كندا تبحث في حلول لمشاكل سكانها الأصليين

وكانت صرخة استغاثة اطلقتها في فصل الخريف جماعات صغيرة في اتاوابيسكات (شمال انتاريو) التي يقيم افرادها في مساكن متداعية للغاية، عشية حلول فصل الشتاء، قد اعادت مسألة السكان الاصليين هؤلاء الى الواجهة.
ويقول غيلان بيكار رئيس مجلس الامم الاولى في كيبيك ولابرادور لوكالة فرانس برس «ثمة تباين كبير جدا ومشين من الناحية الاجتماعية والاقتصادية بين جماعاتنا التي تضم اكثر من مليوني نسمة وبقية الكنديين على كل الاصعدة من صحة وتربية وعمل ورفاهية بشكل عام».
ويوضح جيرار جويام عالم الاجتماع في جامعة لافال ان السلطات الكندية لاتزال تعامل السكان الاصليين على انهم «قصر» تماما كما كانت تعامل النساء سابقا.
وبما انهم لا يملكون حق التملك يصعب عليهم الحصول على قرض مصرفي يسمح لهم بتأسيس شركة او تطويرها.
جذور مشاكل السكان الاصليين تعود الى مرحلة كان الكنديون «البيض» على اقتناع خلالها بأنهم منوطون بمهمة تعليم هؤلاء «الهمجيين» التمدن والحضارة.
وكان من ابشع اوجه هذه المهمة ارغام اطفال السكان الاصليين حتى نهاية الستينيات على دخول مدارس داخلية تبعد مئات الكيلومترات عن منازلهم.
ويقول جيرار دويام ان الفقر ومشاكل الصحة والسكن والتربية والنمو السكاني كلها ظواهر» مترابطة وتؤدي الى تفاقم متبادل بينها».
وتفيد الاحصاءات بأن اكثر من 50% من السكان الاصليين هم دون سن الخامسة والعشرين واكثر من 50% منهم لا ينهون دراستهم الثانوية.
وقد تتناول مبادرة هاربر الاولى خلال اللقاء المرتقب، بالتحديد تحسين التربية والتعليم في المحميات.
والحسابات الاجتماعية-الاقتصادية واضحة هنا، ففي هذه المحميات خزان محتمل لليد العاملة في بلد يعاني من نمو ديموغرافي ضعيف. لكن هل الدولة مستعدة للتمويل؟ لدى السكان الاصليين شكوك حول ذلك لسببين.
فمن جهة لايزالون يتذكرون اتفاق كيلونا الذي تم التفاوض بشأنه العام 2005 وكان ينص على تحسين الخدمات المختلفة بكلفة 5.1 مليارات دولار على خمس سنوات. الا ان هاربر الذي وصل الى السلطة بعيد ذلك الوقت اهمل هذا الاتفاق بسرعة.
من جهة اخرى، من المرجح جدا على ما يقول بيكار ان المحافظين ان زادوا الاموال المخصصة للشعوب الاصلية فإنهم سيطلبون من هذه الجماعات تقارير حول كيفية استخدام الاموال التي تحصل عليها. وهذه الجماعات لا تحبذ ذلك كثيرا.
وثلث السكان الاصليين من الهنود فقط يعيشون في مئات عدة من المحميات ويستمتعون تاليا بنوع من استقلال ذاتي.
وبعض هذه المحميات يسجل ازدهارا مثل ايسيبيت في كيبيك التي تستفيد من مراقبة الحيتان على نهر سان لوران، إلا ان محميات اخرى تشبه كثيرا معازل العالم الثالث.
لكن الوضع السياسي مختلف لدى شعوب الايسكيمو «اينويت» سكان الشمال الكبير الاصليين. فهم يشكلون غالبية السكان ويسيطرون تاليا على الحكومات المحلية غير الاتنية.
لكن ذلك لا يضفي تغييرا كبيرا على مستوى العيش. فقد اظهرت دراسات اجراها جيرار دويام ان 20 الى 30% من هؤلاء يؤكدون انهم عانوا نقصا في المؤن الغذائية في مرحلة او اخرى من السنة.
شام نيوز - ا ف ب