاتهم. ويرى أنّ ميزان القوى الدولي والاقليمي يسير في عكس الاتجاه الأميركي، أيْ ضدّ القوى التي عملت على عرقلة مساعي إعادة الوضع السوري إلى مسار الحلّ السياسي".
وأكد أن "روسيا باتت لاعباً دولياً، وهي تؤمن بأن لا حل في سوريا سوى الحل السياسي، وهي تعمل للانتقال من منصة استضافة جلسات حوارية على أساس بيان "جنيف ـ1" إلى منصة جنيف ـ 3، من أجل التوصل إلى حل يوقف التدخل الخارجي والعنف ويسمح للسوريين بإنجاز عمليتهم السياسية المتوافق عليها في ما بينهم"، معتبراً أن "واحدة من القضايا التي تحلها اجتماعات موسكو هي تصويب الخلل الأميركي المتعمد الذي كان قائماً في جنيف ـ 2 ، أي حصر تمثيل المعارضة في المؤتمر بالائتلاف وتنصيبه حزباً قائداً للمعارضة وممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري. واليوم يدخل الائتلاف مرحلة إعادة تكوين لأنه لم يحقق الغاية التي أرادها منه مشكلوه".
وراى ان "أمام الائتلاف أو "بعضه" فرصة عبر مسار موسكو ليكون جزءاً من الحل في المشهد السوري اللاحق، انطلاقاً من أنّ الجولة الأولى من مشاورات موسكو فاقت توقعات نجاحها، فهي وفق أصحاب الدعوة كانت تمهيدية وتشاورية وغير ملزمة، ولكنها جاءت بعد أكثر من سنة من جنيف ـ 2، وأكثر من ثلاث سنوات من لقاء تموز 2011 التشاوري في دمشق، وقد ساهمت في كسر الجليد بين الجهات الداخلية للنزاع، فأتاحت لعدد كبير من ممثلي المعارضة تبادل وجهات النظر في ما بينهم ولاحقاً مع ممثلي النظام السوري".
وفي ما يتعلق بجدول اعمال الجولة الثانية، أكد جميل انه "لا يزال قيد التشاور بين لجنة المتابعة الروسية التي يترأسها مدير معهد الاستشراق البروفسور فيتالي نعومكين، وبين الجهات التي حضرت تلك الجولة، والجهات المدعوة الى الجولة المرتقبة"، معتبراً ان "التصريحات الأميركية عن تسليح وتدريب مجموعات مسلحة سوريّة، لها طابع إعلامي واستفزازي ومعرقل للحلّ، وقد يكون هدفها محاولة تحسين المواقع التفاوضية، خصوصاً انّ الوضع الميداني يفيد أنْ لا أفق أمام مقولات الحسم والإسقاط بالسلاح. وهذا لا يعني أنّ الجيش السوري ضعيف، بل على العكس فهو أثبت قوته في مواجهة أكثر من ثمانين دولة بالوكالة عبر تمرير المسلحين وتمويلهم وتسليحهم".