كوسران إلى اسرائيل ودمشق الأسبوع المقبل للبحث في عملية السلام

نقلت صحيفة الحياة اللندنية عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن المبعوث الفرنسي المكلف بالسعي لاستئناف المحادثات بين سوريا واسرائيل جان كلود كوسران سيقوم في الأسبوع لمقبل بزيارة لإسرائيل وسوريا، وبحسب الصحيفة سيقوم المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل بزيارة لدمشق خلال جولته الإقليمية القادمة قريباً.
وكان الرئيس بشار الاسد جدد خلال لقائه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في دمشق قبل يومين "التأكيد على رغبة سورية وسعيها الدائم إلى تحقيق السلام العادل والشامل"، معتبراً أن "استمرار السياسات الإسرائيلية العدوانية والاستيطانية يشكل عقبة حقيقية في تحقيق السلام"، بحسب بيان رئاسي. وأشار إلى "أهمية مشاركة ممثلي الشعب الفلسطيني كافة في أي مفاوضات تتعلق بالقضية الفلسطينية، والضرورة الملحة لتحقيق المصالحة الوطنية".
وتأتي زيارة ميتشل المتوقعة إلى دمشق بعد إعلانه بداية الشهر الجاري أن أوباما يريد "سلاماً شاملاً" في الشرق الاوسط، وستكون زيارته الرابعة منذ تعيينه مبعوثاً لعملية السلام. وكانت الزيارة الأخيرة الى مطلع العام الحالي، وأفاد بيان رئاسي حينها أن الأسد أكد "موقف سورية المبدئي الداعي إلى تحقيق السلام العادل والشامل، وأن الحكومة (الإسرائيلية) التي تعلن صراحة عدم رغبتها بالسلام لا يمكن اعتبارها شريكاً حقيقياً فيه".
وشدد الأسد آنذاك على أن "إقامة السلام تتطلب إنهاء الاحتلال وإعادة الحقوق، وأهمية الدور التركي في عملية السلام"، علماً أن انقرة رعت مفاوضات غير مباشرة إلى حين توقفها بعد عدوان إسرائيل على غزة نهاية العام 2008، كما أن الزيارة المتوقعة لميتشل تأتي بعد إعلان مصادر أميركية في واشنطن ان مساعده فريدريك هوف زار دمشق الأسبوع الماضي لتأكيد "التزام الإدارة العمل على السلام الشامل".
وبالنسبة إلى زيارة كوسران، فستكون الاولى له بعد تعيينه من قبل الرئيس نيكولا ساركوزي "مبعوثاً رئاسياً" للعمل على المساهمة في تحريك مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل. وأشارت المصادر إلى إدراك باريس وجود "لاعبيين وأطراف آخرين" يعملون لاستئناف المفاوضات غير المباشرة، وإلى أن كوسران سيقوم بزيارة لإسرائيل في اليومين المقبلين ثم سيعود إلى باريس استعداداً لزيارة دمشق منتصف الأسبوع المقبل.
وعلى صعيد العلاقات بين دمشق وباريس، أفادت المصادر الديبلوماسية ان نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري سيجري في باريس بين 22 و26 أيلول (سبتمبر) الجاري محادثات مع مسؤولين فرنسيين لتطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، كما أن وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي سيجري محادثات في العاصمة السورية بدءاً من السابع عشر من الشهر الجاري.
وكانت مصادر دبلوماسية أخرى وصفت بـ"المراقبة للتحرك الاميركي – الفرنسي اتجاه دول المنطقة ولا سيما منها لبنان وسوريا" إن معاون مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان جاك والاس قد يزور دمشق الأسبوع المقبل في زيارة هي الثانية له من اجل تحريك عجلة المفاوضات، حتى ولو كانت غير مباشرة على المسار الإسرائيلي- السوري، ومحاولة تذليل العقبات التي ما زالت تعترض انطلاقها، والتي هي حسب المصادر "كثيرة ومعقدة كما هو معلوم، في ضوء الشروط الإسرائيلية شبه التعجيزية"، وأبرزها حسب ما رأت المصادر "إعلان سوريا فك ارتباطها وتحالفها الاستراتيجي مع إيران، وهو امر غير ممكن وربما غير وارد في قاموس الادارة السورية أقله على المستوى المنظور".
وتشير المصادر إلى ان في "جعبة الادارة الاميركية وموفديها الى المنطقة اكثر من صيغة حل بحيث يمكن ولوج المفاوضات على المستوى غير المباشر في المرحلة الاولى على ان تتحول الى مباشرة في الوقت المناسب"، معتبرةً "ان الجهود الاميركية تقابلها مساع فرنسية في الاتجاه نفسه في ظل الحديث عن ان فرنسا وتركيا ستشكلان عراب هذه المفاوضات". ولم تستبعد المصادر الدبلوماسية امكان زيارة والاس العاصمة اللبنانية الاسبوع المقبل بعد وصول السفيرة الجديدة اليها مورا كونلي في 12 الجاري.
وتشير المصادر الى ان العقد الكأداء التي تواجه مسار المفاوضات يقابلها عزم غربي على المواجهة انطلاقا من شعور يكتنف رواد الادارة الاميركية الحالية بوجوب انهاء ازمة الشرق الاوسط لأن الاوان آن لنضوج الحل كمقدمة لحل سائر الملفات الشائكة وبدء مسيرة تفكيك العقد التي تعترض طريق السلام وصولا الى مجتمع آمن خال من الارهاب.
شام نيوز- الحياة - وكالات