قلعة بجبلة... أهملتها السياحة.. فحولها الأهالي إلى مزارع صغيرة

 

عند الحد الفاصل بين جبال اللاذقية وطرطوس وفي منتصف المسافة بين جبلة وبانياس في قرية وادي القلع الجبلية التي تبعد حوالي 40 كم عن مدينة جبلة تظهر قلعة المينقة وكأنها تسيطر على الوديان المحيطة وتتفاخر بحضاراتها السالفة " وهي في الحقيقة غير ذلك" كما تحوي هذه القلعة العديد من الأبراج والأسوار والحجارة الضخمة ، تعود للقرن الحادي عشر الميلادي، وكانت قلعة دفاعية وصلة الوصل بين سلسلة القلاع الجبلية الساحلية مثل المرقب والمهالبة وصلاح الدين، وغيرها..

لن يكون في حسبان أي شخص يزور هذه القلعة أن يرى وضعاً مزرياً كوضعها ولا حالاً مهملة كحالها حيث ادعت ومنذ فترة دائرة آثار جبلة أنها انتهت من عمليات إظهار وتأهيل القلعة من خلال كشف الأقبية والساحات الموجودة فيها وقطع الأشجار وتنظيفها من النباتات التي غطت أحجارها وطمست معالمها لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً حيث حول أهالي تلك القرية القلعة إلى كروم للزيتون ومزارع صغيرة للتبغ.... كيف لا ومساحة القلعة جديرة بالاستثمار وخصوصاً في غياب الرادع حيث تبلغ مساحة القلعة الإجمالية 8 دونمات حول أهالي القرية معظمها إلى مدرجات لزراعتهم  حيث تبدو القلعة وكأنها مهملة منذ عشرات السنين فالطريق الواصلة إلى تلك القلعة لا تزال طريقاً ترابية رغم أهمية تلك القلعة التاريخية إضافة إلى إطلالتها الساحرة على العديد من مناطق السياحة الدينية في المنطقة لذلك فما المانع من إعادة تأهيلها وترميمها؟!!

علاوة على ذلك فقد حول بعض أهالي القرية المستثمرين لتلك القلعة الغرف المكتشفة فيها على أنها غرف لملوك تلك القلعة حولها إلى خزانات للمياه ليستخدموها في سقاية المزروعات والحفاظ عليها إذ أن نقل المياه إلى تلك المنطقة مكلف جداً ومتعب جسدياً لذلك فقد وفر الأهالي التعب والمال من خلال تحويلهم تلك الغرف إلى خزانات للمياه   

والغريب في الأمر أن دائرة آثار جبلة لم تكلف نفسها عناء ترميم القلعة فأسقفها مهدمة منذ زمن بعيد ولم تبنى حتى الآن  كما بدا في أحد الأقبية فتحات مرامي السهام في السور الغربي للقلعة، إلا أن هذا القبو والذي يتجه غرب شرق لم يبق منه إلا الجدران الخارجية الشمالية والجنوبية، ولم نتمكن من الكشف عن الجدار الشرقي بسبب كثرة الأحجار المبنية من قبل الأهالي والمزروعات .

والسؤال الذي طرحه أحد زملائي المغتربين في الخليج ونطرحه بدورنا لماذا لا تقوم مديرية الآثار  بأعمال ترميم القلعة للحفاظ عليها كأثر تاريخي وبهدف تأهيلها كموقع لزيارة السياح ما ينعش المنطقة سياحياً وخدمياً.... الجواب نضعه برسم الجهات المعنية.

اللاذقية ـ شام نيوز ـ سامي زرقة