قناة الرأي المؤيدة للقذافي تؤكد مقتل ابنه خميس

خميس القذافي

 

اكدت قناة الراي التلفزيونية التي تبث من سورية، والمؤيدة للعقيد معمر القذافي، الاثنين ان خميس، احد ابناء القذافي، قد قتل بالفعل في معركة بمدينة ترهونة، جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس في التاسع والعشرين من آب.

وقالت القناة التي يملكها رجل الاعمال العراقي مشعان الجبوري، ان خميس قتل مع احد اقاربه وهو عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات في نظام القذافي، في معركة مع قوات المجلس الوطني الانتقالي في مدينة ترهونة، التي تبعد قرابة 90 كيلومترا جنوب شرق طرابلس.

وكان المجلس الانتقالي قد اعلن في التاسع والعشرين من آب ان خميس قتل في ترهونة ودفن في بلدة بني وليد، لكن لم يصدر اي تأكيد من القوات الموالية للقذافي.

وكان اعلن عن مقتل خميس مرتين خلال المعارك بين قوات القذافي وقوات المجلس الانتقالي، لكنه ظهر لاحقا. الا ان مصدرا امريكا صرح لوكالة رويترز للانباء ان واشنطن تسلمت "معلومات موثوقة" حول مقتل خميس.

ميدانيا, خاض مقاتلو الحكومة الليبية معارك امس الاحد لاخضاع جيوب مقاومة من جانب مقاتلين موالين للقذافي يعرقل رفضهم التخلي عن مسقط رأس الزعيم المخلوع تحرك ليبيا نحو الديمقراطية.

وواصلت قوات المجلس الوطني الانتقالي الحاكم قصف منطقة صغيرة في وسط سرت ولكن لم يحدث تحرك للقوات البرية. وتحاصر ميليشيا المجلس الوطني الانتقالي سرت منذ اسابيع وتضيق الخناق على انصار القذافي في منطقة تبلغ مساحتها نحو كيلومترين. ولا تزال الاعلام الخضراء التي ترمز لحكم القذافي ترفرف فوق المنطقة.

وعبر بعض المقاتلين عن سخطهم من قادتهم العسكريين لعدم اصدار اوامر بالتقدم ولضعف مستوى الاتصال بين الالوية.

وقال هشام الدفاني أحد مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي لرويترز "لم تصدر اي أوامر رغم اننا نمتلك القوة لطردهم.. لانعرف ما الذي يحدث."

وأدى الفشل في الاستيلاء على سرت وبلدة بني وليد المعقل الاخر المتبقي للقذافي الى تأخير التحول الديمقراطي في ليبيا. ويقول الحكام الجدد للبلاد ان عملية التحول الى الديمقراطية لن تبدا الا بعد السيطرة على سرت.

وقال مراسلون لرويترز ان القتال تواصل ايضا في بني وليد يوم الاحد فيما عرقلت نيران القناصة تقدم قوات المجلس الوطني الانتقالي في المدينة مثلما حدث في سرت.

وأعرب بعض المقاتلين في سرت عن اعتقادهم بأن عدم اصدار اوامر بالتقدم ناجم عن عدم استعداد زعماء المجلس الوطني الانتقالي بعد لوضع خريطة طريق لانتخابات وطنية.

وألقى مقاتلون اخرون باللوم في التأخير على ضعف الاتصال بين الميليشيات المتعددة للمجلس الوطني الانتقالي في سرت.

وقال محمد السبتي القائد الميداني للمجلس الوطني الانتقالي "نحن مدنيون ولسنا عسكريين..ليست لدينا خطة محددة."

وواصل مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي اطلاق النار على منطقة تعرف باسم الحي الثاني واعربوا عن اعتقادهم بان أحد ابناء القذافي وهو المعتصم ربما يكون متحصنا هناك.

وقال القائد عمر ابو ليفة "نعرف ان المعتصم القذافي في الداخل ولهذا السبب يقاتلون حتى اخر قطرة دماء.. نحاصر تلك المنطقة. نأخذ الامر على مهل لاننا نريد الامساك به حيا."

وقالت بعض مصادر المجلس الوطني الانتقالي لرويترز الاسبوع الماضي ان المعتصم وهو مستشار سابق للامن القومي اعتقل اثناء محاولته الهرب من سرت. لكن المجلس الوطني الانتقالي لم يؤكد او ينف رسميا التقارير.

ويقول ضباط المجلس الوطني الانتقالي ان الموالين للقذافي مستمرون في الصمود لانهم يخشون من التعرض لعمليات انتقامية في حالة استسلامهم. وتقول جماعات حقوقية ان بعض المقاتلين الذين جرى اعتقالهم تعرضوا لانتهاكات.

وقال طبيب يعمل لدى منظمة اطباء بلا حدود في سرت ان ما يقدر بنحو عشرة الاف شخص ما زالوا محاصرين في المدينة التي كان يسكنها نحو 75 الف شخص. ومعظم هؤلاء الاشخاص من النساء والاطفال وبعضهم مريض او مصاب.

ويقول بعض المحللين السياسيين ان الحصار الطويل لسرت وبني وليد يهدد بتقويض المجلس الوطني الانتقالي ويحبط جهوده للسيطرة على البلاد بالكامل.

وأدى الصراع في سرت والذي غالبا ما شابته الفوضى الى مقتل عشرات الاشخاص وتشريد الالاف وتدمير الكثير من المدينة التي كان القذافي يستضيف فيها القادة الاجانب.

وتسلطت الاضواء على الاخطار التي يمثلها الاخفاق في اعتقال القذافي يوم الجمعة عندما اندلع قتال في طرابلس بين قوات المجلس الوطني الانتقالي والموالين للقذافي للمرة الاولى منذ فرار القذافي من المدينة في اغسطس اب.

وأقامت القوات الحكومية المزيد من حواجز الطرق في انحاء المدينة في مطلع الاسبوع ولكن بصفة خاصة داخل وحول منطقة ابو سليم ذات المباني السكنية المتهالكة والتي وقعت فيها الاشتباكات

وساد الهدوء المنطقة يوم الاحد وسط اجراءات امنية مشددة ولكن على مسافة قريبة بدأت جرافتان تحت حراسة مسلحين هدم الجدران المحيطة بمقر القذافي السابق بالعاصمة الليبية.

عندما بدأت الجرافتان هدم مجمع باب العزيزية كبر رجال مسلحون قائلين ان هذا من أجل دماء الشهداء. وأطلق البعض نيران الاسلحة الالية في الهواء.

وقال عصام سراج وهو أحد المسلحين لرويترز "نحن نهدمه لاننا نريد هدم اي شيء يخص القذافي."

وأوقف المارة سياراتهم وانضموا الى حشد يلوحون بأعلام ليبيا الجديدة.

وقال عتمان الذي ذكر أنه مسؤول عن المقاتلين في الموقع "سنستمر الى أن نهدم كل شيء يخص القذافي."

وأضاف "نطالب ببناء منظمة للسلام بدلا من مقر اقامة القذافي."

وكان المجمع الحصين الذي تبلغ مساحته ستة كيلومترات مربعة مقر حكم القذافي واقامته في طرابلس.

واستهدفت طائرات حلف شمال الاطلسي مجمع باب العزيزية عدة مرات قبل سقوط طرابلس في أيدي قوات المجلس الوطني الانتقالي في اب.

 

شام نيوز - رويترز