قل خيراً يا سيد أردغان ..أو فلتصمت

 

 

ساهرة صالح. شام نيوز

 

هاقد فعلها أردغان للمرة الثالثة , و أطاح بكلّ منافسيه , ليتسلّم مع حزبه دفة القيادة في تركيا ...
لكنّ أماله العريضة بالإستيلاء على البرلمان التركي و حكم البلاد منفرداً قد باءت بالفشل ,

 إذ كان يكفيه أن يحصل على 367 مقعداً ,لكي يسنّ القوانين و يغير الدستور دون الضرورة للتشاور مع باقي الأحزاب ...
وهذا تحديداً ما حذّر منه المراقبون السياسيون في تركيا قبيل الإنتخابات خوفاً من دكتاتورية برلمانية , ليجيء وعي الشعب التركي متناسباً مع هذه التحذيرات و بطريقة عفوية ...

فأردغان الآن يمتلك و حزبه الغالبية المطلقة وليس السلطة المطلقة في إدارة شؤون البلاد ...

  


أمّا فيما يخصّ السياسة الخارجية لتركيا و هذا ما يعنينا , فلقد بدا واضحا التغيّر في المواقف تجاه سورية في الفترة الأخيرة , نتيجة لضغوط عديدة واجهها حزب العدالة و التنمية منها الإنتخابات والضغط الكبير من الأحزاب المعارضة لإظهار حزب أردغان أمام الرأي العام على أنه نصير للأنظمة الدكتاتورية , و هذا سبب قد زال بفوز حزب العدالة و التنمية في هذه الإنتخابات ...

  


وما خفي كان أعظم , فكما أنّ سوريا هي جارة لتركيا ,كذلك هي أمريكا , كلام قد يفاجئ الكثيرين , ولكنه واقع أليم يمرّ من أمام أعيننا دون أن نراه ...
فالعراق و كردستان الشمال على وجه الخصوص تحولوا بعد الغزو الأمريكي إلى مقاطعة أمريكية على الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا , و هكذا أصبحنا في سوريا جيراناً مع أمريكا و تركيا ...

 


جيرة لم ترح الأمريكان من الطرف السوري لأنه لم ينجر يوماً لأهوائها , و كذلك حاول الطرف التركي أن يظهر نفسه في مواقف عديدة قدرناه له في الماضي القريب ...
ولكن ولكثرة الضغوط ربما لم يستطع هذا الفارس الأردوغاني الذي قاد بلاده إلى إزدهار لم تشهده من قبل , أن يبقى طويلا على ظهر حصانه , فترّجل عنه و أعطى ناصيته ليٍد غريبة عنّا و عن منطقتنا , لتقود هذه اليد العلاقات السورية التركية إلى حافة الهاوية ...

 


فنحن لم نسمع حتى الآن تعليقاً واحداً من السيد أردغان يدين فيه الجماعات المسلّحة التي عاثت فساداً في بعض المناطق السورية , و طالبت بإقامة إمارات مستقلّة , و قتلت من الجيش السوري و الأمن من قتلت , في الوقت الذي سمعنا منه الكثير عن إفراط الجيش السوري في استعمال القوة , و قتل المدنيين العزل و ما إلى ذالك من كلام أشبه ما يكون باللغط الفكري و السياسي ...

 


أين كانت تختبئ هذه المشاعر الإنسانية و هذه الحكمة في الخطابات و التحركات,عندما حمل الأكراد في جنوب تركيا السلاح , و كلّنا يعرف كيف كان رد الجيش التركي ...
و أين هي الحكمة في مجرد التفكير بالتدخل العسكري التركي في بعض المناطق السورية ...
نحن في سوريا يا سيد أردغان نستطيع أن نكون أصدقاء جيدين , بقدر ما نستطيع أن ندافع عن سيادة أرضنا و وحدة وطننا ...


لذا قل خيرا .......... أو فل تصمت