قوى الأمن الداخلي تحيي الذكرى السابعة والستين ليوم التاسع والعشرين من أيار

أحيت قوى الأمن الداخلي الذكرى السابعة والستين ليوم التاسع والعشرين من أيار عام 1945 الذي كرسته عيداً لها تخليداً لذكرى استشهاد أبطال حامية البرلمان من الشرطة والدرك الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن كرامة واستقلال وطنهم.
وبهذه المناسبة زار اللواء محمد الشعار وزير الداخلية وكبار ضباط قوى الأمن الداخلي قاعة الشهداء بمجلس الشعب وقرؤوا الفاتحة على أرواح شهداء التاسع والعشرين من أيار الذين قضوا أثناء القصف الفرنسي للبرلمان عام 1945.
بعد ذلك التقى رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام الوزير الشعار وصحبه وتحدث عن أهمية وعظمة البطولة والتضحية التي قدمها رجال حامية البرلمان في ذلك اليوم المشهود من تاريخ الشعب السوري ضد المستعمر الفرنسي.
ولفت اللحام الى الدور الايجابي لأعضاء مجلس الشعب في المرحلة الراهنة من خلال التواصل مع كل شرائح المجتمع بهدف تحقيق تطلعات المواطنين ومطالبهم المحقة والموضوعية ليصار الى معالجتها تحت قبة البرلمان.
وأشار رئيس المجلس إلى أن خطة عمل المجلس القادمة ستعتمد على فتح مراكز للأعضاء في المحافظات مهمتها متابعة ومعالجة قضايا المواطنين لتشكل تلك المراكز نوعاً من التواصل المباشر معهم وتوعيتهم بطبيعة الأزمة التي تتعرض لها سورية.
بدوره نوه وزير الداخلية في تصريح للصحفيين بأهمية هذه المناسبة والمكانة الكبيرة للشهادة بحياة الشعب السوري مشيرا الى أن سورية بكل شعبها وقوى أمنها الداخلي وقواتها المسلحة جاهزة لتكون مشاريع شهادة للدفاع عن الوطن.
وأعرب الوزير الشعار عن تقديره للتضحيات التي قدمها رجال قوى الأمن الداخلي ويقدمونها بشكل يومي في سبيل الدفاع عن أمن الوطن واستقراره.
كما كرمت وزارة الداخلية بهذه المناسبة أسر وذوي شهداء قوى الأمن الداخلي الذين قضوا على يد المجموعات الإرهابية المسلحة خلال تأديتهم لواجبهم الوطني في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره وذلك في مبنى الوزارة.
وأشار الوزير الشعار في كلمة له إلى ان عناصر حامية البرلمان من رجال الشرطة والدرك سطروا صفحة نيرة في سجل التضحية والعطاء وقضوا شهداء في مواجهة قوات المستعمر الفرنسي ضاربين المثل الأروع في وقفتهم البطولية في الذود عن الكرامة الوطنية وطلب الحرية والاستقلال.
وتوجه الوزير الشعار إلى أسر وذوي الشهداء قائلا: "إن مشاركتكم في هذه المناسبة تضفي عليها بريقا خاصا وتجدد العزم والثقة على متابعة العمل مقتدين بمآثر الشهداء وكريم عطاءاتهم لتحقيق الطموحات الغالية في صون ورفعة الوطن" مؤكدا أن الشعب السوري كرس عبر موروثه الثقافي والوطني والحضاري قيم الشهادة ومعانيها السامية في مواجهة مختلف موجات الغزو والاستعمار.
واستعرض الوزير الشعار فصول المؤامرة التي تتعرض لها سورية مبينا أنها تواجه أعتى الحروب الكونية للنيل من صمود شعبها وعزيمته ومن ثبات موقفها واستقلال قرارها وسيادتها التي لا تقبل المساومة لافتا إلى ان الولايات المتحدة والصهيونية العالمية والكيان الصهيوني برعوا في صوغ المؤامرة التي تدور فصولها الدنيئة على ارض سورية وجندوا لها أتباعا يحركونهم كالدمى من دول إقليمية وعربية.
وأكد الوزير الشعار ان الساهرين على امن الوطن وحدوده وسلامة الشعب وكرامته من رجال القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي سيتكفلون بملاحقة فلول المتآمرين والأزلام المأجورين من إرهابيين ومسلحين وتطهير تراب الوطن من دنس هؤلاء المجرمين والخارجين عن القانون بهدف إحقاق الحق وإعادة الأمن والأمان إلى ربوع سورية.
وأوضح الوزير الشعار ان الشعب السوري بوعيه وأصالته والتفافه حول وطنه وقيادته وما قدمه من شهداء في قوى الأمن الداخلي والجيش العربي السوري مكن سورية من إفشال مخططات المتآمرين مؤكدا ان إجرام المجموعات الإرهابية المسلحة لن ينال من صمود هذا الشعب ومن عزمه على المضي قدما في طريق الإصلاح الذي أقرته حزمة المراسيم والقرارات التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد.
وأكد وزير الداخلية أن صمود الشعب السوري دفع المتآمرين لاستخدام آخر أرصدتهم لإفشال مهمة المبعوث الاممي كوفي عنان الرامية إلى وقف العنف وتوفير مناخ مناسب لقيام حوار وطني تحت سقف الوطن حيث عمد أدعياء الثورة والإصلاح الذين رهنوا أنفسهم للأعداء إلى تصعيد أعمالهم الإجرامية من تفجيرات إرهابية وقتل وخطف وترويع وارتكاب مجازر بشعة بحق المواطنين الآمنين وحرق ممتلكاتهم وسرقة بيوتهم والتي كان اخرها المجازر الآثمة التي شهدتها بلدة تلدو وقرية الشومرية في محافظة حمص مؤخرا.
بدورهم أعرب ذوو الشهداء في تصريحات لوكالة سانا عن تقديرهم لهذا التكريم مؤكدين فخرهم واعتزازهم باستشهاد ذويهم الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن وحرصهم على مواصلة مسيرة الشهادة حتى تحقيق الأمن والأمان لسورية والحفاظ على عزتها وكرامتها.
وعبر احمد شيحة شقيق الشهيد الشرطي محمد شيحة عن اعتزازه باستشهاد أخيه البطل وهو يوءدي واجبه الوطني في الدفاع عن حرية وكرامة سورية موءكداً أن جميع الشرفاء في هذا الوطن هم مشاريع شهادة حتى القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعيث فسادا وقتلا وتدميرا بالوطن وأبنائه ومقدراته.
وقال علي شيحة عم الشهيد الشرطي محمد شيحة "إن حلم ابن أخيه كان الشهادة فداء لحرية سورية واستقرارها لافتا الى أن الإرهاب المنظم الذي تنفذه المجموعات الإرهابية المسلحة لا يمكن أن يثنى السوريين عن التمسك بمواقفهم الوطنية والقومية والتصدي للمجرمين ومن يمولهم ويدعمهم ممن لا يعرفون معنى للإنسانية أو الحرية والديمقراطية.
بدورها اعتبرت رجاء محلا والدة الشهيد الشرطي مهند أحمد عبود أن الشهادة في سبيل حرية الوطن وكرامته أسمى درجة يمكن ان ينالها الإنسان ويطمح إليها كل مواطن حر شريف فيما دعا هادي أحمد عبود شقيق الشهيد المجموعات الإرهابية المسلحة الى الكف عن القتل والأذى وإراقة الدم السوري الطاهر بما يحفظ سورية ووحدتها الوطنية ويجنبها مخاطر الفوضى والتخريب.
من جانبه بين والد الشهيد الشرطي عبد الرزاق خلف الحسين أن الشهادة هي الطريق الوحيد لتحقيق النصر وهزيمة كل من يعبث بأمن الوطن مؤكدا ان أبناء سورية أدرى بمصلحتهم ومصلحة الوطن وهم الاقدر على رسم ملامح المرحلة القادمة بما ينسجم مع تطلعاتهم وطموحاتهم.
واعرب بهاء الدين صبيح والد الشهيد الشرطي حسن صبيح عن تقديره لهذه المبادرة قائلا "إن ولدي نال شرف الشهادة لأننا نثق أن الوطن يستحق هذه التضحية وما مواساة أهلنا إلا دليل على أننا لسنا فقط أسرة حسن وان الدماء التي أريقت عزيزة على قلوب الجميع".
وتخلل التكريم عرض فيلم عن شهداء قوى الأمن الداخلي والتضحيات التي قدموها في سبيل رفعة سورية وعزتها وكرامتها . حضر التكريم معاونا وزير الداخلية اللواء عبد الكريم سليمان والعميد حسن جلالي ومديرو الإدارات والمكاتب المركزية في الوزارة وقادة الشرطة في محافظتي دمشق وريفها وحشد من أهالي وذوي الشهداء .