"كامل العدد+1".. دراما عائلية دافئة

لين حمدان - شام إف إم
العمل على جزء ثانٍ من أي عمل درامي ناجح، مغامرة لا ينجح فيها الكثيرون، فبعض الأجزاء الثانية تغرق في خيبات الأمل والملل وتغييرات الأبطال ودخول الحكاية في مناحٍ ثانية فرعية والابتعاد عن المحور الأساسي، إلا أن هذا لم يحدث في "كامل العدد+1"، أو على الأقل لم يخبر أحد من متابعيه عن ذلك.
خرج الجزء الثاني من العمل بسلاسة كما تحدث النقاد، فلم يشعر الجمهور بأنه جزء جديد وإنما استكمال لتفاصيل حياة عائلة ليلى وأحمد ومغامراتهم مع أبنائهم الثمانية وآبائهم وعائلاتهم الكبيرة.
يبدأ "كامل العدد+1" من منزل العائلة، بعد أن أنجبت ليلى طفلاً جديداً واسمته عمر "على اسم طليقها المتوفى"، فتسير الأحداث بخطوط متشعبة ولكنها ضمن سياق أفراد العائلة وطريقة تعاطي الأم والأب مع مشاكل أبنائهم وحلها بأسلوب حضاري بعيداً عن العنف والإجبار، ما يشكل صورة نموذجية عن عائلة عربية متحضرة ومنفتحة ومُحبة.
دراما العائلة..
انتشرت أصوات في السنوات الأخيرة تقول إن الجمهور ميال لدراما العنف والأكشن والصراعات الكبيرة ما دفع عشرات المنتجين لصرف أموالهم على أعمال متشابهة في ذاك السياق.
وبحسب من تابعوه ووضعوه على محك النقد، فقد خرج "كامل العدد" بجزأيه ليؤكد أن هذه الآراء ليست صحيحة، معتبرين أن الجمهور بحاجة لدراما عائلية لطيفة كوميدية، وأعمال تتحدث عن العائلة العربيّة وتشبهها بدون مبالغات.
فنرى المسلسل يعكس العلاقات العائلية بطريقته، الأب الحذر على أبنائه والأم القلقة دوماً والتي ترغب في مسك زمام الأمور والاعتناء بزوجها وأولادها وعملها، والأجداد والجدات الداعمون والذين لديهم أيضاً أحلامهم وطموحاتهم.
أبطال صغار كبار..
من وجهة نظر مشاهدي العمل، خلال المتابعة لسياق الأحداث لم يتم الحديث عن فجوات في أداء الممثلين، من الصغار الذين أدوا أدوار الأولاد إلى المراهقين المقنعين بمشاكل عصرهم، ورأوا اختيار الأطفال من مراحل عمرية مختلفة موفقاً إلى حد كبير.
إلا أن ما أضاف لمسة ثقل على العمل هو حضور كبار النجوم المصريين بأدوار الأجداد والجدات، الذين لديهم همومهم ومشاكلهم وحتى طموحاتهم، الأمر الذي انعكس في حلم حياة عبد الجواد (والدة أحمد) بأن تؤدي دور بطولة في أحد الأفلام وتحصد جائزة تكريمية على أدائها حتى بعد أن أصبحت جدة.
فأضاف كل من الفنانين القديرين إسعاد يونس وميمي جمال وتميم عبده وأحمد كمال وألفت إمام حضوراً خاصاً على العمل.
وفاء لمصطفى درويش..
رحيل الفنان المصري مصطفى درويش العام الماضي أثار حزناً كبيراً في الوسط الفني، خاصةً بعد الشعبية التي تركها دور عمر في العمل (الزوج الثاني لليلى)، إلا أن صناع الجزء الثاني لم يتجاهلوا رحيله وبنوا من ذكراه مساحات أكبر في العمل، من خلال حضور والدته وزوجته وأبنائه وتسمية الابن الجديد على اسمه، إلى جانب تزيين أكثر من غرفة في المنزل بصورته، تكريماً له.
وحتى في أحداث العمل وبعد أن تعرفت بدرة "زوجة عمر" على رجل جديد بعد مرور عامين على رحيله، لم تكن قادرة على البدء في علاقة جديدة لحبها ووفائها لذكرى عمر.
تصدى صناع المسلسل بجزأيه (تأليف رنا أبو الريش ويسر طاهر، وإخراج خالد الحلفاوي وبطولة مجموعة من الممثلين المصريين كدينا الشربيني وشريف سلامة) لمعادلة السهل الممتنع من خلال أحداث سهلة ولطيفة ومضحكة، ولكنها تسعى لتحقيق أحد أصعب شروط صناعة الدراما وهو إضحاك الجمهور والدخول إلى قلبه.
فيما أخذ النقاد على العمل الطبقة الاجتماعية الثرية التي تنتمي لها العائلة، ففي بلدان نسبة كبيرة من شعبها طبقة وسطى وأقل، لا يمكن التغافل عن موضوع كالحالة المعيشية وتدبير الأمور المادية ومصاريف الأبناء.
أما الإعلان عن جزء ثالث من المسلسل فتح الأبواب على تساؤلات لا يمكن تجاهلها ومخاوف من أن تقع الحكاية، فهل ستنجح المغامرة للمرة الثالثة ويحقق "كامل العدد" نظرية الأجزاء الناجحة؟