كتاب أتراك: المخيمات قواعد أجنبية لإدارة العمليات العسكرية ضد سورية

رأى الكاتب الصحفي التركي ميردان يناررداغ أن الأزمة في سورية تملك عمقا ونطاقا واسعا من شأنه أن يجلب نهاية حكومة حزب العدالة والتنمية لأن حسابات هذه الحكومة والولايات المتحدة ودول الغرب وشركائهم كانت خاطئة.

وقال الكاتب يناررداغ في مقال نشره موقع صول خبر التركي إن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تسعى إلى دفع تركيا إلى حرب مع سورية وإيران لتتجنب حربا إقليمية أو عالمية ويبدو أن حكومة حزب العدالة والتنمية لا ترى طريقة اخرى لتوفي دينها تجاه القوى التي أوصلتها إلى الحكم لأنها دون الدعم الأمريكي ودعم دول الغرب لم تتمكن من البقاء في الحكم يوما واحدا كحكومة تعتقل الجنرالات وتقمع المعارضة عن طريق (ارهاب الدولة).

واشار الكاتب إلى ان مسؤولي حكومة حزب العدالة والتنمية (الجاهلين والمبتذلين) لم يتمكنوا من إدراك قوة سورية ولم يستطيعوا قراءة البنية الاجتماعية السورية وثقافتها وتاريخها بشكل صحيح وسليم.

واعتبر الكاتب أن الحكومة التركية التي تبين انها تفتقد القدرة على التحليل العلمي لم تدرك وجود صراع القوي على منطقة أوراسيا وان هذه المنطقة تشكل مركز السيطرة على العالم لأنها مركز الطاقة العالمية وأضاف" إن حكومة حزب العدالة والتنمية تشعر بالخوف من فقدان السلطة لذلك فهي غير قادرة على رفض مطالب الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وإسرائيل ولذلك تشن اعتداءات غير أخلاقية ضد سورية.

ورأى الكاتب أن الدولة التركية تفككت وتحطمت بنيتها التي توحد المجتمع حيث تتجه تركيا إلى حرب اهلية أو صراع داخلي وأن حكومة حزب العدالة والتنمية تقوم بتصفية المبادئ الموحدة للبلاد وإلغاء الأسس التي توحد المجتمع لتبني نظاما يستند إلى الطائفة أي أنها تفكك جميع العناصر الدينية والاثنية والفلسفية والسياسية التي تشكل المجتمع التركي.

سيرمان: حكومة اردوغان تنتهك القوانين من خلال اقامة قاعدة عسكرية للمجموعات الارهابية المسلحة فوق اراضيها لادارة العمليات ضد سورية

في مقال نشرته صحيفة جمهورييت التركية أكد الكاتب والصحفي التركي علي سيرمان أن (مخيم ابايدين) الذي خصصته حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان لتدريب المجموعات الإرهابية المسلحة أثار جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والإعلامية التركية وخاصة بعد منع وفد برلماني تركي من دخوله مشيرا إلى أن هذا المخيم يشكل قاعدة عسكرية أجنبية يتمركز فيها أناس مسلحون يرتدون بزات عسكرية ويديرون العمليات العسكرية ضد الدولة السورية وليس مخيما للاجئين كما تدعي الحكومة.

وأوضح الكاتب ان إقامة هذا المعسكر تتنافى مع القانون التركي المتعلق بلجوء أعضاء جيش أجنبي إلى تركيا ومع تعديلات أحكام للائحة التنفيذية التي أجريت في عام 1995.

وأشار الكاتب إلى أن البرلمان التركي هو المخول بالموافقة على السماح بوجود قوة أجنبية مسلحة فوق الأراضي التركية وفقا للدستور مستهجنا إقامة الحكومة التركية قاعدة عسكرية لهذه المجموعات المسلحة دون موافقة البرلمان.

وانتقد الكاتب تدخل الحكومة التركية في شؤون سورية معتبرا أنها تعمل كأداة تنفيذية لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية إزاء سورية وقال" إن العالم بات يعلم أن مخيم ابايدين عبارة عن قاعدة عسكرية أجنبية تجري فيها نشاطات عسكرية من شأنها أن تقود تركيا إلى حرب يرفضها الشعب التركي".

من جهتها أكدت صحيفة يورت التركية أن حكومة أردوغان تحاول التغطية على حقيقة مخيم ابايدين حيث بدأت باتخاذ إجراءات محمومة في المخيم تحضيرا للزيارة التي ستقوم بها لجنة من البرلمان التركي في الأيام المقبلة.

وقالت الصحيفة في خبر أسندته إلى مراسلها عمر اوديميش" إن الحكومة التركية تسعى إلى التغطية على حقيقة مخيم ابايدين وإخفائها في ظل ردة الفعل التي خلقها عدم السماح لدخول النواب الأتراك إلى المخيم" مشيرة إلى أن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أعلن أول أمس أن اردوغان سيسمح للجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي بمراقبة المخيم.

ومن المقرر أن تقوم اللجنة البرلمانية التركية بزيارة إلى مخيم ابايدين في الأيام القادمة حيث أعلن قبيل زيارة الوفد إجراءات اتخذتها الحكومة التركية منها نقل المسلحين إلى أماكن سرية ومنع عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة من ذوي اللحية الطويلة والذين يرتدون بزات عسكرية من التجول في الشوارع.

محلي: حسابات ورهانات أنقرة كانت خاطئة في استخدام ورقة اللاجئين ضد سورية

من جهته أكد الكاتب الصحفي حسني محلي المتخصص في الشأن التركي في مقال له بصحيفة الأخبار اللبنانية نشر أمس بعنوان (مخيمات اللاجئين والحسابات التركية الخاطئة) أن الحكومة التركية راهنت منذ البداية على ما يسمى (اللاجئين السوريين) كي تجعل منهم ورقة هامة لمصلحتها في حساباتها مع سورية.

وقال محلي" إن هذه المخيمات التي أقامتها السلطات التركية على الحدود مع سورية أثارت نقاشا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية التركية بعدما رفضت السلطات السماح لبرلمانيين أتراك دخول أحد هذه المخيمات بحجة الضرورات الأمنية لأن الموجودين فيها هم قادة وعناصر ما يسمى الجيش الحر الذين تدربهم الإستخبارات الأمريكية وتسلحهم وهذا ما ذكره الإعلام الأميركي والأوروبي والتركي أكثر من مرة مشيرا إلى أن الحكومة التركية أجبرت على التراجع عن موقفها والسماح للبرلمانيين بدخول المخيم لكن بعد ترتيب أموره الداخلية بحيث يبدو طبيعيا أمام زواره ولاسيما بعد أن تحولت فيه هذه المسألة إلى قضية أساسية في الإعلام التركي.

ولفت محلي في ختام مقاله إلى أن الحظ لم يحالف أنقرة أو مايسمى الجيش الحر في استخدام ورقة اللاجئين وتحقيق أهدافهم وبات واضحا أنهم كانوا ولايزالون ضحية الحسابات الخاطئة لحكومة رجب طيب أردوغان التي يبدو أنها بدورها سقطت ضحية أكاذيب ما يسمى الجيش الحر ومن ورائهم المختصون في الشأن السوري إن كانوا في واشنطن أو الدوحة أو الرياض أو عمان والذين راهنوا على سقوط سورية خلال ثلاثة أشهر.