كرة اليد السورية "موت سريري".. مدرب المنتخب يتحدث عن المشاكل والمعاناة

كرة اليد - سوريا

شام إف إم - طارق ميري

أيام وأشهر تمر بدون أي خبر عن كرة اليد في سوريا، رياضة شبه غائبة عن التداول والانتشار، على الرغم من وجود جماهير عاشقة لها، لتبقى كرة القدم والسلة الرقم الأول من ناحية المتابعة والاهتمام.

وحول أوضاع اللعبة والمشاكل التي تواجهها، أكد مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد سامر أبو عبيد في حديثٍ لـ "شام إف إم"، أن كرة اليد والطائرة وألعاب القوى هي "ألعاب شهيدة" في ظل احتراف كرة القدم والسلة، وأصبح نادراً أن تسمع خبراً عن كرة اليد، محملاً الجميع مسؤولية ذلك من اتحاد ووسائل إعلام.

واستغرب عبيد من عدم اهتمام اتحاد اللعبة والاتحاد الرياضي العام بمشاركة منتخبنا في بطولة آسيا للشابات في لبنان رغم قرب المسافة، متابعاً "غصة كبيرة عدم مشاركتنا في هذه البطولة".

المنتخب الأول.. مستقبل مجهول

وأكد مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد، أن اللعبة تفتقد إلى روزنامة عمل على مدى السنوات القادمة لمعرفة الأولويات، وفي هذه الحالة "سيكون كل عملنا عشوائي وفردي وبدون نتيجة"، مطالباً بالعمل وفق عقلية احترافية وكفريق واحد.

وأشار عبيد إلى أن المنتخب الأول ليس لديه أي مشاركات أو استعدادات، مضيفاً "نشهد حالياً بدايات كرة اليد الجديدة بعد وضع البلد الحالي، وينقصنا الكثير لتغيير القوانين، والأنظمة الخاصة باللعبة للوصول إلى الأهداف المرجوة".

الفئات العمرية في أسوأ حالاتها

وبخصوص الفئات العمرية، أوضح عبيد أن ظروف هذه الفئات أسوأ من المنتخب الأول، لافتاً إلى أن هناك الكثير من الأفكار لتطوير كرة اليد للفئات العمرية المختلفة، لكنها لا تطبق وتحتاج إلى أشخاص قادرين على تفهمهما وتطبيقها.

وطالب بتغيير الفكر الموجود بخصوص كرة اليد وخاصةً على الصعيد الفني، مشيراً إلى وجود مشاريع بخصوص ذلك عام 2000، إلا أنها لم تستمر بسبب نقص التخطيط.

وقال عبيد :"قدمت الكثير من المقترحات لتطوير اللعبة على مدار السنوات الماضية، دون أن تلقى أذاناً صاغية"، مضيفاً "عندما تقدم دون أن يطلع أحد على اقتراحاتك ستتوقف عن ذلك".

وأكمل "لدي الكثير من الأبحاث لرفعة سوية كرة اليد، وطرحتها على المعنيين مرات عديدة، لكنها بقيت حبيسة الأوراق المكتوبة فيها".

وحول التجهيزات والكوادر، أشار عبيد إلى وجود الملاعب والكوادر الفنية والأرضية الصلبة دون أن توظف بشكل صحيح، متابعاً "يوجد الكثير من المدربين والدكاترة في علم الإدارة والتدريب البعيدين عن اللعبة لأسباب لا أعلمها".

وتساءل عبيد عن سبب عدم الاستفادة من هذه الخبرات ومن يتحمل مسؤولية ذلك، مضيفا "لا يوجد أجوبة على ذلك".

 وأوضح عبيد أن الأندية واتحاد كرة اليد، لم يقدموا للعبة أي تجهيزات، لافتاً إلى أن وزارة التربية هي من توفر الأدوات وأماكن للتدريب واللعب.  

لجان بدون عمل

وأكد مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد، أن لجان اللعبة المنبثقة عن اتحاد كرة اليد هي مجرد لجان على الورق، وفي الواقع لا تعمل أي شيء وهي أحد أسباب تراجع اللعبة، لافتاً إلى أن هذه اللجان لو كانت تعمل بشكل صحيح، وتأخذ دورها ستتطور كرة اليد.

وأضاف عبيد "أنا رئيس لجنة كرة اليد الشاطئية في سوريا لا أقوم بأي اجتماع أو شيء، لماذا؟، لا أعرف "، مشيراً إلى أن اتحاد اللعبة هو من يجب أن ينظم عمل اللجان، "فالفرد لوحده لا يمكنه أن يقوم بشيء دون مؤسسات تعمل معه".

ودعا عبيد في ختام حديثه لـ "شام إف إم" إلى احتراف كرة اليد بشكل حقيقي وليس من تحت الطاولة، مطالباً الاتحاد الرياضي بإصدار قانون احتراف كرة اليد للوصول إلى الأهداف المخططة لها، بشكل أسرع من كرة القدم والسلة. 
كل هذا الكلام يتزامن مع تتويج المنتخب المصري بالميدالية البرونزية، لكأس العالم للشباب تحت 21 عاماً في إسبانيا بعد فوزه على نظيره البرتغالي (37-27)، في مباراة تحديد المركز الثالث بالمسابقة.