"قلوبنا مع غزة" حملة سورية.. بأيادٍ مصرية

عروب حمود - شام إف إم
تتصدر مصر قائمة الدول المساندة للأشقاء الفلسطينيين منذ اندلاع الأحداث في 7 تشرين الأول الماضي، حيث قدم أهالي مصر المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
"قلوبنا مع غزة" هي كانت عنوان أول حملة أطلقها الهلال الأحمر المصري، ولعل أكثر ما يمكن التوقف عنده أنها كانت بأيادٍ سورية.
يذكر المؤثر السوري فؤاد طحان الذي يعيش في مصر منذ أربع سنوات، أن فكرة الحملة بدأت منذ خامس يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة، وتابع في حديث لـ"شام إف إم" أنه: " توقعنا أن ينتهي الأمر خلال يوم أو يومين كأي فترة تمر على أهل غزة، لكن بعد ما زاد الوضع صعوبة أحسسنا بضرورة إنجاز شيء".
وأضاف طحان لـ"شام إف إم": "تواصلت مع الهلال الأحمر المصري لطرح أفكار عدة، لنتوصل لعنوان "قلوبنا مع غزة" ضمن حملة مساعدات إنسانية تقدم للجانب الفلسطيني عبر معبر رفح".
وبيّن طحان أنه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين في المنطقة تم الوصول إلى عدد كبير من الأشخاص والشركات لتقديم الدعم للهلال الأحمر المصري، لافتاً إلى أن وسائل إعلام مصرية وعربية شاركت لتغطية عملية ترتيب المساعدات، وذلك لتوثيق ونشر ما يفعله الهلال الأحمر المصري لأنه هو الوحيد الذي ستدخل المساعدات عن طريقه إلى غزة.
تواصل دائم رغم الانقطاع عن العالم!
بدوره ذكر المتحدث الإعلامي باسم الهلال الأحمر المصري لـ"شام إف إم" أن الجمعية على تواصل مباشر مع الهلال الأحمر الفلسطيني من خلال 11 خطاً عبر القمر الصناعي، لافتاً إلى أن هذا الخط ليس له علاقة بأي خط محلي والتواصل مستمر رغم انقطاع الاتصالات والانترنت في الجانب الفلسطيني.
وأشار المتحدث الإعلامي إلى أن الهلال الأحمر المصري تواصل مع وزارة الخارجية المصرية وقام بفتح قنوات اتصال مباشر مع السلطات المعنية في ميناء رفح البري لتيسير عملية مرور المساعدات الإنسانية.
بدورها أوضحت المتطوعة في الهلال الأحمر المصري ميرنا الرشيدي لـ"شام إف إم" أن الهلال المصري يتواصل مع الجانب الفلسطيني بشكل مباشر وكل ساعتين لمعرفة الاحتياجات الضرورية وتحديث الأولويات.
"ماعاد بدنا اشي.. بدنا أكفان"
وأوضحت الرشيدي ذات الأصول السورية: "كانت أهم الاحتياجات بالبداية هي الأغذية والأدوية، وتم التركيز على المعلبات الغذائية مثل المعكرونة والفول والزيت، كما الأدوية والضمادات."
تضيف ميرنا: "ولكن في اتصال صدمنا كانوا يطلبون الأكفان"، تمسح ميرنا عيونها وتكمل: "هذا الشعور كان الأصعب علينا.. قال الاتصال حينها: تخيلي أن يكون أمامك 100 مصاب والأدوية نفدت.. البنج اختفى، ما عاد بدنا اشي بدنا أكفان."
يعلق فؤاد طحان أنه في ذلك اليوم شعر بالذنب والضعف في آن معاً، وصعب النوم عليه ويقول: "نحن نجهز أغذية ومشروبات لأن هدفنا الإنقاذ.. لا أكفان!، حينها شعرنا أن الدنيا أغلقت بوجهنا".
تفقد السلل هي آخر مهمة وأهمها
وبيّنت الرشيدي أنه كان يوجد أشخاص مسؤوليتهم تفقد السلل، حيث يتأكدون من مدة صلاحية الأغذية ونظافتها، كما يفرزون الأدوية مع التأكد من بقائها معقمة وبمكان مناسب لتبقى صالحة للاستخدام عند الوصول.
وفي حديثها لـ"شام إف إم" أشارت الرشيدي إلى أن الكثير من المشاهير والشركات قدموا الدعم إما مالياً أو من خلال المنتجات التي تنتجها تلك الشركات.
"الدور علينا خلص.. هلأ الدور عليك"
بدأت الحملة بعنوان "قلوبنا مع غزة" وانتهت بجملة "الدور علينا خلص وهلأ الدور عليك"، يوضح طحان في حديثه أن الحملة وصلت للجميع من خلال مواقع التواصل، ولكن يبقى الهدف الأساسي أن يقدم كل شخص ما يستطيع لأهل غزة، سواء من خلال تقديم المساعدات الإنسانية أو الإغاثية أو نشر الحقائق عبر السوشال ميديا، فاليوم نحن كسوريين ومصريين أصحاب القضية.
يذكر أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بيّن في آخر تحديث له يوم الاثنين أن ما لا يقل عن 569 شاحنة مساعدات دخلت غزة منذ 21 تشرين الأول الماضي.
وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن حوالي 93 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأدوية والإمدادات الصحية والمياه المعبأة ومنتجات النظافة، عبرت من مصر إلى غزة، يوم الاثنين.
يشار إلى أنه قبل العدوان الإسرائيلي، كان يدخل غزة في المتوسط 500 شاحنة محملة، في كل يوم عمل.