قريبا في ريف دمشق.. مشفى لسرطان الأطفال

تركزت أعمال الملتقى السوري الفرنسي حول الكشف المبكر عن السرطان بالتصوير الومضائي الذي عقد اليوم في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق على استخدامات هذه التقنية لتصوير العظم والرئة والكلية والعقد الحارسة إضافة إلى التصوير الومضائي للقلب ومعالجة سرطان الدرق باليود المشع. كما ناقش الملتقى الذي نظمته وزارتا الصحة والتعليم العالي وجمعية الأطباء الفرنسيين السوريين واللجنة الوطنية العليا لمكافحة السرطان وهيئة الطاقة الذرية السورية وجمعية الأطباء الفرنسيين السوريين للتشخيص الومضائي وشبكة العلماء السوريين في المغترب طريقة التشخيص الومضائي واستخداماتها في الكشف المبكر عن كثير من الأمراض ما يسمح بعلاج أنجع كالكشف عن الانتقالات الورمية وتحديد نشاط عضلة القلب وترويتها والتشخيص المبكر للصحة الرئوية. وقال الدكتور رضا سعيد وزير الصحة إن أمراض السرطان تشكل جزءاً مهماً من اهتمامات الوزارة التي ترصد لها الأموال الكافية وتسخر لها الإمكانيات العلمية والبشرية للقضاء على المرض منوهاً بجهود اللجنة الوطنية العليا لمكافحة السرطان في مجال إحصاء أعداد المصابين ونشر الوعي وتقديم المعالجة الكيماوية اللازمة مجاناً لجميع المصابين. وأوضح أن الوزارة قامت بتجهيز مشفى زاهي أزرق بحلب والمشفى الوطني بحمص ومشفى دمشق وابن النفيس لاستقبال مرضى العلاج الكيماوي حيث سيتم تأمين الدواء خلال فترة قريبة جدا الأمر الذي يخفف على المرضى أعباء التنقل لأبناء المحافظات الشرقية والمنطقة الوسطى مؤكداً أن توزيع دواء السرطان على المحافظات السورية كافة هو أحد أهداف الوزارة في المرحلة المقبلة. ولفت وزير الصحة إلى أن الوزارة بصدد إنشاء مشفى لمعالجة السرطان عند الأطفال في محافظة ريف دمشق بالتعاون مع جمعية بسمة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان منوهاً بالتعاون العلمي الوثيق بين سورية وفرنسا في المجالات كافة والطبية على وجه الخصوص وبالتعاون بين القطاعات العام والخاص والأهلي للوصول إلى مستقبل صحي أفضل. من جهته قال السفير الفرنسي بدمشق ايريك شوفالييه إن الملتقى جزء من تاريخ علمي طويل يربط الأطباء السوريين والفرنسيين الذين يستحقون التقدير والاحترام على تنظيمهم هذه الفعالية المهمة لافتاً إلى أن الحكومة الفرنسية على استعداد تام لوضع إمكانياتها المادية والبشرية لإنجاح التعاون في هذا المجال. بدوره أشار الدكتور ابراهيم عثمان رئيس هيئة الطاقة الذرية إلى أن الهيئة تعتبر من الجهات القليلة في العالم التي تنتج النظائر المشعة بشكل ايجابي وتستخدمها في التشخيص الطبي الومضائي حيث تصدر هذه المواد إلى مصر والأردن والسعودية واليمن والعراق والسودان ودول أخرى موضحاً أن الاستخدام المتزايد لهذه النظائر في الداخل والخارج يشكل دافعاً لإجراء مزيد من الأبحاث ومواكبة الاتجاهات الحديثة في هذا المجال. من جانبه قال الدكتور إياد حلاج رئيس جمعية التصوير الومضائي السوري الفرنسي إن الجمعية تعمل على خدمة المرضى في سورية بالوسائل والتقنيات والأساليب العلاجية المستخدمة في فرنسا حيث ستركز عملها على نقل خبرة التشخيص الشعاعي إلى الأطباء في سورية كاستعمال الغاما كاميرا في البحث عن العقدة الحارسة لسرطان الثدي والتي تعتبر من أحدث التقنيات المستعملة في التصوير الومضائي. واستعرضت الدكتورة آيسر ميداني رئيسة مجلس أمناء شبكة العلماء السوريين في المغترب نوستيا نشاطات الشبكة منذ تأسيسها وتعاونها مع الجهات المعنية في سورية مشيرة إلى أن ملتقى اليوم يشكل فرصة لتبادل الخبرات مع أعضاء الشبكة في مجال الكشف المبكر عن السرطان بواسطة التصوير الومضائي مضيفة أنه عمل يتبلور من خلاله التعاون السوري الفرنسي وتتواكب فيه التقنيات المعلوماتية والذرية والطبية. بدوره أشار الدكتور زياد مسلاتي مدير مديرية مكافحة السرطان في وزارة الصحة إلى الدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات الأهلية ووسائل الإعلام في نشر التوعية والتثقيف الصحي حول أسباب المرض وطرق الوقاية منه. وأوضح أن برنامج مكافحة السرطان في وزارة الصحة سيعمل هذا العام على تعزيز مفهوم السرطان كمرض مزمن قابل للشفاء في حال توفرت عوامل النجاح وأهمها الكشف المبكر لافتاً إلى أن وزارة الصحة تؤمن خدمات الكشف المبكر السريرية والشعاعية مجاناً وتحمل تكاليف العلاج الكيماوية في حال تطلب الأمر ذلك.

شام نيوز- سانا