كيف أصبحت أنكر الأصوات رمزاً للسياسة الأمريكية؟؟

لماذا أنكر الأصوات وأصحاب أبرهة رموزاً للسياسة الأمريكية؟؟

شام إف إم – خالد سرحان:

يعتبر عالمنا العربي الحمار أيقونة للحماقة والغباء وربما السذاجة وعادة ما يرتبط اسمه بنوادر جحا وقصصه الأسطورية وأخر خلفاء الأمويين وأضعفهم مروان بن محمد، ينظر الناس له بعين الرأفة والشفقة أو بعين الضرب بالعصي الغليظة والعمل الشاق الدؤوب، كما يتطير الكثيرون من الفيلة لما لها من تاريخ سيئ السمعة من قضية أبرهة الأشرم وعزمه هدم الكعبة المشرفة بهم حتى خابت مساعيه بطيور الأبابيل وسمي عام 571م بـ"عام الفيل".

الولايات المتحدة لها وجهة نظر مختلفة تماماً فالحمار يمكن تصنيفه كأشهر علامة تجارية تجلب ملايين الدولارات وتعتبره رمزاً لكسر القيود والثورة والإنتفاضة على مدى عشرات السنين.

حظي الحمار بالشخصية الإعتبارية والأهمية إعتباراً من عام1828م عندما خاض الرئيس الأمريكي السابع أندرو جاكسون سباق الرئاسة تحت شعار "لندع الحكم للشعب" مما أثار حفيظة الجمهوريين الذين وصفوه بـ"الشعبوي" و "غير المتزن"، خصوصاً أن جاكسون إختار حماراً رمادي اللون جميل المظهر ليستعمله في حملته الإنتخابية وينظر له الناس على أنه قريباً من مشاكلهم وهمومهم.

وفي عام1870م انتشرت رسوم كاريكاتير لتوماس ناست كالنار في الهشيم واعتبرت الحمار الاسود رمزاً للحزب الديمقراطي، مما جعل الديمقراطيين يفخرون به ولا يطلقون شعاراتهم السياسية الإ وهي مرفقة بصورته.

أما الفيل فلم يرفع خرطومه عالياً الإ عام1860م في خضم الصراعات بين البيض والسود وظهور مسألة تحرر العبيد.

إتخذ الرئيس الأمريكي السادس عشر أبراهام لينكولن من الفيل شعاراً لحزبه الجمهوري وتم تسويقه دعائياً لحملته الانتخابية التي فاز بها فيما بعد.

ويشير البعض إلى الفيل الجمهوري على أنه دليلاً على الأموال الطائلة والصوت الإنتخابي الوازن، ويحرص أتباع الجمهوريين على ربطه في مختلف مناحي الحياة ومرافقها.

الحمير ليسوا أنكر الأصوات و الأيتام على مآدب اللئام  ولا يتم استعمالهم في الأفراح والأتراح، كما أن الفيلة ليسوا هادمي الكعبة وأصحاب أبرهة بل هم حيوانات خلدها التاريخ وحظيت بشهرة قل نظيرها وهي اليوم رمزاً لدول عديدة في الهند الصينية برمتها والكثير الكثير من دول أفريقيا.والعالم