كلّ تأخيرة فيها خيرة,و نحن بتفاؤل ننتظر القرار المازوتي

كلّ تأخيرة فيها خيرة ,ونحن بتفاؤل ننتظرالقرارالمازوتي
ساهرة صالح . شام نيوز
قال جبران خليل جبران يوما : (( ليس اللؤلؤ سوى رأي البحر في الصدف, وليس الألماس سوى رأي الزمن في الفحم ))
و نحن نقول اليوم : (( ليس المازوت سوى رأي الحكومة بالفقير ))
رغم أن السوريين على اختلاف طبقاتهم المادية لا يستطيعون الاستغناء عن هذه المادة ,إلا أن الحال عند من يملك المال مختلف عن أولئك الذين ينتظرون الدعم الحكومي ليسندوا به أيامهم الباردة...
فكيف سيؤمن المازوت ؟
و ماذا حضّرت لنا الحكومة من مفاجآت جديدة؟
و هل سيبقى الدعم هذا العام أم لا ؟
و إن وجد كيف ستكون صيغته النهاية ؟
و هل ستتكرم الحكومة بالإعلان عنه قبل أن يتكرم علينا الشتاء ببرده؟؟؟؟
كل هذه الأسئلة و أكثر بدأت تعصف كرياح الشتاء التي لم تزرنا بعد ( بدعم إلهي) في أذهان المواطنين ..
بعض السوريين يرون أن الحلّ المنطقي هو بزيادة الرواتب , و ينسون أنّ أيّ زيادة سينطوي عليها زيادة في الأسعار . وعند التفكير باللجوء إلى البدائل الأخرى , نجد أن الكهرباء مثلا لم تعد حلا مع نظام الفاتورة التصاعدي , هذا إذا اعتبرنا أنها لن تنقطع في أحرج الأوقات .
والغاز عدا عن خطورة استعماله في تدفئة المنازل , فأيضا هو الأخر لن نضمن صموده في وجه الأزمات خصوصا إذا زاد الطلب عليه.
فلم لا توزع الحكومة إستمارات جديدة بمناسبة حلول فصل الشتاء كتب عليها نصيحة صغيرة : (( عزيزي المواطن , تنصحك الحكومة بالعودة إلى استعمال الحطب فهو صحي و متوفر ولا يُلزمك تجاهنا بأي شيء , أما بالنسبة إلى المساحات الخضراء القليلة المتبقية فما عليك منها , كون الحي أبقى من الميت يا عزيزي يا مواطن ))
أم عماد (ربة منزل ) تقول : ((نحن نخرج من أزمة مادية لنغرق بأخرى, ابتداء من تزامن المدارس مع شهر رمضان الكريم و العيد , مروراً بمونة الشتاء انتهاء الآن بالتحضير للعيد و المازوت اللي ما بنعرف هي السنة كيف بدن يتكرموا علينا فيه))
أما بالنسبة لغادة (موظفة حكومية) فقالت : (( أنا بصراحة متفائلة بحل رح تفاجئنا في الحكومة قريباً, و ما بعرف ليش الناس عم تستعجل معرفة شو بدو يصير بتوزيع الماوزت , أنا برأي على أقل تقدير متل ما عملت بالسنتين الماضيين , رح تعمل هي السنة و يأخذ كل واحد حقه بالوقت المناسب ))
و ختمت قولها ب (( بعدين كل تأخيره فيها خيرة . مو هيك بيئولوا))
ومن جهته أبو سمير (سائق تكسي) عبر لنا بتعب واضح عن معاناته بقوله : (( لا يمكنكم تصور صعوبة أن يكون أحد ما ربّ أسرة , فالعجز الذي أشعر به الآن يؤرقني لأنني لا أعرف كيف سأوفق بين مصاريف أولادي المدرسية و التحضير لبردات الشتاء و تأمين المازوت وأشياء أخرى "ما عاد أعرف شو هي" , فدعوني بهمي الله يخليكن ))
و أبو أحمد (بائع ذرة متجول) قال : (( شو ما بدن إثباتات بجبلن , لا بيت ولا سيارة و لا مصاري في , والله يكتر خير الحكومة ما بتنسى حدا ))
ربما على أبو سمير و أم عماد توقع الأفضل كحال غادة , و النظر إلى الحكومة بعيني أبو أحمد , و توقع قرار يليق بإنسانية المواطن , كونه لا يسعنا إلا التفاؤل و انتظار فصل الشتاء برومانسية أمطاره و لياليه الطويلة و نهاراته الغائمة , كما اعتدنا أن نكتب عنه , لا أن نغوص مجددا بأقلامنا داخل براميل المازوت لنرى الصدأ و نتحسس العفن القابع بداخلها , و هي تنظر إلينا بسخرية لم نعتدها من (جماد) وكأن لسان حالها يقول (( والله يا عزيزي المواطن , هادا الحاضر ))