قيليتشدار أوغلو: حكومة أردوغان تلعب بالنار وتنفذ آلاعيب الآخرين ضد مصلحتها

أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال قيليتشدار أوغلو أن السياسة التي تتبعها حكومة رجب طيب أردوغان حولت تركيا إلى دولة تنفذ الألاعيب ضد مصلحتها كمن يلعب بالنار وباتت مجرد أداة بيد الآخرين عبر دفعها للتدخل في شؤون سورية الداخلية.
وقال قيليتشدار أوغلو في حديث نشرته صحيفة ملييت التركية إن أردوغان فقد مصداقيته وأدخل نفسه في مأزق من خلال تورطه في الموضوع السوري لذلك يلجأ إلى التهجم على حزب الشعب الجمهوري بعد أن فشلت حكومة حزب العدالة والتنمية في سياستها الخارجية وحرمت تركيا من دورها في تحديد قواعد اللعبة وحولتها إلى دولة تنفذ الألاعيب ضد مصلحتها.
وسخر قيليتشدار أوغلو من تصريح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو حول ضرورة عزل روسيا معتبرا أنه مثير للضحك ويؤكد أن صاحبه لا يدرك ما يقول إذ إن هذه السياسة التي يتبعها والتي تقوم على مهاجمة سورية وإعلان العداء لإيران ووضع تركيا في مواجهة روسيا تهدف للتغطية على فشله دون أن يحسب خطواته أو يراعي التوازن الإقليمي وقرارات مجلس الأمن الدولي والأهمية الحيوية التي تشكلها سورية لروسيا والعالم أنه يتناسى حقيقة أن تركيا تعتمد على روسيا في تأمين الغاز والنفط وفي موضوع الطاقة بشكل كامل الأمر الذي يهدد تركيا.
وحذر قيليتشدار أوغلو من النتائج السلبية لسياسة حكومة حزب العدالة والتنمية كونها لا تخدم مصالح تركيا بل مصالح الآخرين الذين يوجهون الحكومة حتى بات يمكن القول إن هذه الحكومة ليست هي من يحكم تركيا بل الآخرون.
كاتب تركي: حكومة أردوغان تنفذ إملاءات واشنطن لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير
بدوره أكد الصحفي التركي باريش دوستير أن حكومة رجب طيب أردوغان تعمل كرئيس مشارك في مشروع الشرق الأوسط الكبير بناء على توجيهات واشنطن وقيامها بمهمة ساعي البريد والوسيط بين المراكز الامبريالية ودول المنطقة.
وأشار الصحفي التركي في مقال نشره موقع ايلك كورشون إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان ودبلوماسية المجتمع المدني في سورية قامت بتنفيذ جميع مطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما موضحا أن حكومة أردوغان أظهرت هويتها الإسلامية في إفريقيا وماضيها العثماني في الشرق الأوسط وفقا لتعليمات وأوامر واشنطن ودعمها.
ولفت الصحفي دوستير إلى أن الولايات المتحدة سعت لإبراز تركيا في الشرق الأوسط عن طريق بناء علاقات جيدة مع العالم العربي ودول المنطقة والزيارات المتواصلة إلى هذه الدول واستخدمتها كنموذج للإسلام المعتدل الذي اخترعته الامبريالية مشيرا إلى أن حكومة أردوغان عملت على إبعاد إيران عن سورية التي أقامت علاقات جيدة معها.
ورأى الصحفي دوستير أن حكومة حزب العدالة والتنمية وافقت على أن تكون أداة بيد الولايات المتحدة في سياستها الخارجية والداخلية متوهمة أنها قوة إقليمية أو مرشحة لأن تكون لاعبا عالميا يلعب دورا في تحديد قواعد اللعبة الاستراتيجية في المنطقة حيث اعتبر أردوغان أن مقتل 12 جنديا تركيا في أفغانستان هدية للولايات المتحدة يقتضيها موقع تركيا كدولة كبيرة.
ورأى الصحفي دوستير أنه في الوقت الذي يتباهى فيه أردوغان بإجراء الرئيس الأميركي باراك أوباما أول زيارة له إلى تركيا أخرج أوباما خلال زيارته التي تحدث فيها أمام مجلس الأمة التركي تعليمات عاجلة ومهام جديدة من حقيبته طلب من تركيا تنفيذها معتبرا أن أوباما كان قد حذر أنقرة من المبالغة في علاقاتها مع دمشق دون تحقيقها الهدف المطلوب منها والمتمثل بتطوير العلاقات مع العالم العربي بالتزامن مع الصراع المزيف بين إسرائيل وتركيا من أجل كسر النفوذ الإيراني في المنطقة.
وسخر الصحفي التركي من عدم قدرة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو تحليل التطورات بشكل دقيق ومبالغته بقوته وإمكانياته وقدرة حكومة أردوغان التي توهمت أنها الشريك الاستراتيجي والنموذجي للولايات المتحدة المنزعجة من نفوذ وتأثير الصين في إفريقيا موضحا أن سياسة تصفير المشاكل مع دول الجوار أدت إلى تصفير دول الجوار وخلق مشاكل عديدة مع دول المنطقة ما تسبب بخسارة تركيا واقترابها من الانقسام أكثر فأكثر.
وأشار الصحفي التركي إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية اعتقدت أنها ستصبح قوة إقليمية عن طريق التحول إلى أداة بيد واشنطن دون أن تمارس سياسة إقليمية مركزية وتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة ومنحهم الثقة ولعب الدور الريادي في الاتفاقيات الإقليمية.
ودعا الصحفي دوستير الشعب التركي إلى التنبه لمخاطر سعي حكومة حزب العدالة والتنمية إلى منح شركة إسرائيلية مناقصة نزع الألغام من الحدود السورية لمدة 49 سنة موضحا أن التوتر المصطنع بين إسرائيل وتركيا عبارة عن مشروع أمريكي لم يعيه الشعب التركي تماما.
ورأى الصحفي دوستير أن الولايات المتحدة وتركيا فشلتا في تحقيق أهدافهما في سورية حتى الآن حيث أدركت تركيا أن الاعتداء على سورية سيؤدي إلى توتير علاقاتها مع روسيا وإيران أكثر مما هي متوترة مشيرا إلى أن البعض ولاسيما الليبراليين الذين يعتبرون أنفسهم يساريين لم يدركوا الفرق بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة.