قناة الجزيرة.. ودور عراب الفتنة بين العراقيين مجددا

عادت ريمة لعادتها القديمة وعادت الجزيرة من خلال برنامجها المشوّه ((العراق ... كشف المستور)) لتلعب دور العرّاب لبعث الفتنة من جديد بين العراقيين، وعسى ولعل يُبعث حزب البعث المقبور لحكم العراق على اثرها للحياة مرة اخرى!!.
من خلال وثائق ينشرها موقع ( ويكيليكس ) فيها الالاف من الوثائق المسربة من تعليمات واوامر ووجهة نظر الجيش الامريكي في سنوات احتلاله للعراق نهضت قناة الجزيرة من سباتها في القضيةالعراقية لتعلن عن حرب جديدة ضدالعراق واستقرار شعبه النسبي الذي لم يكد يستقرّ بعدُ حتى ارتأت الجزيرة ان تعكر ماءه التي تحاول التماسك والصفاء !!.
انها حرب جديدة لهذه القناة، تقودها وثائق الجيش الامريكي المهزوم في العراق !!.
والحقيقة ان الوثائق التي نشرها الموقع المذكور قد نشرسلفا وثائق تخص الحرب الامريكية ايضا في افغانستان كذلك ولكن قناة الجزيرة وكما عودتنا بعدم الحيادية والتسييس لسياستها الاعلامية لم تثر نفس الضجة التي افتعلتهااليوم لكشف مستور العراق وتناول وضعه منذ سبع سنوات خلت في الوثائق الامريكيةوهذا ان دلّ على شيء فانما يدلّ على عدم المهنية لهذه القناة التي ولغت بدماء العراقيين، بشكل اكثر خطورة وفتكا من ولوغ نيران الحرب الامريكية فيهم فهي حرضت على الفتنة وقادت الحرب الطائفية باعلامها المسموم، وكانت بالحق شيطانا بين العراقيين يغري بينهم العداوة والبغضاء !!.
نعم باسم عمل الاعلام الصحفي ومهنة كشف الحقيقة اليوم هذه القناة تطرح اوراقها مجددا ضد العراق وتجربته الناشئة والوليدة بعد ان وصلت لليأس من اثارتها للحرب الطائفية التي تدمر العراق وتمزقه الى الف قطعة ، ولكن ما ان اعلن موقع ويكيليكس انه سينشروثائق جديدة عن الحرب الامريكيةفي العراق حصراعلى صحيفةاوصحيفتين ووسيلة اعلام او اثنتين حتى سارعت قناة الجزيرة بتقديم عروضها المالية السخية لتدخل شريكا لشراء المعلومات والوثائق واحتكار نشرها من الموقع المذكور !!.
الان وقبل كل شيء ربما يعتقد اوهكذا يحلو للبعض اخذ مخاوفنا المشروعة من مخططات قناة الجزيرة على اساس اننا ضد نشر الوثائق والحقائق التي تظهر بشاعة واجرام الاحتلال العسكري الامريكي في العراق؟.
وهناك من سيرّوج مباشرة من صداميين وطائفيين ومشبوهين الى اننا بصدد الدفاع عن الاحتلال الامريكي وممارساته الحربية الدموية في داخل العراق منذ احتلاله وحتى اليوم !!.
وللجواب على مثل هذه السياسة الاعلامية التي تشنّ هجومها على كل عراقي وطني شريف يحاول ان يكشف المستورمن اوراق اللعبة الاعلامية الحقيقية ضد استقرار العراق وامن شعبه نقول: انظروا فقط للمادة التي تستقيها قناة الجزيرة لعرضها اعلاميا للجمهور العراقي والعربي والاسلامي، وقارنوها بسياسة الاعلام الارهابي القاعدي والصدامي الذي يقود حملة تفجير الفتنة بين العراقيين وتدمير تجربتهم السياسية الجديدة، وتفتيت لحمة وطنهم، فهل ستجدون هناك فرقاً بين الاعلامين؟.
قناة الجزيرة لهذه اللحظة ومن الاف الالاف من الوثائق، لم تعرض، الا مشهدين يدينان الاحتلال الامريكي وممارساته الاجرامية داخل العراق، لكنها من الجانب الاخر عرضت باقي المشاهد لبرنامجها المشبوه: ((العراق ........ كشف المستور)) لتتحدث فيها عن قتل السنة من دون الشيعة وممارسة الحكومة العراقية للتعذيب لسنة العراق وتمذهبها ضدهم طائفيا وثائق امريكية تتحدث عن فرق رعب تشكلها الحكومة لنشر الارهاب والرعب داخل العراق واكدت على التعذيب الذي يمارس في السجون العراقية لاناس شاركوا في الارهاب او دعموه او مارسوه فعليا من خلال الوثائق الصهيوامريكية ......الخ فهل هذا بربكم هو اعلام موجه لكشف المستور من اجرام قوات الاحتلال الامريكية في العراق؟.
أم انه اصطياد بالماء العكر واعادة قدح فتيل الفتنة بين العراقيين وتحريضهم على حكومتهم المنتخبة وقواتهم الامنية التي لولاها لما خرج المحتلّ ولما استقرّ امن في شبر من اشبار الارض العراقية؟.
نعم مرّ العراق بفتنة سياسية كان لقناة الجزيرة وقوى الارهاب القاعدية، تسندهم قوى الاجرام الصدامية ووقع هرج ومرج بين العراقيين وقتلت ابرياءوهجرت عوائل وسفكت دماءبريئة من كل اطياف واديان ومذاهب وقوميات..الخ الشعب العراقي !.
وكل هذا لاشك انه وقع، ومعروف مَن كان يقف خلف هذه الفتنة العراقية الكبرى من وسائل اعلام ودول وممولين وانتحاريين وما الى هنالك، لكن ان تأتي قناة الجزيرة لتعيد الكرّة على العراقيين ومن بوابة وثائق ويكليكيس من جديد ،وباسم نشر وثائق الجيش الامريكي ورؤيته في الحرب الاهلية التي وقعت في العراق والذي كان هو احد مموليها؟!.
فهذا الشيء من الغرابة من قناة الجزيرة والعُجابة بمكان لايصدق لاسباب عديدة:
اولا : متى كانت وجهة النظر الامريكية للحرب والفتنة الكبرى داخل العراق هي الصادقة المصدقة والامينة بنقل المعلومة للعرب والمسلمين في ضمير قناة الجزيرة ؟.
ألم تسأل الجزيرة المفتي والواعظ الشيخ القرضاوي بحلية ،أوحرمة نبأ الفاسق فضلا عن الكافر اذا جاءهم بخبر فهل يجوز اخذه كمُسلمة وحقيقة من حقائق رب العالمين ؟!.
أم انه كل ما يأتي ضد العراق والعراقيين ويهدد امنهم وسلمهم الاجتماعي ومن اي مصدر كان حتى ولو كان صهيونيا يجب ان يرحب به وينشر على اساس انه المعلومة الصادقة التي كشفت المستور للجزيرة؟.
ثانيا: اعتمدت وثائق المخابرات الامريكية وجيشها الهمام في الفتنة العراقية الكبرى والواقع على الارض على مصادر نصفها كانت صدامية والنصف الاخر لم يزل في العراق ومعروف التوجه ضد العراق الجديد، فهل يعني هذا ان نأخذ كل ماتذكره وثائق الجيش الامريكي على اساس انه وحي من السماء ولاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه كما ترّوج الجزيرة له؟.
أم ينبغي ان نترك مساحة شك في مصداقية كل ماتنقله هذه الوثائق لضمان نزاهة وحيادية الاعلام وشرفه المهني ؟!.
لكن نعود ونرجع ونقول: من اين الشرف والنزاهة لقناة اعلامية يقودها حفنة من الصداميين والقاعديين الذي لم تكتب لهم الحياة والصعود في الاعلام العربي والاسلامي الا من خلال نشر الفتن والاكاذيب بين الشعوب العربية والاسلامية ؟!.
صحيح اسفنا ايضا على قادة العراق الجدد، من سياسيين واعلاميين واصحاب قرار في هذه الدولة ، وكيف لايتخذون الاجراءات القانونية المناسبة او الاجراءات على الاقل الرادعة لهذه القناة الاعلامية التي لم تذكر كلمة واحدة بحق العراق منذ سقوط صدام ونظامه وحتى اليوم بخير ابدا ، فضلا عن عمل ماكنتها ليل نهار لضرب امن العراق واستقراره وامن مواطنيه الابرياء ؟.
حميد الشاكر
الرافدين "العراقية"