كل هذا حدث خلال شهر واحد فقط من 2020!

شام إف إم – هند الشيخ علي
ينتشر الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة قد لا تفوق سرعة الضوء ولكنها كافية حتى يعرف من يسكن في القطب الشمالي وبحوزته "انترنت" أن سكان القطب الجنوبي يعانون من مشكلة ما تهدد حياتهم على الأرض.
وبفضل هذه السرعة، وميزة التفاعلية مع الأخبار والحوادث حول العالم، قد يتخذ ما هو "مشكلة" حجم "كارثة"، وما هو "كارثة" حجم "تهديد" لاستمرار الجنس البشري، أو أن الأخبار قد تُصور كما هي فحسب بحجمها الحقيقي إلا أنها تستغرق مدة زمنية أطول حتى تُنسى أو تطوى كما كنا نفعل مع صفحات الجرائد التي تحمل أخبار ما تبقى من العالم، لنا.
واليوم، يعيش الناس في قرية كونية صغيرة، وما قد يحصل في أبعد نقطة عن موطنك، لا يمكنك ألا تدخل في حديث عنه مع صديق على "فيسبوك"، أو تتفاعل بزر "اللايك" مع منشور لفنان تحبه ينحدر من تلك النقطة البعيدة ويشارك معجبيه شعوره وصلواته ربما حول ما يحصل فيها.
ويمكن القول إن الشهر الأول من عام 2020، كانون الثاني، أو يناير، قد أكد حقيقةَ تشارك العالم أجمع قرية كونية صغيرة، وذلك بما حمله من أحداث وكوارث عالمية تخص كل بشري على الأرض، أو مجموعة كبيرة من سكانها على الأقل، ولنقل أن أول ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، ووسائل الإعلام، والطرقات والمنازل ومكاتب العمل بشكل عام، احتمالية وقوع "حرب عالمية ثالثة" على خلفية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، في غارة أمريكية، واحتدام الموقف الأمريكي – الإيراني عقب ذلك.
أثناء الحديث عن الـ WW3، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور تنقل كارثة الحرائق التي طالت مساحات شاسعة من القارة الأسترالية وأهلكت ملايين الحيوانات، وأدت إلى أضرار مادية كبيرة.
لم يمض من كانون الثاني نصفه، حتى أعلنت الحكومة الصينية عن مواجهة وضع وصفته بالخطير يتمثل بانتشار فيروس "كورونا" في البلاد، ووفاة العشرات وإصابة المئات، في حين سارعت دول العالم إلى اتخاذ كافة الإجراءات لإجلاء مواطنيها من الصين، أضف إلى ذلك ما يخص إجراءات الوقاية والتشديد على حركة الوافدين إلى البلاد، في حالة رأى البعض أنها تشبه انتشار "وباء" قد يهدد الجنس البشري أجمع.
إلى جانب الحرائق، وفيروس "كورونا"، واحتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة، ضرب زلزال بقوة 6،8 على مقياس ريختر، شرق تركيا، وشعر به السوريون في عدة محافظات سورية، الأمر الذي تحول إلى "فكاهة" تدوالها رواد مواقع التواصل الاجتماعي من السوريين حول تعاقب المصائب مع بداية العام الجديد، وانعدام عنصر المفاجأة في حال حدوث ما هو أشد من ذلك.
كانون الثاني، حمل خبر وفاة لاعب كرة السلة الأمريكي الشهير، كوبي براينت، أيضاً في حادثة تحطم طائرته في ولاية كاليفورنيا، حيث توفي على الفور هو وابنته البالغة من العمر 13 عاماً، الأمر الذي أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما من محبي براينت وكرة السلة عموماً.
أما عربياً، شغل اقتحام منزل الفنانة نانسي عجرم ومقتل ما قيل أنه سارق على يد زوجها الدكتور فادي الهاشم، مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار جدلاً واسعاً بين من رأى أن القضية تعتبر جريمة قتل وإهانة للسوريين المقيمين في لبنان، وبين من تعاطف مع موقف عجرم وزوجها وعد مقتل "السارق"، دفاعاً عن النفس. وذلك خلال الأيام الأولى من الشهر الحالي، الذي يسدل الستار اليوم عن آخر أيامه.
في الـ 31 من كانون الثاني، يعلق متداولو مواقع التواصل الاجتماعي أمنياتهم على صفحاتهم الشخصية، بعام يحمل الخير، عكس ما بشر به الشهر الأول من خلال كوارثه وأحداثه التي سنحمل بعضاً منها إلى شباط، فهل تتحقق؟