قصور و بيوت مهجورة في قلب العاصمة دمشق

قصور و بيوت مهجورة في قلب العاصمة دمشق
ساهرة صالح.شام نيوز
حكايا شوارعنا الدمشقية لطالما أتحفتنا و فاجئتنا لهول قصصها أحياناً و عظمة تاريخها دائماً .
و المميز لهذه الأحياء احتواءها على بيوت و قصور مازالت شامخة, وكأنّها تثبت للزمن ولنا عراقة أصولها والفن الحقيقي المشغول بعناية حتى بأبسط تفاصيل جدرانها ...
و الغريب أنّ لاستمرار وجودها اليوم ردتا فعل على وجه المارة لا أكثر و هي,
إما عدم ملاحظة وجودها أصلاً.و اعتبارها كأيّ بيت دمشقي .
أوالذهول والإستغراب والوقوف مندهشاً أمام شيءغيرعادي ضمن كل العادي حولنا....
الأغرب من كلّ المذكور سابقاً أنّ هذه القصور والبيوت.ليست كما يتوقع هي في أحياء دمشق القديمة المهجورة كالمعتاد.وإنما هي ضمن العاصمة وفي أهم أحيائها ( الجسر الابيض_الطلياني _ الشعلان)
و بسؤال الجيران عن قصص بعض هذه البيوت كانت الإجابة أنها مهجورة من زمن بعيد و عليها مشاكل ورثة ....
وطبعاً الوضع الى هنا طبيعي, و لكن أن يكون بيت كالذي في الصورة يحمل ما يحمل من تاريخ و جمال شرقي مهمل و في الوقت نفسه مهجور لأن الرقم المطلوب فيه خيالي أي حوالي90 مليون و بين قوسين (المطلوب في سعر أرضه) كون البيت الحجري –لأن أساساته حجر- أي سينتزع و يبنى مكانه أخر أسمنتي و لظروف الإهمال (الغير متعمد)كان ان اهترأ بالكامل وأيضا شكل خطرا على الابنتية المحيطة
بالانتقال لشارع اخر كالشعلان , كانت البيوت المهجورة تحمل عناوين قصص شبيهة بقصص البيوت السابقة و لكن مع تميز الأساليب الطريفة أوالغريبة إن صحّ التعبير باستغلال هجرها ..
كما اخبرنا السيد مهند أحمد أبو دراع باعتباره صاحب مكتب عقاري في الشعلان . بعضاً من أسرار هذه البيوت .
1- كنشوب حريق في أحدها و اقتناص اللصوص لفرصة لحادث و عمل فجوة من داخل المنزل لحائط المحل وسرقته ..
2- أو شراء أحدهم لبيت مهجور و ترميمه و أثناء عمليات الترميم سقط المحضر المجاور و سعره حوالي 15 مليون .و لكنه طلب 100 مليون . فحصل الصدام بينهما والى اليوم الوضع على ما هوعليه لإ نتهاء المحاكم بينهما.على الرغم من وضع المحضر الخطر .
وأخيرا كان أن استعرض لنا في صور سريعة بيوت كانت مهجورة و حُلّ الخلاف أخيراً بين الورثة المتنازعين. واليوم أصبح من أهمّ المحال و والأماكن التجارية
و البعض الأخر ما زال ينتظر كونه مجاور ( لأهم اماكن تجارية في الحي)
و يبقى السؤال الأهم هو عن مانع ترميم هذه البيوت بدل هدمها و استبدالها بالأبنية الحديثة .
و كان للمهندس المعماري باسل زريق المختص بالترميم و إعادة التأهيل رأيه كونه أيضا أشرف على إعادة تأهيل بعض هذه البيوت فيقو ل:
((إن سبب الهدم و الابتعاد عن الترميم , هو بعد إقتصادي بحت لا اكثر و لا أقل بمعنى كسب مساحة منزل واحد بتحويله لبناء لا يقل عن 8 منازل , بغض النظر عن انخفاض القيمة الفنية للبيوت الجديدة . و ليس كما يتوقع أن البيوت اهترأت و أمر الترميم بات مستحيلا و من الأسباب المهمة أيضا انخفاض مستوى الثقافة العامة و التي لا تعنى بجمال هذه البيوت وأهميتها و التي فعلياً تمنح الخصوصية لأحياء دمشق .
ويبقى من الأسباب المهمة نقص التشريعات التي تحمي هذا النوع من المنازل و إنما عكس ذلك السماح فورا بهدمها بمجرد الحصول على الرخصة ))
فكان سؤالنا له عن الحلول برأيه فأجابنا بذكر عدة نقاط و هي :
(( 1- ايجاد صيغة معينة لحل مشاكل الورثة بشكل جذري
2- عدم السماح بتغير النمط الهندسي للبناء باعتبار البناء الأصلي يشكل طابع خاص للحي الموجود فيه. مثل بيوت ساحة النجمة و الحلبوني.
3- عدم تحويل المنزل لاستخدامات أخرى لا تشبه الأصل كتحويل المنزل لمدرسة مثل مدرسة المحسنية و التي شوهت التصميم الهندسي الداخلي للمنزل بتحويل غرفه لصفوف
4- أن تصاغ القواعد لكل منطقة على حدا و عدم تعميم القراراات على دمشق كلها كون تصميم كل منطقة يعود لحقبة زمنية معينة .
5- زيادة الوعي بأهمية هذه البيوت ))
و من جهة أخرى لاحظنا بالفترة الاخيرة ترميم أحد أهم هذه البيوت المهجورة
هذه تبقى مجرد إضاءات على مشاكل تخص البيوت الدمشقية مع الأمل بتطبيق الحلول .
فهي ربما لأصحابها مجرد بيوت و في حال بيعها ستحل عليهم الثروات.و لكنها بالنسبة لكثير من السوريين فسحة أمل يرون بها ماضي عريق , أو يطمحون من خلال وجودها لأن يتنبه المهندسون المعماريون لفن ربما هو من بات مهجور في يومنا ....