قصائد لعيد الجلاء

 

 

 

عمر أبو ريشة

يا عروس المجد تيهي واسحبي فـي مـغانينا ذيـول الـشهب
لـن تـري حـفنة رمل فوقها لـم تـعطر بدما حـر أبـيّ
درج الـبـغي عـليها حـقبة وهــوى دون بـلوغ الأرب
وارتـمى كـبر الـليالي دونها لـين الـناب كـليل الـمخلب
لا يـموت الـحق مهما لطمت عـارضيه قـبضة المغتصب
يـا عروس المجد طال الملتقى بـعدما طـال جوى المغترب
فـدعوناكِ فـلم نـسمع سوى زفـرة مـن صـدرك المكتئب
قـد عـرفنا مـهرك الغالي فلم نـرخص الـمهر ولم نحتسب
وأرقـنـا دمــاء حــرة
فاغرفي ما شئت منها واشربي
كـم لـنا مـن ميسلون نفضت عـن جـناحيها غـبار التعب
شرف الوثبة أن ترضي العلى غـلب الـواثبُ أم لـم يغلب

 

بدوي الجبل

ألزغاريد فقد جنّ الإباء من صفات الله هذي الكبرياء
بنت مروان اصطفاها ربّها لا يشاء الله إلاّ ما تشاء
كلّ حسن بدعة مفردة ليس
بين الحسن والحسن إخاء
الورود الحمر ذكرى وهوى
وطيوف من جراح الشّهداء
أيّها الدنيا ارشفي من كأسنا
إنّ عطر الشام من عطر السماء
كلّما هبّت صبا من (دمّر)
رنّح الجنّة طيب وغناء
خيلاء الحقّ في عدن لكم يغفر الله لقومي الخيلاء
واعذروا عدنا على غيرتها
إنّها والشام في الحسن سواء
انتزعنا الملك من غاصبيه
وكتبنا بالدم الغمر الجلاء
وسقانا كأسه مترعة
وسقيناه وفي الكأس امتلاء
شهداء الحق لا أبكيكم
جلت الغوطة عن ضعف البكاء

 

شفيق جبري

(1)
حلم على جنبات الشام أم عيد؟ 
لا الهم هم ولا التسهيد تسهيد
أتكذب العين والرايات خافقة    
أم تكذب الأذن والدنيا أغاريد
كأن كل فؤاد في جلائهم  
نشوان قد لعبت فيه العناقيد
ملء العيون دموع من هناءتها   
فالدمع در على الخدين منضود
أغركم من شباب الشام يومهم 
بميسلون وللأيام تنكيد
ما نامت الشام عن ثأر تبيته 
هيهات ما نومها في الثأر معهود
يا فتية الشام للعلياء ثورتكم
 وما يضيع مع العلياء مجهود

(2)
قد يجمد الدمع إلا في مآقينا ويبرد الجرح إلا في حواشينا
لو الأضاحي على أعوادها نطقت
دوت بثورتنا الكبرى أضاحينا
ما كنتم غير حلم في نواظرنا
أدمى النواظر حيناً وانجلى حينا

 

خير الدين الزركلي

خدعوك يا أم الحضارة فارتمت
تجني عليك فيالق وجنود
من ذا يكفكف أدمعاً مهراقة
كالغيث تهطل حسرة وتجود
أنا في هواك كما يشاء هواك لي
كلف بحبك يا دمشق ودود
لم أنأ عنك قِلىً ولا لنقيصة
ما أنت إلا ربعي المحمود
ولقد هجرتك حين حاق بك الأذى
ما للأباة على الهوان مقود
أُقصيت عنك ولو ملكتُ أعنتي
لم تنبسط بيني وبينك بيد
في ذمة الأجيال نهضة أمة
أودى بها التهويل والتهديد
إن لم تهبّ غداً تخلّد مجدها
فلمجدها من بعده التخليد
والشعب إن عرف الحياة فما له
عن درك أسباب الحياة محيد