قوالب الثلج مهرب أهالي دير الزور من الحرارة المرتفعة وانقطاع الكهرباء

قوالب الثلج

مالك الجاسم – شام إف إم


لعبت الأجواء الحارة دوراً في حركة أسواق قوالب الثلج في محافظة دير الزور وريفها، حيث يقبل الناس بشكلٍ كبير على شراء قوالب الثلج نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، والتي تجاوزت الـ 40 درجة مئوية في بعض الأحيان، إضافةً للانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي نتيجة التقنين الذي يعتمد على ساعات انقطاع تتجاوز الخمس ساعات.

فيما حدد المكتب التنفيذي في محافظة دير الزور سعر بيع قالب الثلج الذي يتراوح وزنه بين 20 وحتى 25 كيلو غرام بمبلغ ستة آلاف ليرة، وسعر القالب وزن أقل من 20 كيلو غرام بمبلغ أربعة آلاف ليرة، وتتوزع ضمن أحياء المدينة عدد من المعامل المخصصة لتصنيع الثلج لا تتجاوز العشرة مصانع، إضافة إلى سيارات جوالة تبيع بشكل مباشر للأهالي ضمن الأحياء.

تروي "نورية" لـ"شام إف إم" وهي تقف في طابور أمام سياراة بيع الثلج الجوالة أنها تشتري الثلج بشكل يومي، مبينةً بأن انقطاع التيار الكهربائي الطويل والمستمر أجبرها تحويل "البراد" و "الفريزر" إلى أدوات منزلية دون فائدة، لافتةً إلى أنها تسعى لتأمين المياه الباردة بشكل يومي أيضاً، وهو ما يشكل عبء على الأسرة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأهالي في محافظة دير الزور.

بدوره ذكر "أبو خالد" لـ"شام إف إم" وهو يحمل نصف قالب من الثلج، أن: "دير الزور معروفة بارتفاع درجات الحرارة، والتي في بعض الأحيان تتجاوز ٤٥ درجة مئوية، وهذا يتطلب حضور الماء البارد بشكل يومي، وكون "البراد" بات "نميلة" بسبب غياب الكهرباء، فهذا يدفعنا لشراء قوالب الثلج الجاهزة، ونحن نتعاطى مع الوضع ضمن الإمكانيات، ونحل الأمور بنصف قالب يومياً بسعر ثلاثة آلاف ليرة، وأحيانا أخرى نصف قالب بسعر ألفي ليرة."

ويقول"مأمون" لـ"شام إف إم" إن الحرارة في دير الزور "غير منطقية"، مشيراً لوضع الكهرباء السيء التي تتسبب بغياب المياه الباردة عن المنازل نتيجة عدم وجود فترة كافية لتبريد "البراد"، ولهذا يتم الاعتماد على قوالب الثلج الجاهزة، موضحاً أنه عبءٌ يزيد من تكاليف المعيشة اليومية.

يذكر أن أهالي دير الزور في ظل هذه الأجواء الحارة يلجأون إلى نهر الفرات لممارسة السباحة والهروب من الحرارة المرتفعة، والمعروف عند أبناء محافظة دير الزور فترة تدعى "مربعانية" الصيف وأحياناً تصل الحرارة فيها إلى 47 درجة مئوية وأكثر.

ومنذ فترة ليست بالطويلة كانت هناك مطالب كثيرة من قبل الأهالي بضرورة أن يكون هناك ساعات تغذية كهربائية أطول نتيجة هذا الوضع، ولكن "لا حياة لمن تنادي"، وطرح الموضوع أعضاء مجلس الشعب عن محافظة دير الزور للتدخل، ولكن بقي الأمر كما هو، وبرنامج التقنين الكهربائي المعمول به حالياً يعتمد على ساعة تغذية واحدة، مقابل خمس ساعات انقطاع، وهو ما يزيد المعاناة عند الأهالي.