كلينتـون تبحـث فـي السـعوديـة الملف السوري و"التهديـدات المشـتركـة"

بحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع الملك السعودي عبد الله ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، التطورات في المنطقة، وعلى رأسها الملف السوري والقضية الايرانية، وذلك عشية اجتماع ستعقده مع نظرائها في دول مجلس التعاون الخليجي.

وتزامنت زيارة كلينتون للرياض مع إعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما أن السوق النفطية قادرة على تحمل تطبيق العقوبات الجديدة التي تستهدف صادرات النفط الايرانية، ابتداء من نهاية حزيران المقبل، علماً بأن السعودية سبق أن تعهدت خلال
الأسابيع الماضية عن استعدادها للتعويض عن أي نقص في الانتاج في حال فرض عقوبات كهذه على الجمهورية الإسلامية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الملك عبد الله بحث مع كلينتون، بحضور كبار الأمراء من بينهم الفيصل ووزير الدفاع الأمير سلمان ورئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن في الرياض، "مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية" من دون مزيد من التفاصيل.
وأجرت كلينتون محادثات مع الفيصل حول "العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وقال مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إن "كلينتون ستعقد اجتماعات مكثّفة مع السعوديين حيال الوضع في سوريا والجهود الأميركية لوقف حمام الدم في سوريا".
وستشارك كلينتون في الرياض اليوم في الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى التعاون الاستراتيجي الأميركي ـ الخليجي، حيث من المحتمل مناقشة الملف النووي الإيراني. وستنتقل كلينتون إلى اسطنبول غدا للمشاركة في المؤتمر الثاني "لأصدقاء سوريا".
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت، "لدينا اتفاقيات دفاعية في مجال الصواريخ مع عدد من هذه الدول (الخليجية) يمكن جعلها أكثر فعالية في الإطار الإقليمي". وأضافت، من دون أن تربط بشكل واضح بين اتفاقيات الدفاع الصاروخي والمخاوف من إيران، "سنتحدث في مثل هذا النوع من الأمور". وتابعت إن المحادثات مع مجلس التعاون الخليجي "تركز مبدئيا على الأمن والاستقرار في الجوار، ومساعدة جميع الدول التي تعمل معا في مواجهة التهديدات المشتركة، كما أننا نعمل على هذه التهديدات مع كل واحدة منها".
وذكرت إذاعة "بي بي سي" أن "السعودية تواصل ضغوطها على الأردن، لكي يوافق على فتح ممرات عبر أراضيه لمرور الأسلحة وإيصالها إلى المعارضة السورية".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "الملك السعودي طلب من نظيره الأردني عبد الله الثاني خلال اللقاء الذي جمعهما في بداية الشهر الحالي الموافقة على تزويد المعارضة السورية بالأسلحة عبر الأراضي الأردنية، مقابل مساعدات اقتصادية". وأشارت الصحيفة الى ان عمان لا تزال ترفض هذا الأمر، و«لكن حسب تصريحات المسؤولين الأردنيين، فان الاردن لن يتمكن من مقاومة ضغوط الرياض لفترة طويلة".

ماكين
إلى ذلك، أعرب السيناتور الأميركي جون ماكين عن رغبته في أن "تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بالسماح للمعارضة السورية بالدخول في قتال منصف مع القوات المسلحة، ما يتطلب توفير مناطق آمنة"، مضيفا إن "هذا قد يعني توفير القوة الجوية الخارجية".
وقال ماكين، في مقابلة مع قناة "العربية" بثت أمس، إن "مفاوضات (المبعوث الدولي كوفي) أنان تكتيك لإعطاء فرصة إضافية للرئيس بشار الأسد"، معربا عن "رغبته في أن تمهد الولايات المتحدة وحلفاؤها الطريق أمام المقاتلين السوريين للدخول في معركة متوازنة مع القوات النظامية".
وأشار ماكين إلى التناقض في موقف إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن التدخل العسكري في سوريا، معتبرا أن "مواقفها مترددة بهذا المعنى، الرئيس يقول إنه يجب على بشار الأسد "التنحي"، وإن هذا أمر حتمي، وهو أمر بالتأكيد لا تثبته الظروف على الأرض. ولكنهم في الوقت ذاته يقولون إنهم لا يريدون التدخل. حسنا، إذا كانت مصلحة أمننا القومي تقضي بمنع أعمال القتل الجماعي والمذابح، إذن لماذا لا نتحرك؟".


وشدد ماكين، في تصريح لراديو "سوا»" الأميركي، على "ضرورة تسليح المعارضة"، معتبرا "أنها معركة غير منصفة، فلدى النظام الدبابات والمدفعية الروسية، ولديه قوات على الأرض تقتل وتعذب الأطفال وتغتصب النساء، وليس لدى المعارضة أية أسلحة للدفاع عن أنفسهم".


شام نيوز. السفير