قمة دول مجموعة بريكس: العمل لتحقيق العدالة والسلام والتنمية والتعاون

أكد جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا أن قمة دول مجموعة البريكس تحظى باهتمام عالمي لما تشكله من حضور على المستوى الدولي وقال "إننا نتطلع إلى مزيد من التعاون لتحقيق النمو في دولنا واستثمار جهود شعوبنا التي تكافح من أجل حياة أفضل".
وأعلن زوما في كلمة له بافتتاح أعمال قمة دول مجموعة بريكس أن المجموعة قررت "تأسيس مصرف للتنمية تابع لدولها تبلغ تكلفة تمويله وبنيته التحتية أكثر من أربعة مليارات دولار" مؤكدا أن قرار المجموعة هذا يمتد إلى ما هو "أبعد من تقوية التعاون بين دول البريكس".
وأوضح الرئيس زوما أن "إطلاق مجلس الأعمال التابع لبريكس يهدف إلى الجمع بين قادة المجموعة والصناعيين وتنسيق أعمالها وجهودها إلى جانب الاعتراف بدور الأكاديميين في تعزيز الحوار بين دول البريكس".
وشدد زوما على ضرورة التصدي للتحديات المتعلقة بـ "الثقافة والتدريب وتعزيز المهارات والبيئة" وقال إن "جنوب أفريقيا صنفت التعليم على أنه أولوية وخصصت له حصة كبيرة في ميزانيتها الوطنية وهي حريصة على التعلم من تجارب دول بريكس الأخرى وكيفية التعامل مع التحديات المشابهة".
وأشار الرئيس الجنوب أفريقي إلى أن "أجهزة الإعلام العالمية وتقانة المعلومات هي واحدة من أهم حاملي التفاهم بين أمم العالم في العصر الحديث لأنها سريعة ولذلك فإن دول مجموعة بريكس حصلت على الانتباه العالمي الذي تستحقه".
من جانبه أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ وجوب التمسك بالعدالة الدولية والسلام وقال إن "في العالم تحديات وتهديدات مختلفة ونحن نتطلع بأمل إلى تحقيق سلام دائم وجعل الناس يتمتعون بحياة سعيدة".
وشدد الرئيس شي جين على أن ما يحتاجه العالم هو "السلام والتنمية والتعاون وليس الحرب والعنف" وقال إننا "عندما نسعى لتحقيق هذه الأهداف فإن علينا الأخذ بعين الاعتبار اهتمامات وهموم الدول الأخرى وأن نبقى ملتزمين بالمساواة والعدالة والديمقراطية وحقوق كل الشعوب في الاستقلال والسيادة والتعاون واحترام الاختلاف والتنوع الدولي الموجود على الساحة".
وأضاف شي جين إن "جميع الدول الأعضاء متساوية بغض النظر عن أنظمة بلدانها أو الطريقة التي يتم بها الإصلاح إذ يجب أن يكون النظام العالمي أكثر عدالة وسلاما عالميا للجميع وبناء شراكات دولية سليمة من أجل رفاهية كل الشعوب" مؤكدا أن "العالم ليس غابة ولا يجب أن يسوده قانون الغاب".
وأوضح الرئيس الصيني أن "الصين تتعاون مع كل البلدان الأخرى وتعمل على التنسيق معها اقتصاديا على أساس عالمي من النمو" مبينا أن "الهدف من اجتماع دول المجموعة هو جعل التنمية الاقتصادية سريعة ومركبة ومنتجة ومفيدة أكثر والتكامل والتعاون بينها من جهة ومع البلدان الأخرى من جهة ثانية وتشكيل رابطة قوية متينة لهذه الشراكة".
وقال الرئيس الصيني "يجب علينا أن نتعاون اقتصاديا ونساعد على استخدام المصادر بشكل جيد ومنسق لجميع البلدان والتعاون على نطاق واسع على الصعيد الدولي من أجل تسريع النمو والاشتراك جميعا في وضع جدول فني يستفيد الجميع منه ويحسنون استغلال مصادرهم وأيضا لإغلاق الفجوة الاقتصادية بين دول الشمال والجنوب" داعيا إلى أن "يتم التعاون بشكل وثيق بين بلدان بريكس الخمسة وتبادل المعلومات والتصنيع والتنظيم والعصرنة والتحديث وتحقيق التنمية لدولها والتقدم في العلاقات المالية والاقتصادية مع الدول الأخرى وتحويل المشاريع إلى عمل فعلي على أرض الواقع وتسريع الزخم للسير نحو الأهداف الاقتصادية وتقديم صورة إيجابية لدول البريكس في مجال التعاون الدولي".
وقال شي جين "يجب ألا يضللنا أي اتجاه آخر وألا نغفل عن التزاماتنا.. لدينا اهتمام" مؤكدا أن "الصين ستعمل لتحقيق أهداف المجموعة وقد زادت الدخل القومي فيها وحدثت الصناعة بحيث استفاد من ذلك أكثر من مليار مواطن صيني".
وأشار الرئيس الصيني إلى أن "الصين بلد اشتراكي حديث عصري ومتقدم بشكل منسجم وسيستمر في تقدمه التقني والاقتصادي وتطوره الاجتماعي رغم كل التحديات السياسية والثقافية التي تواجه عملية التحديث" مبينا أن "المجموعة تتطلع نحو التعاون لبناء البنية التحتية للتنمية عبر شبكة مالية متعاونة وتبادلات فيها عدالة وتكامل وتعمل معا على البحث عن السلام والتنمية والتعاون".
بدوره أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته أن العمل مع دول البريكس هو إحدى أولويات السياسة الروسية داعيا دول البريكس إلى استخدام مواردها من اجل تعزيز مكانتها الدولية لانها تعد مكونا هاما في المجال العالمي.
كما دعا الرئيس الروسي إلى ضرورة احداث التفاعل مع الأمم المتحدة والعمل على عقد اجتماع مشترك لبحث سبل مواجهة الإرهاب في العالم مشيرا إلى أن روسيا تدعم المشاريع المشتركة لدول البريكس وتطورها.
واقترح بوتين على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقد اجتماع مشترك لبحث التعاون بين دول المجموعة والمنظمات الدولية لتحقيق الأهداف المشتركة مؤكدا وجوب "أن يكون هناك تفاعل بين المجموعة والأمم المتحدة وأجهزتها".
وأضاف بوتين.. "أما بالنسبة لمواجهة تحديات الإرهاب فإن روسيا تقترح أن تعمل المجموعة في أول اجتماع معاد للاحتكارات والذي سيعقد في موسكو على توسيع الأمن الدولي واستخدام إمكانيات دول المجموعة لتنفيذ مثل هذه المبادرات والاستمرار في العمل على إيجاد توجه مشترك بين دول بريكس".
وشدد الرئيس الروسي على أن توسيع الحوار في مختلف المجالات سيعطي دفعا قويا لدول المجموعة موجها التحية لدول بريكس لدعمها المواقف الروسية على المستوى العالمي.
وأعلن بوتين أن القيادة الروسية ستمنح كل دعم ممكن للتعاون العملي التجاري بين دول المجموعة على غرار مجلس أعمال تعزيز المشاريع المتعددة الأطراف مبينا أنه كما "دعمت دول البريكس المبادرة الروسية في التعدين والصناعات الجوية والإلكترونية والطاقة والصناعات الحديدية الفولاذية والموارد المعدنية فإن روسيا ستقدم كل دعم ممكن للمجموعة".
وذكر الرئيس الروسي بأهمية التعاون في "الجانب الإنساني والمساعدات الإنسانية والجانب الثقافي والمجتمعات المدنية" مشيرا إلى أنه سيكون "هناك اجتماع للقادة الشباب في بلدان مجموعة بريكس" داعيا دول المجموعة إلى "المزيد من التعاون المشترك والحوار المستمر لحل كل المشاكل والقضايا التي تواجهها عن طريق الشراكة وتحقيق تنمية على المستوى الاقتصادي العالمي".
من جهته أكد رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ في كلمته أن دول بريكس عملت على معالجة التحديات أمام تطور تعاونها المشترك والاتفاق على تشكيل بنك تنمية البريكس الذى فتح الأبواب الواسعة لامكانيات جديدة من التعاون.
وأضاف سينغ إن "الهند تعمل على تعزيز السلام والاستقرار والأمن للمجتمع الدولي" مبينا أن "هناك أفكارا متبادلة بين الخبراء والمستشارين تعززت باستكشاف مناطق أخرى للتعاون ومعالجة التحديات المشتركة".
وشدد رئيس الوزراء الهندي على ضرورة العمل معا من أجل اصلاح المؤسسات الدولية في المجالات السياسية والاقتصادية لتعكس الحقائق وتكون اكثر كفاءة وخاصة اصلاح مجلس الأمن الدولي.
ولفت سينغ إلى أن القمم الخمس للمجموعة بينت أن منبرها أصبح اكثر تكاملاً وانسجاماً وقال نحن "نستفيد من اختلافاتنا وتشابهاتنا وهذا كله يصب في قوتنا المشتركة عندما نتطلع إلى المستقبل والتقدم الذي أحرزناه خلال خمس سنوات وهو ما يشجعنا على وضع أهداف أكثر والبحث عن طرق جديدة لتعاوننا والاستفادة من مواردنا وإفادة شعوبنا والعالم بشكل عام".
وقدم سينغ جملة مقترحات تتعلق بالتحديات أمام مجموعة بريكس أبرزها.. الاستجابة لتحديات الاقتصاد العالمي والتنمية واقتناص الفرص الكبرى لتوسيع العلاقات التجارية بين دول المجموعة واستغلال موارد القوة لتحقيق المنفعة المتبادلة.. وتشجيع دول المجموعة على التعاون بين مؤسساتها في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والتربية والتعليم والعناية الصحية والتنمية المستدامة والخدمات العامة.. والعمل على التطوير الاقتصادي بقاعدة واسعة وشمولية أكثر بشكل أخلاقي ودبلوماسي لجعل الاقتصاد العالمي أكثر ديمومة وفائدة واستقراراً.. وإصلاح المؤسسات الدولية في المجالات الاقتصادية والسياسية لتعكس الحقائق الأكثر كفاءة ومعالجة التحديات القائمة وخاصة إصلاح مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
كما دعا رئيس الوزراء الهندي دول المجموعة إلى تعزيز قدراتها المشتركة للمساهمة في "مواجهة التحديات وتعزيز السلام العالمي والاستقرار والأمن".
من جانبها أكدت رئيسة البرازيل ديلما روسيف في كلمتها ان دول البريكس تشكل جزءا كبيرا من سكان العالم وهي قوية بما يكفي كي تحقق وجودا قويا على الساحة الدولية.
وشددت روسيف على انه لا يمكن ان تسمح دول البريكس للبلدان المتقدمة ان تتقدم على حسابها مشيرة إلى أن تحقيق النمو الاقتصادي وحماية البيئة ومواجهة التحديات الكبرى هدفنا للمرحلة المقبلة.
ولفتت رئيسة البرازيل إلى أن اوجه التشابه بين دول المجموعة تدفعها لمزيد من التكامل والتعاون داعية إلى تحقيق التنمية بين دولها على كافة المستويات وموضحة أن تأسيس بنك بريكس هو خطوة على طريق تحقيق مزيد من التعاون بين دول المجموعة والتنسيق بينها.
ودعت روسيف دول المجموعة إلى المشاركة في الفعاليات الاقتصادية العالمية للتغلب على التحديات الاقتصادية التي تواجهها جماعيا وفرديا والتركيز على النمو الاقتصادي وحماية البيئة وقالت إن "مهمة المجموعة تتمثل بضمان المشاركة وخلق مساواة باستخدام العلم والتكنولوجيا لفائدة دولها ورفاهية مواطنيها".
وأوضحت رئيسة البرازيل أن على دول البريكس "تأسيس تعاون بين بنوكها وإقامة اتصالات جيدة لمنع الأزمات من التفاقم وتعزيز البنية الاقتصادية والمالية العالمية وتطوير مبادرات التواصل وأن يكون لنا موقف من التحديات الموجودة والتغيرات الكاسحة التي تجتاح العالم".
ولفتت رئيسة البرازيل إلى أنه وفقا للأرقام الدولية فإن "أعلى مستوى للنمو موجود في إفريقيا وهذا يقدم فرصة عظيمة على المستوى العالمي ويسهم في إغلاق فجوة عدم المساواة بين الشمال والجنوب".
واختتمت روسيف بالقول "نعلم جميعا أن المساعدة الاقتصادية تستخدم كأداة سياسية للضغط على البلدان الأخرى ونحن نريد أن نجسد القوة الاقتصادية بين أفريقيا وجنوبها وبين دول البريكس لجعلها دولا مشاركة وفاعلة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتعاون".
يشار إلى أن قمة مجموعة بريكس التي تتألف من روسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند والبرازيل افتتحت أعمالها تحت شعار "مجموعة بريكس وأفريقيا شراكة من أجل التنمية والتكامل والتصنيع".