كروم درعا مهددة بالزوال

واعتبرت وزارة الزراعة العام الماضي محافظة درعا منطقة موبوءة بحشرة الفولكسيرا، ومنعت انتقال غراس العنب من المحافظة إلى خارجها، وقد أدى ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية والأسمدة الخاصة بأشجار العنب وقلة مياه الري إلى اتجاه الفلاحين في محافظة درعا للبحث عن زراعات جديدة تؤمن لهم مردوداً مالياً يتناسب مع حجم الخدمات التي يقدمونها لمزارع العنب التي انتشرت في المنطقة الغربية والغربية الشمالية من المحافظة، حيث بدأ بعض المزارعين بالاتجاه نحو زراعات بديلة منها زراعة رولات العشب الطبيعي التي تجد تشجيعاً وتسويقاً جيدين هذه الأيام، حيث يعمد أصحاب المزارع في خطوة تجريبية خجولة إلى زراعة المساحات الفاصلة بين أشجار العنب برولات العشب الطبيعي في خطوة قد تؤدي في حال نجاحها إلى القضاء على مزارع العنب بعد أن أصبحت محافظة درعا من المحافظات الرئيسية المنتجة للعنب وأصبحت مزارعها المصدر الرئيس للعنب إلى أسواق محافظة مدينة دمشق والمحافظات المجاورة، وقد وصل إنتاج العنب في المحافظة للعام الماضي إلى نحو 58 ألف طن، أما أشجار الكرمة فهي مزروعة على مساحة 28408 دونمات منها 25254 دونماً في المناطق المروية و3154 دونماً في الأراضي البعلية ووصل عدد أشجار العنب في المناطق المروية من المحافظة في العام الماضي إلى 1528335 شجرة منها 1524545 شجرة وفي المناطق البعلية يصل عدد أشجار العنب إلى 218675 شجرة منها 207568 شجرة مثمرة وتصل إنتاجية أشجار العنب في المناطق المروية إلى 36 كيلوغراماً وفي المناطق البعلية إلى عشرة كيلوغرامات. ‏

ويعزو أصحاب مزارع العنب أسباب توجههم نحو الزراعات البديلة إلى خساراتهم المتكررة من زراعة العنب ففي كل عام تزداد أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية ومستلزمات زراعة العرائش البيتونية والشريط المعدني المستخدم في هذه العرائش إضافة إلى ظهور مرض الفولكسيرا الذي زاد من تكاليف إنتاج العنب، ويقدرون إنتاج الدونم الواحد من العنب بأقل من طن ونصف الطن وبتكلفة إنتاج تصل إلى أكثر من 25 ألف ليرة سورية للدونم الواحد، وهذا الأمر سيوقعهم في الخسائر حيث ينخفض سعر الكيلو غرام الواحد من العنب التصديري في أسواق الهال في ذروة موسم جني المحصول إلى أقل من تكلفة الإنتاج الفعلي، ويطالب الفلاحون بتدخل المصرف الزراعي في تأمين الأدوية والأسمدة والمبيدات الحشرية بأسعار مناسبة وبنوعية فعالة. ‏

 شام نيوز - تشرين

‏