كوشنير يبدأ بأنقرة جولته إلى المنطقة الأحد

يعمل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وفريقه الدبلوماسي جدياً على مشروع ترتيب اجتماع آخر الشهر في باريس من أجل التحضير لقمة «الاتحاد من أجل المتوسط»، بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقالت مصادر فرنسية إن الرئيس الفرنسي سيوفد لهذا الغرض وزير خارجيته برنار كوشنير إلى المنطقة بدءاً من مساء الأحد المقبل في جولة تبدأ بتركيا وتشمل الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.

ويتوقع أن يتناول كوشنير مع المسؤوليين الأتراك التحضيرات الجارية لقمة «الاتحاد من أجل المتوسط»، المقررة في برشلونة في 21 من الشهر المقبل، ولاسيما أن أنقرة قد تكون مهتمة بالترشح لرئاسة الاتحاد خلفاً لمصر التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد إلى جانب فرنسا. وربما يتطرق أيضاً إلى المسار السوري الإسرائيلي بعد أن كلفت باريس السفير جان كلود كوسران هذا الملف. ويطلع الوزير الفرنسي المسؤولين الأتراك على المبادرة الفرنسية الرامية إلى إيجاد «آلية مواكبة» للمفاوضات الفلسطينية

الإسرائيلية تشرك «الاتحاد من أجل المتوسط» و«اللجنة الرباعية» في رعاية المفاوضات وقد تتوسع الآلية لتشمل دولا مثل تركيا والبرازيل إضافة لمصر والأردن، بحيث تضع حداً للتفرد الأميركي في إدارة المفاوضات من خلال توسيع الجهات الراعية لها.

وسبق للرئيس ساركوزي أن أجرى «مراجعة» لـ«منهج» إدارة عملية السلام، معتبراً أنها لم تحرز أي تقدم منذ عشر سنوات. ولم يخف «انزعاجه» من عدم دعوة الاتحاد الأوروبي إلى جولات المفاوضات المباشرة في واشنطن وشرم الشيخ والقدس، رغم أن أوروبا هي الممول الأول للسلطة الفلسطينية ولعملية السلام، وتدفع «أكثر من مليار يورو سنوياً لدولة فلسطينية غير موجودة بعد، وأوروبا غير حاضرة لدى استئناف الحوار (الفلسطيني الإسرائيلي) وكذلك الروس»، حسب تعبير وزير الدولة للشؤون الأوروبية بيار لولوش.

وفي السياق لفت ما نسبته صحيفة «لوكنار انشينه» أمس إلى ساركوزي، إذ قال في مجلس الوزراء «لا يمكن أن يجري كل شيء حول بلد واحد ولا يمكننا أن نبقى متفرجين في حين نتائج الصراع تخص الجميع، وفرنسا لها دور تلعبه ويجب أيضاً إشراك الروس»، مضيفاً: «لا يهمني (المبعوث الأميركي جورج) ميتشل وهو بلا فائدة في الشرق الأوسط»، على ذمة الصحيفة الأسبوعية الساخرة.

وانطلاقاً من هذه الخلفية يسعى ساركوزي إلى جمع نتنياهو وعباس في باريس بحضور الرئيس المصري حسني مبارك وربما العاهل الأردني عبد اللـه الثاني، رغم أن الرئيس المصري لم يؤكد حضوره بعد. ولم تعلن باريس بكل الأحوال عن موعد محدد لهذا الاجتماع إلا أن رئيس «المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية» في فرنسا ريشار براسكيه أعلن عقب اجتماع مع الرئيس الفرنسي أمس الأول أن الاجتماع سيعقد في 21 من هذا الشهر، وبحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ورأت المصادر الفرنسية أن مصير الاجتماع يرتبط إلى حد كبير بما قد تعلنه إسرائيل بشأن تمديد تجميد الاستيطان، والموقف الذي ستتخذه الدول العربية في اجتماع سيرت غداً من المفاوضات المباشرة. ولم يتضح بعد ما إذا كانت فرنسا عازمة على دعوة موسكو إلى اجتماع باريس، لكنها تشدد كثيراً ضرورة إشراكها المفاوضات وقد تناول ساركوزي هذا الموضوع في اتصال مع نظيره ديمتري ميدفيدف مؤخراً، وسيطرح الموضوع مجدداً في اجتماع يعقد في مدينة دوفيل الفرنسية في 19 الشهر الجاري يضم الرئيسين الروسي والفرنسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

 

 

الوطن