كي تكون "أدونيا" جائزة حقيقية!

شام نيوز- تيسير أحمد

يثير الجدل الذي نشأ بعد توزيع جوائز أدونيا على صناع ونجوم الدراما السورية في الموسم السادس، جملة من الأسئلة حول مدى جدية هذه الجائزة في تقديم كشف سنوي لأفضل الأعمال والنجوم، وخلق حافز معنوي للدراما السورية كي تتفوق على نفسها، على اعتبار ان هناك نخبة من الاختصاصيين واصحاب وجهة النظر سوف تقوم بتقييم الأعمال بحيادية عالية ونزعة بناءة ترفع من سوية الذائقة النقدية وتخلق تقاليد في تقويم الأداء بعيدة عن الشللية والمجاملات التي ستنعكس وبالاً على رؤس أصحابها قبل غيرهم.
فمنذ منتصف ليل الجمعة الماضية لم تتوقف أحاديث الوسط الفني السوري عن سرد المآخذ على هذه الجائزة التي كان ينظر إليها بالكثير من الآمال.

موضوع الملاحظات على الجائزة ليس ثرثرة لممثلين أو مخرجين لم يفوزوا بها، ولا هو بسبب المرض المستعصي لدى الوسط الفني السوري الذي يطعن في بعضه البعض وبشكل مجاني، كما أراد البعض أن يفسر موجة الاعتراضات، بل هو قضية جدية تتعلق بطريقة إدارة الجائزة، وخياراتها التي بدت وفي بعض الأحيان وكأنها مصنوعة مسبقاً ومفصلة على قدر بعض الوجوه والأعمال.. والدليل على ذلك أن النتائج كانت معروفة في معظمها لدى رواد قهوة الروضة منذ النصف الثاني من شهر رمضان المبارك؟!!

نجحت الجهة المنظمة للجائزة من الناحية التنظيمية، ولكنها فشلت في الجائزة نفسها، وهذا بيت القصيد:

جميل أن تضم اللجنة 27 ناقداً وفناناً ومخرجاً وتشكيلياً وكاتباً، ولكن السؤال المطروح كيف تم اختيار الأسماء ومن هو الذي قرر أن فلان يمتلك رؤية نقدية تقويمية وآخر لا يمتلك، ولماذا غابت أسماء مهمة في الوسط الفني السوري لها وجهة نظر جدية ومحترمة، وحضرت أسماء لا رصيد لها سوى الولاء لهذا المخرج أو تلك الشركة؟؟

وهل حقاً تحتاج جائزة أدونيا كل هذا العدد من الخبراء، ألا يكفي عشرة مثلاً ولكن جديين وأصحاب خبرة ووجهة نظر فنية؟ ويحظون باحترام وتقدير الجميع!
ثم لماذا يتم ارتجال جائزة بشكل اعتباطي فاجأ الجميع، والمقصود جائزة الجمهور التي حصل عليها مسلسل أبو جانتي عن طريق التصويت بالموبايل؟

ألم يراعي أعضاء اللجنة الأكارم رأي الجمهور؟ أم أن الموضوع برمته وجهة نظر شخصية؟ فكيف يمكن المواءمة بين جمهور عريض صوت لمسلسل لم يدرج أساساً في قائمة الترشيحات.. لا بد أن هناك خطأ ما إما بالجمهور أو باللجنة، ولذلك كان حرياً باللجنة الموقرة أن لا تستهين بعقل المشاهد وأن تراعي الذائقة العامة التي كان يفترض أن تكون حصتها من التصويت أكثر من 50 بالمائة، إما عبر التصويت الالكترني عبر موقع يدار بطريقة تمنع التلاعب بالأصوات عبر التحقق الصارم من الآي بي، أو عبر الموبايل. فاللجنة، أي لجنة مهما كانت لا يحق لها أن تقرر منفردة هذا العمل أو ذلك بمعزل عن رأي الجمهور العريض، وإلا تحولت إلى مجموعة مغلقة غير معنية بأحد ولذلك ستصبح الجائزة غير ذات أهمية لأحد.

ثمة نقطة أساسية اخرى تتعلق بضرورة تطعيم اللجنة ببعض الأسماء العربية المحترمة، نظراً لأن أفق الدراما السورية هو أفق عربي، وجمهورها عربي بالدرجة الأولى، بل هي المفضلة لدى شريحة واسعة من الخليجيين والليبيين والجزائريين والمغاربة وحتى التوانسة والعراقيين، ناهيك عن الفلسطينيين والأردنيين واللبنانيين الذين يعدون بحق شركاء أصليين في نجاح الدراما السورية، وجزء أساسي من مكوناتها.

ثم لماذا هذا التداخل في فئات المسلسلات؟ ولماذا يتم جمع مسلسل كوميدي مع مسلسل اجتماعي؟ ولماذا لا تقسم الجائزة إلى فئات شأنها شأن جميع جوائز الدراما في العالم؟ أي فئة الكوميديا وفئة المسلسل الاجتماعي المعاصر، وفئة المسلسل التاريخي..إلخ

ثم ماذا يقصد المشرفون على الجائزة بمصطلح جائزة العمل المتكامل؟؟ أرجو شرح هذه العبارة بما لايقل على عشر صفحات!

التصدي لموضوع جائزة للدراما السورية ليس ترفاً وهو ليس نشاط شركة إعلانية، إنه أكبر من ذلك بكثير، كون الدراما باتت احد أوجه النشاط الاقتصادي والثقافي والسياحي السوري، وأكبر مروج لصورة سوريا لدى الجمهور العربي العريض، فلا ينبغي والأمر كذلك ان يتم التعامل معها بهذه الخفة؟!!