كرمال المرضى الفقراء

زياد غصن - شام إف إم
سلامات
تطالعنا بين الفينة والأخرى على شبكات التواصل الاجتماعي مناشدات مجتمعية، غايتها مساعدة بعض الأسر على تحمل نفقات العلاج والعمليات الجراحية، لا سيما مع تراجع الأوضاع المعيشية لغالبية السوريين، والارتفاع المخيف في أسعار المستشفيات الخاصة والمستلزمات العلاجية.
ومع أن التجاوب المجتمعي مع هذه المناشدات عادة ما يكون إيجابياً، إلا أن هناك أسراً كثيرة محتاجة تمنعها عزة نفسها من السؤال أو نشر حاجتها.
لذلك فإنه من الضروري التفكير في آلية مؤسساتية لمساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة على تحمل تكاليف العلاج والاستشفاء..
وأنا هنا سوف أقدم اقتراحاً، استقيته من تجربة لأحد الزملاء ممن سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في تسعينيات القرن الماضي.
يروي الزميل أنه اضطر لإسعاف زوجته إلى أحد المستشفيات. وأمام نافذة القبول سألته الموظفة إن كان لديه ضمان صحي أو القدرة على دفع تكاليف العلاج.
أخبرها أنه لايزال يبحث عن عمل. فأشارت عليه بالذهاب إلى نافذة مجاورة، حيث ستتولى إحدى الجمعيات الخيرية تحمل تكاليف العلاج بعد تزويدها بالبيانات اللازمة. وهو ما حصل بالفعل.
آلية التعاون بين المستشفيات والجمعيات الخيرية اقترحها أيضاً منذ فترة أحد أعضاء مجلس الشعب على الوزارات المعنية.
لنذهب في هذا المقترح أبعد من ذلك ونقول...
ما الذي يمنع من قيام شراكة ثلاثية بين الجمعيات الخيرية، شركات التأمين، والمستشفيات العامة والخاصة هدفها إصدار بطاقة تأمين لحظية للمرضى الذين يضطرون إلى دخول المستشفيات وإجراء عمليات جراحية، ويكونون عاجزين عن تسديد فاتورة العلاج؟
تحقيق المقترح ليس بالأمر الصعب..
وبعد فترة من التطبيق، يمكن إطلاق حملة تبرع مجتمعية لمضاعفة أعداد المستفيدين من هذه التغطية.
لكن في المقابل هناك تحد مهم يجب أخذه بعين الاعتبار، ويتعلق بضرورة طمأنة المتبرعين بشفافية العمل ونزاهته، وعدم إثقال المشروع الجديد بالموظفين والمحسوبيات...
فكروا جيداً بمثل هذا المقترح...
دمتم بخير