كاتب بريطاني صهيوني يفوز بالبوكر

فاز الروائي البريطاني الصهيوني هاورد جاكوبسون (68 عاماً) بجائزة البوكر لهذا العام على روايته «مسألة فينكلر» The Finkler Question (دار «بلومسبيري»).
والأسلوب الساخر هو الذي جعل لجنة «بوكر» تختار منح جائزتها المرموقة (خمسين ألف جنيه استرليني) لرواية محورها طرح سؤال: «ما معنى أن تكون يهودياً اليوم؟».
و«مسألة فينكلر» هي العمل الروائي الحادي عشر في مسيرة جاكوبسون، المعروف بميله الصهيوني، صاحب عمود الرأي الأسبوعي في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، يخصِّص معظم كتاباته للتنظير لليهوديّة والهوية المعاصرة للفرد اليهودي. لا يقيم الرجل أي فرق بين معاداة السامية كمبدأ عنصري يحاربه كثيرون، ومعاداة الصهيونيّة كموقف سياسي وأخلاقي محقّ.
وفي سياق مواقفه المناهضة للحركات المقاطِعة لإسرائيل، يشرح الرجل في حديث لموقع جائزة «بوكر» أنّ فكرة روايته «مسألة فينكلر»، جاءت من خلفيّة قلق يسكنه من أنّ «معاداة اليهودية anti - Jewishness تبدو بالنسبة إلى يهود كثر نتيجة حتميّة لمعاداة الصهيونيّة». يكتب جاكوبسون هذا القلق الوجودي، في سياق كوميدي. القيمة الأدبية لروايته لن تكون محط جدل، وخصوصاً أنّها المرة الأولى التي تحتفي فيها «بوكر» بعمل فكاهي.
«مسألة فينكلر» عمل مثقل بالأفكار، لكن بقالب كوميدي، يسبّب الضحك الحتمي. رواية عن الحب، والفقد، والصداقة، وصفها رئيس لجنة التحكيم أندرو موشن بالذكية والمتقنة والمضحكة والحزينة في آن.
أبطال روايته موزعون بين يهودي وغير يهودي، أو هكذا يصنّفهم الكاتب على الأقل. في منزل لندني، يلتقي أصدقاء ثلاثة: جوليان ترسلوف، منتج تلفزيوني مغمور، وصديقه اللدود من مقاعد الدراسة سام فينكلر، وهو فيلسوف يهودي شهير، إضافةً إلى أستاذهما التشكيي اليهودي ليبور سيفيك. مأساة إنسانية تجمع بين فينكلر وسيفيك اللذين أصبحا أرملين قبل فترة وجيزة. كل واحد منهما يتعامل مع الفقد بطريقة مختلفة... لكنّ «ثقل الهوية اليهوديّة ويوميات الإقصاء» يطغيان على أي هاجس آخر.