كفيف يعزف ويصلح الآلات الموسيقية والأدوات الكهربائية

يعزف مقطوعات موسيقية لكبار الموسيقيين بإحساس مرهف ويجمع بصوته الأهل والأصدقاء في بيته الذي حوله ورشة عمل لصيانة الآلات الموسيقية والأدوات الكهربائية مسجلات غسالات تلفزيونات والراديوات إضافة إلى اهتمامه بالغناء الشعبي والمواويل .
محمد نزال النحاس ولد كفيف البصر في بلدة عتمان شمال مدينة درعا ب 5 كيلومترات.. رجل متعدد المواهب يعمل في تصليح الآلات الموسيقية كالعود والكمان والشبابة متحديا بإعاقته العديد من الأصحاء إضافة إلى عمله في مجال التمديدات الكهربائية للمنازل فأثار مزيدا من الاندهاش الذي ما زال متقدا .
شارك النحاس في طفولته وشبابه وعبر استعماله للشبابة في غالبية أفراح بلدته متنقلا بين الحضور غير عابئ بما يسميه الأصحاء إعاقة بصرية معتبرا أن مشاركاته تدخل إلى قلبه إحساسا بالفرح الطفولي وتعزز شعوره بأنه لا يختلف عن غيره بشيء بل ربما تجاوزهم بكثير من المواهب .
يقول النحاس ان ولادته كفيفا نمت لديه إحساس التحدي للغير وكان في طفولته قادرا على صنع بعض الأشياء البسيطة طائرات ورق مسابح من حبات الزيتون تماثيل بسيطة من الطين والمعجون والتي يعجز عنها الأطفال في عمره.
قصته بدأت بإصلاح الأدوات الكهربائية عندما أرسله والده لإصلاح جهاز الراديو مكررا عليه أن يطلب من الورشة أن تركب له خيط إبرة فحفظ الجملة وفكر فيها كثيرا وأغلق باب بيته متلمسا بأصابع يديه مكان الخيط وموضعه لينجح بعد ثلاث ساعات بتركيب الخيط وانتقل بعدها للعمل بإحدى ورش التصليح في دمشق.
ولم يشكل تطور الأجهزة الكهربائية وتقنياتها عائقا أمام مواصلة عمله في هذا المجال معتمدا على أجهزة تقدم اصواتا بدل الإشارات الضوئية لتعويض حاسة الرؤية لديه .
ويروي النحاس بدايات علاقته بالموسيقا والأغاني والعزف عندما اشترى له احد الأصدقاء المعلمين في المعهد الفني عودا ب 22 ليرة سورية ليبدأ عام 1966 بالعزف على العود بإصبع واحدة وانتقل خلال ثلاث سنوات للعزف على الأورغ رغم صعوبته وهو اليوم واحد من العازفين البارعين في بلدة عتمان ومحيطها ويبرهن للجميع بمعزوفات جميلة وصوت شجي انه يبرع في هذا المجال وبات يدرب بعض الراغبين.
من جانبه يشير معروف صبحي الفنان التشكيلي احد الأصدقاء الدائمين للنحاس إلى ان الأخير يتميز بحدس وذكاء وفطنة مكنته خلال السنين الماضية من اكتساب مهارات متعددة إضافة إلى إحساسه المرهف تجاه الأشياء والحوادث لافتا إلى ان غالبية السهرات المشتركة مع النحاس تقوم على الحوار المتبادل حول المقامات الموسيقية والعزف.
وأشار صبحي إلى ان النحاس يشكل رؤاه الفنية حول اللوحات الفنية من خلال سماع أقوال العديد من المتابعين إضافة إلى علاقته المميزة مع جهاز الراديو.
شام نيوز- سانا