قلة في عدد باصات النقل الداخلي

يشكو الكثير من المواطنين من قلة عدد باصات النقل الداخلي في العديد من الخطوط داخل مدينة دمشق وخاصة منها باصات النقل الكبيرة التي تتبع لعدة شركات نقل خاصة دخلت على خط تخديم بعض المناطق داخل المدينة، حيث يؤدي نقص الباصات إلى معاناة كبيرة للمواطنين وانتظار يدوم نحو نصف الساعة في بعض الأحيان حتى يتسنى للمواطن الركوب في هذه الباصات ما يخلق له مشاكل في التنقل بين بيته وعمله ومن منطقة إلى أخرى وخاصة للخطوط التي تعاني من ضغط مثل خط الدوار الجنوبي وخط نهر عيشة بتفرعاته الثلاثة إلى البرامكة والسومرية والبولمان.
وترتبط هذه المعاناة حالياً بإجراء قامت به الجهات المختصة مؤخراً ونص على رفع قيمة تذكرة الركوب لباصات النقل العامة من 9 ليرات إلى 10 ليرات حيث كان سائق باص النقل الداخلي العام يستفيد بليرة من كل تذكرة وراكب حيث تبيعها الشركة العامة للنقل الداخلي للسائقين بقيمة 9 ليرات ويقوم السائقون ببيعها للركاب بـ10 ليرات واتبعت الشركة هذا الأسلوب لتشجيع السائقين على تأدية الخدمة على الوجه الأفضل وتحفيزهم ودعمهم مادياً وعلى ما يبدو فإن هذه الإجراء من الشركة عبر تحديد قيمة التذكرة بـ10 ليرات خلق ردات فعل لدى السائقين وانعكس على أدائهم سلباً تجاه تقديم الخدمة لأنه فوت عليهم ربحاً لا يقل عن 15 ألف ليرة شهرياً من تقاضيهم ليرة واحدة على كل تذكرة كربح وبشكل مرض نوعاً ما للطرفين.
وتتركز معاناة المواطنين أكثر في الكراجات المستحدثة مؤخراً كبديل من الكراجات داخل المدينة والتي عرفت بالمراكز التبادلية مثل كراجات نهر عيشة والسومرية والمركز المرتقب في شارع الثلاثين وتتركز المعاناة أيضاً على محور الدوار الجنوبي وغيره من المحاور والخطوط في مدينة دمشق.
وكانت المحافظة خصصت هذه المراكز بأعداد كافية من باصات النقل الداخلي الكبيرة من القطاعين العام والخاص لتوفير سهولة الحركة والتنقل للمواطنين بين المناطق وتقبل الناس هذه الإجراءات على مضض في حينها ورضوا بهذه البدائل رغم الكلف الزائدة على أجور النقل وعلى حساب الوقت أيضاً لكون الراكب سوف يضطر لاستخدام وسيلتي نقل وأحياناً إلى أربع وسائل للوصول إلى الوجهة المستهدفة ومع ذلك فإن الإجراء المعتمد من أجهزة المحافظة شهد منذ بداياته أزمات في النقل ولم تخف هذه الأزمات بل زادت على مدى الشهور المنقضية وصارت تتفاقم أكثر فأكثر يوماً بعد آخر.
وتسعى دمشق حالياً إلى نقل مركز انطلاق باصات العباسيين إلى كراج البولمان في حرستا ونقل كراجات باب مصلى إلى شارع 30 والعمل على تأهيل موقع جسر مشروع دمر كمركز انطلاق لسرافيس مناطق وادي بردى وتهدف من خلال ذلك إلى نقل مراكز الجذب لحركة النقل إلى أطراف المدينة لتخفيف الضغط عن مركز مدينة دمشق حيث كان من المؤمل أيضاً أن يخف الضغط عن المواطنين لحظة وصول الدفعة الجديدة من الباصات.
وكانت الشركة العامة للنقل الداخلي بدمشق أشارت إلى ضرورة زيادة عدد الباصات العاملة على كل خط 5 بالمئة سنوياً أي بمعدل 10 باصات نظراً لازدياد عدد الركاب لتخفيف الضغط وازدحام الركاب على باصات النقل الداخلي علماً أن المعيار الدولي لتشغيل الباصات هو خمس سنوات حسب الشركة.
وفيما يخص تعرفة النقل الداخلي رغم أنها تشكل عبئاً على المواطنين، إلا أنها غير عادلة وخاسرة وأقل من الكلفة من وجهة نظر الشركة والتي تعمل بما تسميه التعرفة الاجتماعية بناءً على توجيه وزارة النقل ورئاسة الحكومة وأن الدولة تدفع عن المواطن الفرق في التعرفة التي تبلغ حسب الشركة العامة للنقل الداخلي خمس ليرات في بعض الخطوط والتكلفة تصل إلى 12 ل.س وفي خطوط طويلة مثل الدوار الجنوبي 9 ليرات تصل التكلفة إلى 14 ل.س فطول الخط 20 كلم والتعرفة المقررة من وزارة الاقتصاد والتموين هي 75 ق.س لكل كيلومتر ومن ثم يجب أن نأخذ من الراكب 15 ل. س وتقوم وزارة المالية بدفع فرق التعرفة لنصل إلى حالة التوازن أي النفقات تعادل الإيرادات.
وكانت الشركة تؤكد دائماً أن الباصات الحديثة ستساهم بحل مشكلة النقل الداخلي وتوفير وسائل نقل حديثة ومريحة ومتطورة للمواطن السوري مع أن طلبات المواطنين أقل تواضعاً من ذلك.
شام نيوز. الوطن