قلوب للبيع... في الفالنتاين فقط

ما يزال الحب هذا الشعور الانساني السامي يبحث له عن تعريف دقيق بين أجندات علماء النفس والعشاق ورغم أن العاشق يعيش أيامه كلها في حالة حب غير أن اليوم المخصص للعشاق وهو الرابع عشر من شهر شباط تبقى له أهميته الخاصة النابعة من قناعة كل عاشق بضرورة رؤية الحبيبة والعاشقة أيضاً إضافة إلى تقديم الهدايا وهنا تبدأ القصة عند كل عاشق وعاشقة وأصحاب المحلات التجاريةالذين يخصصون قلوباً ووروداً وهدايا للبيع في الفالنتاين بالتحديد.

كاميرا شام نيوز رصدت آراء الشباب حيث تنوعت بين مؤيد للاحتفال بعيد الحب ومعارض له و كل له ما يبرر به موقفه:

"أنا من المعارضين جداً لهذا اليوم" بهذه الكلمات قالت الطالبة ثناء ديوب رأيها في الحب مضيفة أن عيد الحب بدعة مرفوضة وتقول  إن هناك طرقا عديدة لتجديد الحب بين الشخصين، وليس فقط بهذا اليوم الذي لا يتعلق بالحب في شيء سوى النفاق والكذب في هذه المناسبة التي ابتدعها الأجانب واتخذناها نحن وصرنا نبدع في الاحتفال بهاوتزيين المحلات باللون الأحمر فالوردة التي تهدى في هذا اليوم لا تزيد من الحب شيئا سوى الاستغلال التجاري من قبل تجار الورود والهدايا الذين يتربحون في هذا اليوم أضعاف السنة كاملة من بيع الهدايا على الشباب والبنات.

 

ماشي ع طريق الفالنتاين فوراً

ربما لم يجد السائق محمود خيراً من هذه العبارة وسيلة للتعبير عن مشاعره بهذا اليوم حيث اختلطت على حد قوله بين الجد والهزل وهو لم يجد أفضل من هذه العبارة لجذب العشاق وإغرائهم بالركوب معه.

وينضم إلى قائمة محمود عدد كبير من الشباب الذين يملكون  طرقاً غريبة في هذا اليوم للتعبير عن حبهم  كلصق الاستيكرات على السيارات وإرسال الرسائل القصيرة وتبادل التهاني فيما بينهم وكأنه عيد الفطر أو الفصح المجيد.

زينب من جهتها قالت إنه يجب أن تكون هناك دعوات للاحتفال بهذا اليوم وهي لا ترى عيباً في الأمر معتبرة أنه لا يوجد أجمل من التعبير عن الحب وخصوصاً إذا كان مبنياً على أسس متينة وأضافت أن المحتفلين بهذا اليوم هدفهم التعبير عن محبتهم دون تقديس لهذا اليوم مؤكدة أنها معتادة على الاحتفال بهذه المناسبة مع زوجها ورغم مرور سبع سنوات على زواجهما فهي لا زالت تهديه القلوب الحمراء والورود وما شابه ذلك.

وردة حمرا بتكفي...

هكذا قال الشاب خالد الذي أشار إلى أن الهدية التي يتم تبادلها بين المتحابين لها دلالة رمزية على صدق المشاعر بين المحبين لذلك وردة حمراء قد تكفي لأن أتأكد أنها تذكرني.

بعض المنظرين اعتبر أن هذا ليوم والهدايا التي تباع فيه فرصة لزيادة جرعة الألفة والمحبة بين الناس من خلال الاشتراك في مشاعر عفوية وصادقة

لكن أصحاب المحلات كان لهم رأيهم في هذا اليوم حيث اعتبر السيد أكرم مرهج أن الايام الثلاثة التي تسبق عيد الحب هي بمثابة موسم له ولأصحاب المحلات حيث يغص متجره بالعشاق الذين يودون شراء الهدايا لبعضهم البعض معتمداً على تميز الهدايا التي يعرضها في محله.

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو هل أصبحت الهدايا والورود بديلة عن المشاعر الحقيقية والحب والوئام بين الناس أم أنها وسيلة لكسر روتين الحياة والهروب من ضغوطاتها المتراكمة طيلة أيام السنة من خلل إطلاق عبارات وتراكيب خاصة بهذا اليوم وصبغ أشيائنا باللون الأحمر "الذي هو لون الحياة " مدة يوم واحد فقط ... إذا لا تستغربوا فحتى كاتب هذا المقال أصبح جهاز هاتفه الخلوي لونه أحمر...

شام نيوز ـ سامي زرقة