كذبة اسمها مسابقات أدبية وفنية!!

شام نيوز - وجيه موسى
نسمع ونقرأ في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة بين الفترة والأخرى عن مسابقات أدبية وثقافية تعلن عنها مؤسسات رسمية "حكومية " أو خاصة ضمن مجال العمل الثقافي يشارك فيها عدد من الأدباء والشعراء والفنانين من سورية وخارجها وغالبا ما تكون مخصصة لأجناس أدبية وثقافية وفنية مختلفة، كما تساهم بعض الشخصيات من الأفراد برعاية هذه المسابقات من خلال تقديم الدعم المادي لها وفي بعض الأحيان تحمل هذه المسابقات أسماء رعاتها وداعميها.
ويتم الإعلان عن النتائج لهذه المسابقات في حفلات مميزة و بحضور جمهور من المثقفين والفنانين والمهتمين بالحركة الثقافية وشخصيات عامة مشهورة أحيانا وأحيانا أخرى تبقى سرية.
ومن شروط هذه المسابقات حسب ما يعلنون :
- ألا يكون العمل المشارك منشوراً أو مطبوعاً في كتاب أو فائز في مسابقة سابقة.
- يكتب العمل على /4/ نسخ منفذة على الكمبيوتر مرفقة ب Cd أو Dvd يتضمن العمل المطبوع مغفلة من الاسم.
- المواد المتقدمة للمشاركة في المسابقة لا يمكن استعادتها من قبل أصحابها (فازت أم لم تفز).
هذا على الصعيد الأدبي ومثلها تقريبا إذا كانت المسابقة فنيا كأن لا تكون الأغنية على سبيل المثال قد بثت أو أعلن عنها ويجب على تسجل حسب نظام كذا ....الخ
ويذكر بأن الكثير من المسابقات الأدبية التي تقيمها هذه المؤسسات والهيئات الثقافية في سورية يتم إخفاء أسماء لجنة التحكيم حتى يتم تقييم الأعمال المشتركة بنزاهة وموضوعية.
شام نيوز يلقي الضوء على بعض هذه السابقات من خلال تجارب بعض اللذين شاركوا فيها:
سمعت منذ فترة زمنية ليست ببعيدة من الفضائية السورية أن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون دائرة الموسيقى إعلان عن مسابقة لأغنية تخص الجولان وذكر الإعلان أهمية هذه المسابقة دعما لقضيتنا المركزية قضية الجولان كما وحدد الإعلان عن المبلغ المرصود للأغاني الفائزة بالمراتب الثلاث الأولى لكل من الكاتب والملحن والمطرب بعد سماعي للإعلان بادرت واتصلت بصديق لي وهو مطرب في الهيئة العامة للإذاعة و التلفزيون العربي السوري ويتمتع بصوت ممتاز وهذا ليس رأيي وإنما رأي الموسيقار الراحل زكي ناصيف حيث أعطاه من ألحانه وليس هنا الموضوع إنما كل ما في الأمر أنه لدي نص يتحدث عن الجولان وأظنه يصلح لأن يكون أغنية عن الجولان وفيه ما هو مطلوب حسب الإعلان، وليس رفض المطرب ما فاجأني وإنما ما قاله عن المسابقة ومن جملة ما قاله أن أسماء الفائزين معروفة قبل الإعلان عنها وإذا أحببت أزودك بهم...!!!
ومرة أخرى حدثني صديق أخر يكتب نصوص تلفزيونية كوميدية انه اشترك في مسابقة أعلنت عنها إحدى شركات الإنتاج الفنية في نص كوميدي مكتوب بخط اليد قدمته إلى من كان مخصصا لذلك لكنه رفض استلامه وطلب مني أن أعيد نسخه على "الكمبيوتر " وطبعه ولم يبق حتى نهاية استقبال الأعمال سوى أيام قليلة وأسرعت في كتابته الكترونيا "وطبعه حسب المطلوب عند أحد المنضدين لأنني ببساطة ليست لدي القدرة على ذلك ضمن الوقت المتبقي لأخر موعد لاستقبال النصوص " وكلفني ذلك مبلغا محترما بالنسبة لي المهم قدمته ضمن الموعد المحدد وانتظرت صدور النتائج والغريب بالموضوع أنه بعد يومين اتصلت بي الشركة المعلنة عن المسابقة مراجعتها وعند مراجعتها أخبرتني السكرتيرة قائلة حظ أوفر استغربت حقيقة لهذه السرعة المذهلة في صدور النتائج وعند سؤالي عن لجنة التحكيم أجابت أن اللجنة سرية حتى من الفائز يكاد أن يكون سريا "وكثرة غلبتي كما يقال " عرفت أن النص الفائز هو نص منتج تلفزيونيا ومنتهي ولكاتب مغمور أمام أسماء كتاب وأدباء كبار لهم باع كبير في هذا الجنس من الأدب شاركوا في هذه المسابقة فإذا كانت الأمور مفبركة بهذا الشكل لأنه من المستحيل على أي لجنة تحكيم عادلة أن تدرس كل النصوص المقدمة بهذه السرعة وما زاد من عجبي لماذا الإصرار على كتابة النص الكترونيا وطبعه وتكليف الناس فوق طاقتهم إذا كانت الأمور ستسير بهذا الشكل ....!!!
حدثني أحد الأدباء الشباب عن تجربته في هذا المجال
فقدت أغلب الجوائز مصداقيتها؛ فإن كنتَ صديقاً لأحد المحكمين في هذه المسابقة أو تلك، فتأكد من نيلكَ مركزاً، حتى لو خالفتَ الشروط، وهذا ما حصل معي، شخصياً، مرتين، في جائزتي الجولان وشرفات الشام، إذ فاز بجائزة الجولان شخصٌ خمسيني مخالف للشروط، وآخر كان قد فاز في الدورة السابقة ( وهذا، أيضاً، ما يخالف أحد الشروط )، كما نال شخص آخر المركزَ الثاني بجائزة الشرفات الشام _ المخصصة لمن هم دون سن الثلاثين _ وعمره 31 !، بينما أعطوني المركز الثاني وعمري 18 !!، هذان مثالان بسيطان على عدم مصداقية الجوائز .
ويقول أحد النقاد : ما من شك أن للمسابقات الأدبية دورا في رفع السوية الإبداعية عند الأديب من جهة و تعمل على التنافس الشريف في إظهار تطور الكتابة الإبداعية عند الأدباء في كل لون من الألوان الأدبية كما أنها تفرز هذه الأعمال و تميز بين الجيد منها والأقل مستوى منه؛ كما أنها تحفز على الطموح في الكتابة المتميزة لتحصيل موقع بين الفائزين، وعلى الرغم من هذه الايجابيات للمسابقات الأدبية؛ إلا أننا نلاحظ وجود بعض السلبيات و التي تتمثل في اقتصار المسابقات الأدبية على لون أو لونين أدبيين و تهميش بقية الألوان فللشعر والقصة نصيب السبق في المسابقات بينما الرواية تأخذ حيزاً أقل بينما المقالة و الخاطرة والفن التشكيلي و الكاريكاتير نراها شبه معدومة، كما أن الإعلام الذي يغطي هذه المسابقات يكون محصورا في نطاق ضيق و يقتصر على الإعلام دون التغطية الكاملة لمجريات و خطوات هذه المسابقات، كما أننا نلاحظ - أحيانا- أن النتائج للفائزين فيها غير منصفة و غير عادلة و تشير أصابع الاتهام إلى تواطؤ بعض أعضاء لجان التحكيم مع بعض المتقدمين بطريقة أو بأخرى على الرغم من إخفاء أسماء أصحاب الأعمال المشاركة، أما من حيث المكافآت ففيها مفارقة واضحة فتلك التي يرعاها أفراد تجدها مرتفعة المكافآت للمرتبة الأولى و الثانية و الثالثة ربما يكون السبب طبعا في الشهرة و حب الظهور من قبل هؤلاء الأفراد .
والسؤال الذي يبقى مطروحا ما شرعية هذه المسابقات إذا كانت تجرى بهذه الطريقة وما جدواها .؟؟
أم أنها تقام لمأرب أخرى لتبقى مسابقات ولكن .....!!!!