قصة أغرب من الخيال.. ضربوه وجرحوه وسجنوه

شام نيوز - وجيه موسى

 

تعرض الشاب (ب- ف ) إلى إصابة بليغة في ساعده الأيمن، وهو واقف أمام محل أخيه في منطقة التضامن جراء شجار لا علاقة له فيه لا من قريب أو بعيد، ورفض المشفى استقباله دون سلفة ثم اقتيد إلى سجن عدرة لأن الجاني سبقه برفع الشكوى.

وكان هذا الشاب، الذي يعمل معلماً للتربية الرياضية في إحدى مدارس دمشق، وكان يعاون شقيقه في محل العصرونية بعد دوامه، كان قد صادف في هذا اليوم النحس شجاراً بين شقيقين أمام المحل فما كان من أحد الشقيقين إلا أن استعان بصديقه على أخيه لخلاف مالي بين الشقيقين وللصديق حصة ... وذكر شاهد عيان أنه بدأت المشاجرة بالكلام حتى تطورت إلى التقاذف ببعض أدوات العصرونية المعروضة أمام المحل، ومنها "قطر ميز" من زجاج كسرت فوهته ليصبح قاطعا أصاب الشاب (ب – ف ) في ساعده الأيمن فور خروجه من داخل المحل ليرى ماذا يحصل في الخارج وما هي إلا ثوان وهو لا يعرف كيف ومن أين تغسل بالدماء وإلى هنا وتبدو القصة قضاء وقدر.
ويضيف شاهد العيان تم إسعاف المعلم إلى اقرب مشفى  وكان حظه سيئا كون اقرب مشفى  هو مشفى الرحمة الواقع أول مخيم اليرموك والذي رفض استقباله قبل دفع /40/ ألف ليرة على الأقل علما بان الدماء تنزف بشكل غزير فالحادث الذي تعرض له هو قطع بزجاج حاد لأكثر من / 30 / سم في الساعد وبقي الشاب يغتسل بدمائه حتى وصل ذووه إلى المشفى  وذكر الشاهد أنه استطاع تأمين / 15 / ألف ليرة ، وعرضها على الموظف المسؤول والذي قال لا يمكن بأقل من /40 /  ألف ليرة ورغم التوسل والرجاء لأن يسعفه ويأخذ ما يريد فيما بعد رفض رفضا قاطعا حتى تم تأمين المبلغ الأولي ليدخل المصاب غرفة الإسعاف وتجرى له عملية دامت أكثر من أربعة  ساعات ثم ليسدد بقية المبلغ الذي بلغ  /80 / ألف ليرة.
وظن الشاب وذويه أنه سيخرج من المشفى إلى البيت ومقتنعا إن ما حدث معه قضاء وقدر وليس مقصودا وهو لا يعرف أصلا المتشاجرين ولكن المفاجأة التي كانت تنتظره عناصر الشرطة التي قادوه إلى سجن عدرا حيث ادعى عليه ضاربه .....!!!!!!
ودرجت بعض المشافي الخاصة على عادة بعيدة كل البعد عن الإنسانية وهي طلب عربون قبل استقبال أي كان في حالة اسعافية مهما كانت الظروف حتى ولو كان المسعف على الرمق الأخير من الحياة  فلا يمكن الدخول قبل أن تدفع المبلغ الذي يحدده عامل الاستقبال في المشفى ويتم تحديد المبلغ على ما يبدو حسب الحالة  فعلى سبيل المثال ما حصل مع الشاب /ب-ف/.
والسؤال هنا لو لم يتوفر المبلغ في حينه ماذا كان حصل ؟
وهل ترضى وزارة الصحة بذلك ؟
والسؤال الأكبر هل كان على الشاب المصاب أن يتوجه إلى قسم الشرطة قبل المشفى ....؟؟؟!!!
فحذار أخي المواطن أن تتعرض لحادث لا سمح الله دون أن تكون جيوبك عامرة، وتوجه إلى المخفر قبل المشفى فالنتيجة أضمن لصحتك.....!
وللعلم اغلب الشافي الخاصة والمخافر تعمل بنفس الطريقة  ( والله يرحم الرحمة ويرحم أبو قراط وقسم أبو قراط ويرحم العدل وأساس العدل).