قرية في طرطوس تستغيث بسبب تلوث مياهها بمخلفات عصر الزيتون

مع انطلاق معاصر الزيتون في عملها لكل موسم يبدأ هم كبير هو التلوث الناجم عن مخلفاتها الذي يصيب مشروع للمياه هنا ومجرى مائي هناك والسبب يعود إلى عدم تقيد الكثير من المعاصر بالتعليمات الصادرة بخصوص الاجراءات المطلوب اتخاذها لمنع مخلفات المعاصر من تلويث مياه الشرب لكن الموضوع في قرية جوبة صبيح التابعة لمنطقة الشيخ بدر في محافظة طرطوس اخطر من ذلك بكثير فقد تلوثت مياه الشرب في تلك القرية التي لا يزيد عدد منازلها عن 10 وربما 15 منزلاً حيث تلوثت تلك المياه برمتها حارمة أهالي القرية من استخدامها والاستعاضة عنها بالمياه المعدنية التي يشترونها من القرى المجاورة رغم ضيق ذات اليد لعدد من السكان.
والسبب في تلك المشكلة يعود إلى أن عدداً كبيراً من المعاصر في القرى المجاورة حولت مخلفاتها إلى المجاري المائية في تلك القرية سواء كان هذا التحويل بقصد أو غير قصد لكنه أثر في النهاية على المياه في القرية وحرم أهلها من الاستفادة منها إذضافة إلى تسرب مياه الجفت الناجمة عن الزيتون إلى المياه الجوفية في تلك القرية وتلويثها أيضاً ولعل الصور التي خصصها بعض من أهالي القرية لـ شام نيوز توضح حجم المعاناة التي يتعرض أهالي القرية حيث تؤكد السيدة منى ابراهيم (إحدى سكان القرية) أن الجهات المعنية ذات العلاقة لم تحرك ساكناً تجاه هذا الموضوع وكل مافعلته هو توقيف ضخ المياه من مشاريعها والتي تمر عبر القرى المجاورة بسبب تلوثها.
يضاف إلى ذلك أن مخلفات معاصر الزيتون في القرى المجاورة والمحولة إلى مجرى النهر الموجود في القرية بشكل عشوائي ملأت النهر وشكلت منظراً لم يسبق له مثيل حيث يقول السيد محمد حبيب أحد سكان القرية أن النهر الموجود في اللقرية كان مضرباً للمثل بالنقاوة والصفاء وكان ملاذاً لأهالي القرى المجاورة ولكنه الآن وبفعل مخلفات معاصر الزيتون أصبح مجرد أطلال وأي أطلال فالنهر مليء بمياه الجفت الناجمة عن عصر الزيتون إضافة إلى مظاهرالتلوث التي أصبحت واضحة للعيان حيث يؤكد السيد محمد أن التلوث قضى على ما تبقى من مياه النهر التي بدأت بالانحسار جراء تناقض الامطار في تلك المنطقة.
وكل ما فعتله محافظة طرطوس والمؤسسة العامة لمياه الشرب في المحافظة هو توجيه أصحاب معاصر الزيتون بالعمل لمنع رمي مخلفات معاصرهم بالقرب من الأحواض المائية التابعة لمشاريع المؤسسة حفاظاً على سلامة المياه دون إيجاد إجراءات تنظيمية رادعة في حال وجود مخالفات لتبقى المياه والبيئة في تلك المنطقة ضحية جشع بعض السكان وإهمالهم واستهتارهم بها إضافة إلى تغاضي الجهات المعنية في المحافظة عن الأمر.
طرطوس ـ شام نيوز ـ سامي زرقة