كيري يبذل جهودا خارقة لعقد اتفاق حلب قبل انتهاء ولايته

كيري يبذل جهودا خارقة لعقد اتفاق حلب قبل انتهاء ولايته

أكد الكرملين أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يبذل "جهودا خارقة" من أجل تطبيع الوضع بسوريا، فيما ذكرت مصادر أن الإدارة الأمريكية الحالية تريد عقد صفقة حلب قبل انتهاء ولايتها.

وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، الاثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني ، في معرض تعليقه على خبر نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية حول سعي كيري لعقد اتفاق مع موسكو لإنهاء أزمة حلب في أقرب وقت ممكن: "إذا سألتم عن جهود كيري، فهي كثيفة جدا".

واستدرك قائلا خلال مشاركته في منتدى "قراءات بريماكوف" المنعقد بموسكو: "يمكننا أن نصف هذه الجهود بأنها خارقة، نظرا للكثافة غير المسبوقة للاتصالات الهاتفية بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي، إذ يتم التركيز على موضوع واحد قبل كل شيء، وهو سوريا".

وشدد أوشاكوف على أن نتائج الحرب الحالية على الإرهاب في الشرق الأوسط، ستحدد النظام العالمي المستقبلي.

وتابع: "لا أفكر أن أحدا يمكن أن يشكك في أن مستقبل الشرق الأوسط سيكون له نفوذ ليس على دول المنطقة، بل وعلى العالم برمته. وفي هذه المنطقة بالذات، تحسم حاليا نتيجة الحرب على الخطر الإرهابي الذي يهدد الدول كلها.. ويتعلق الأمن العالمي بقدرة المجتمع الدولي على تضافر الجهود لمحاربة هذا الخطر".

وكانت "واشنطن بوست" قد ذكرت أن كيري ما زال يحاول التوصل إلى اتفاق مع روسيا من أجل إنهاء أزمة حلب، بغية استكمال الصفقة قبل انتهاء صلاحيات الإدارة الحالية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أن كيري ينخرط في جهود دبلوماسية مكثفة، خشية أن تقدم الإدارة الجديدة التي سيترأسها الرئيس المنتخب دونالد ترامب، على عقد اتفاق مختلف تماما مع موسكو وتتخلى بموجبه عن المعارضة السورية.

وتابعت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية لا تتحدث علنا عن مهمة كيري، ولا سيما بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار السابق في سبتمبر/أيلول الماضي.

وحسب "واشنطن بوست"تركز استراتيجية كيري على حلب وحدها، وهو يدعو أيضا إلى توسيع نطاق المفاوضات لتشمل السعودية وقطر وتركيا، و"أحيانا" إيران. وحسب تصور كيري، يجب أن تتضمن صفقة موافقة المعارضة السورية على التنصل من "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) وخروج مسلحي "فتح الشام" من شرق حلب، مقابل إنهاء محاصرة الأحياء الشرقية للمدينة من قبل القوات الحكومية.

وذكرت الصحيفة أن دبلوماسيين أمريكيين وروس عقدوا عدة لقاءات في جنيف لبحث الصفقة المقترحة. وأعادت إلى الأذهان أن كيري يجري اتصالات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مرتين في الأسبوع، وعقد الاثنان لقاء في وقت سابق من الشهر الجاري في عاصمة بيرو ليما. كما اجتمع كيري مع حلفائه في أبو ظبي لبحث الخطة.

لكن هناك عوائق كثيرة على الطريق إلى مثل هذه الصفقة، إذ تعجز الولايات المتحدة وروسيا عن التوافق حول عدد مسلحي "فتح الشام" المتواجدين في حلب، وسبل إدارة أحياء المدينة الشرقية في حال إحلال وقف إطلاق النار. وقال مسؤول كبير في إدارة باراك أوباما إن روسيا تحاول "كسب الوقت" لكي تحقق أهدافها بالطرق العسكرية، أو ربما تنتظر وصول فريق ترامب إلى السلطة باعتبار أنه سيقترح شروطا أفضل للصفقة.

وقال المسؤولون إن البيت الأبيض لم يعط كيري حتى الآن أي صلاحيات للضغط فعلا على دمشق وموسكو، ما وضعه في موقف ضعيف خلال المفاوضات.