قمر كيلاني.. والأدب النسوي السوري

الاديبة الراحلة قمر كيلاني

 

قمر كيلاني 1928 -2011

 

 

في أعمالها يتداخل الفردي الذاتي بالجمعي انطلاقاً من إيمان الكاتبة بالإنسان العربي وقدراته.. وهكذا يتحول التمرد عند المرأة، مثلاً، في قصصها التي حملتها مجموعة "امرأة من خزف"، إلى تمرد على القيم البالية، والتي تحط من قيم المرأة وإنسانيتها وهكذا يمكن أن نفهم التقديم في هذه المجموعة والذي يشكل مدخلاً لعالمها القصصي "إلى صديقة من الطفولة تمردت.. وما عادت امرأة من خزف ".وهي الى ذلك تبدو باحثة عن الحب كجسر أجمل بين الرجل والمرأة، كجسر يردم الهوة في هذه العلاقة التي تأثرت بالسائد الاجتماعي، والمنظور المتخلف المحكوم بقيم ذكورية...

 


هذا الحب ما يلبث أن يتمدد في المجموعة القصصية "المحطة" إلى أن يشمل الروح الإنسانية ذاتها للإنسان عبر الاحتفاء بالإنتماء إلى الأرض والإنسان والوطن كقيم تشكل موضوعاتها الوطنية والإنسانية بغية النهوض من الكبوة التي يعيشها الفرد العربي، والوطن العربي...

 


وهكذا يتسع الحلم عند كاتبتنا بوطن أكبر يجمعه الشعور العربي، والقيم النبيلة والفروسية التي كانت سمة حضارتنا... ومن هنا يمكن أن نفهم رغبتها بالكتابة عن بيئة أخرى غير البيئة السورية كما في "بستان الكرز" التي تجري أحداثها في لبنان، وقبل ذلك روايتها "أيام مغربية" التي تجري في المغرب وإن كانت الشخصيات سورية.

 


ويغدو الحلم والأمل بالنسبة للكاتبة أكثر إشراقاً مع حرب تشرين التي حملت نسائم النصر فكتبت روايتها "حب وحرب" التي نشرت مسلسلة في صحيفة تشرين عام "1980".. ولعلنا في هذا المقطع نقف على رؤية الكاتبة التي تمزج الماضي بالمستقبل في علاقة عميقة:

 


-أحدثك عن العرس ياسلمى وتحدثينني عن الوطن.
-والوطن هو العرس ياأحمد.. والعرس هو عرس الوطن.
-وأرسم لك المستقبل فتسردين لي قصصاً مما مضى.
-من غير ماض لن يكون مستقبل.

 

قمر كيلاني الباحثة

 

تخرجت في جامعة دمشق عام 1954 بعد دراسة اللغة العربية، ثم نالت دبلوم التربية. عملت في التدريس في دور المعلمين والمعلمات إلى جانب الكتابة ثم في اللجنة الوطنية لليونسكو. وكانت عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، وترأست تحرير مجلة "الآداب الأجنبية" لفترة.
وقد عنيت بالبحث والدراسات التاريخية ذات الطابع الأدبي والإبداعي، وهكذا كانت دراستها الأولى "التصوف الإسلامي" التي كانت أول كتاب أصدرته دار شعر التي كان يقوم عليها يوسف الخال وأدونيس عم 1962 لما تحمله من خصوصية وتميز.

 


كما نقف على آفاق جديدة في البحث في دراستها لحياة الفارس أسامة بن منقذ، والشاعر امرؤ القيس. فإحياء التراث جزء من همّ شامل يرى المحيطات التاريخية المضيئة نقطة انطلاق لمستقبل مأمول...
في الصحافة والإعلام

 



إلى ذلك كله للأديبة قمر كيلاني تجربة عريضة في عالم الصحافة وكتابة المقالة فقد كانت مراسلة لمجلة أدب وشعر الشهيرة في دمشق. وكتبت في صحيفة "الرأي العام" السورية أيام الانفصال كما كتبت في صحيفتي البعث وتشرين وصحيفة الثورة منذ أكثر من ربع قرن حيث كان عنوان زاويتها في "الثورة" هو "مفكرة الأيام" ثم "معاً على الطريق" التي مازالت تكتب فيها حتى اليوم.

 
وقد نشرت لها صحيفة البعث في عددها الأول، بعد أن أصبحت صحيفة أو جريدة رسمية، واحدة من قصصها. أما زاويتها في صحيفة البعث فكان عنوانها "شيء ما".

 



كيلاني وأدب المرأة

 



ترى الأديبة كيلاني أن المرأة العربية منذ القديم كان لها حضورها على الساحة الأدبية والثقافية وكانت كاتبة وشاعرة وأديبة كما تحدثت في أحد اللقاءات الصحفية المنشورة في الثورة عام 2003 مع فؤاد عبد العزيز، بل إن المرأة تفوقت أحياناً وتقول" بالنسبة لما يقوله النقاد وأقره تماماً أن أدب المرأة فعل يتميز بالرهافة والشفافية والمشاعر العميقة وتتبع الدقائق والتفصيلات ولا أقول إن المرأة أقدر على سبر أغوار المرأة فيمكن للرجل أن يسبر أغوار المرأة أكثر من المرأة ذاتها".

 


ولكن مما تأخذه على أدب المرأة هذه الأيام أنه دون بالمستوى وترى أن بعضهم يشترط على الكاتبات إضفاء شيء من "الجنس" على أعمالهن من أجل الرواج. كما أن بعضهن تقدم حكايات وليس أدباً.

 



أعمالها

 


·•القصة القصيرة:
عالم بلا حدود 1965
الصيادون ولعبة الموت 1978
امرأة من خزف 1980
اعترافات امرأة صغيرة 1980
حلم على جدران السجون 1985
المحطة 1987
أوراق مسافرة 1987 " آراء وانطباعات"
·•في الرواية:
أيام مغربية 1965
بستان الكرز 1977
الهودج 1979
طائر النار 1981
الأشباح 1981
الدوامة 1981
حب وحرب، طبعت عام 1982
·•الدراسات:
التصوف الإسلامي 1962
أسامة بن منقذ 1985
امرؤ القيس 1986

 

 

 

 

 

المصدر: مجلة جهينة