كم مرةً يجب على القناع أن يسقط !!؟؟؟

 

ساهرة صالح.شام نيوز

 

عندما اتّهمت أمريكا العراق بأنّه يمتلك أسلحة دمار شامل , و أمهلت رئيسه السابق صدام حسين بضعة أيام ليستسلم قبل أن تشنّ حرباً ضروساً لا هوادة فيها , ظنّ الجميع عندها بأنّها ستكون حرباً طويلة , لِما يمتلكه العراق من جيش قويّ و ترسانة عسكرية تكاد تكون الأقوى في المنطقة , ناهيك عن أسلحة الدمار الشامل و الجزئي و الفرعي و السطحي و حتى الكيماوي ...

 

وما نذكره الآن أنّنا نمنا و استيقظنا وخبر احتلال العراق يجوب العالم عبر الفضائيات , و صور الجيش الأمريكي و هو يدخل بغداد بقيت حتى الأن عالقة في مكان ما ....لا نريد النظر اليه داخلنا ...
و ارتسمت على وجوهنا جميعا ملامح دهشة ما تزال ظاهرةً بقاياها علينا حتى الآن ...
و شجبنا و استنكرنا و رفضنا وحزنّا و حللنا و حرّمنا و و و و , إلى أن توالت السنون ونسينا ...

 

 

و الآن رأينا نفس الأمريكا و معها ثُلةً من نفس الدول التي هجمت على العراق , تطلب من الزعيم الليبي معمر القذافي ترك ليبيا و إلاّ ستكون حرباً ضروساً لا هوادة فيها , و نحن طبعا بذكائنا المكتسب من التجارب السابقة , علمنا أنّها مجرد أيام معدودة و سنرى الجيوش الأمريكية و الأوربية و معهم ثوار ليبيا , يدخلون طرابلس و يمسكون بالقذافي , أو أنّه سيهرب ...
فما لجيش القذافي طاقة بقتال الغرب مجتمعا ولا عنده أسلحة دمار و لا إعمار حتى ...!!!!
لتعود ملامح الدهشة نفسها و ترتسم على و جوهنا من جديد ...

 
فها هو القذافي يصمد لشهور طوال أمام أساطيل الغرب , و يُحاصر و ينسحب و يعيد تشكيل فِرَقه و يناور و يفاوض و ما إلى ذلك من شؤون الحرب , الّتي طالما اعتقدنا أنّها من اختصاص الجيش العراقي بعد سنين طويلة من الحرب مع إيران التي تمتلك بدورها أحد أقوى الجيوش في المنطقة !!!!

 

أليس من حقنا أن نتساءل عن دوافع هذا الغرب في إطالة أمد الحرب على ليبيا ؟؟؟
أم أن الجواب أصبح واضح وضوح الشمس ؟؟؟

فإذا كانت أمريكا و زبانيتها من الدول الغربية لا ينون الدخول بجيوشهم إلى ليبيا , كيف لهم أن يحصّلوا خيراتها إذا ؟؟؟

إنه عامل الوقت , و ما يتم صرفه من ملايين الدولارات في كلّ يوم من أيام هذه الحرب ...
فكلّما طال أمدها كلّما كبرت الفاتورة التي يجب على الشعب الليبي دفعها من خيرات بلده إلى من سانده يوما "عن طيب خاطر" في تخليصه من ملك ملوك أفريقيا و نظامه الفاسد ...

و نحن يبقى لنا أن نندهش و (نُفنجر) عيوننا في كلّ مرّة يسقط فيها قناع الغرب , ليلتقطه من جديد و يضعه على وجهه بهدوء المنتصر, فيهرول بعضنا إليه فرحا , و فاتحا ذراعيه , مطالبا إياه بالمساعدة عبر مؤتمرات لما يسمى بالمعارضة الخارجية ...
معارضة لم نسمع بها يوماً , و لا نعرف حتّى نبرة لصوتها , و لا أسماء من فيها , و كأنها وُلدت من العدم أو من العجم , الأمر سيان ...

 

فهل أصبحنا كذلك الرجل الذي صفع ستين مرة غدرا ؟؟؟
أم أن قلوبنا و عقولنا خانتنا في نفس الوقت ؟؟؟
أسئلة كثيرة ستبقى معلقة إلى أن يسقط القناع مرةً أخرى, فندوس عليه بقدم المنتصر , و نجعلها الأخيرة ...