كيف قرأت المعارضة السورية في الداخل خطاب الرئيس الأسد؟

 

شدد رئيس السوري بشار الأسد في خطابه الأخير من جامعة دمشق على الحوار والإنفتاح على قوى المعارضة السورية "الوطنية" والتي إعتبر انها تلك التي لا تأخذ أوامرها من الخارج أو تريد محاورة النظام في السر.

العديد من قوى المعارضة الخارجية والتي تتهم من قبل النظام السوري بتنفيذ أجندات خارجية رفضت هذا الحوار، وشددت على أنه لن يكون إلا على مرحلة إنتقالية، ولكن ماذا تقول المعارضة السورية في الداخل التي تحدث عنها الرئيس الأسد، وأكد على الحوار معها؟ وكيف قرأت خطاب الأسد؟

تجمع قوى المعارضة الداخلية أو "المعارضة الوطنية" كما تسمي نفسها على الترحيب بخطاب الرئيس السوري بشار الأسد، وتنظر إليه بكثير من التفاؤل. وتعتبر رئيسة ومؤسسة حزب "الشباب الوطني للعدالة والتنمية" بروين إبراهيم أن "هذا الخطاب هو الأول من نوعه من حيث الشمول والمضمون"، وتشير الى أنه "تناول مختلف جوانب الأزمة السورية".
وترى إبراهيم  أن "إعتراف الرئيس الأسد بوجود خلل وبأخطاء أمر ممتاز وكذلك الأمر بالنسبة لإعلانه عن تغييرات جدية في الدولة وبالحزب الحاكم والاشارة الى تفعيل مشاركة الشباب"، كما تعرب عن تأييدها للّهجة الحاسمة التي تحدث فيها الأسد فيما يتعلق بالتعامل مع الإرهاب ومع الأحداث الأمنية، وتؤكد أن "قوى المعارضة في الداخل متحمسة للدخول في الحوار مع الحكومة السورية"، وترى أن من "يرفض الحوار يرفض الإصلاح الذي ينقذ البلاد بالدرجة الأولى"، وتشير الى أنه "نحن لا نعترف بالمعارضة الخارجية التي تقيم في دول معادية لسوريا أو متآمرة عليها".
ومن جانبه، يعود عضو "التجمع الليبرالي الديمقراطي" بسام حسين الى اللقاء التشاوري الذي عقد في السابق برئاسة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ويلفت الى أن "هذا اللقاء كان من الممكن أن يشكل أرضية مناسبة للخروج من الأزمة فيما لو أعطي الفرصة لذلك"، ويعتبر أن "بعض قوى المعارضة تتحمل المسؤولية عن ذلك من خلال خطابها غير المدروس".
ويرى حسين أن "على الجميع في سوريا من المعارضة ومن النظام القيام بقراءة نقدية للواقع لأن حل الأزمة يتطلب مساعدة من الجميع"، ويشير الى أنه "على جميع القوى المشاركة في "العمل بالحوار" لأن سوريا تحتاج اليوم الى ذلك قبل الحوار".

ومن ناحية أخرى، يرى مؤسس "المبادرة الوطنية للحوار" زهير غنوم، الذي يؤكد أنه "مستقل"، أن "المعارضة الخارجية مرتبطة بأجندات خارجية"، ويعتبر أن "هؤلاء معارضون وليسوا معارضة لأن المعارضة يعني أن لهؤلاء حيثية على الأرض ولكن هم لا يملكون ذلك وتم تضخيمهم في الخارج"، ويلفت غنوم، الى ن "خطاب الرئيس الأسد جاء في وقته وتحدث عن كل التفاصيل والشعب ترجم هذا الخطاب على أرض الواقع".

السؤال عن مستقبل الوضع السوري في ظل رفض قوى المعارضة الخارجية للحوار مع النظام، وإعلان النظام أنه سيرفض الحوار معها أيضاً يبقى هو السؤال الطبيعي في هذه الحالة، وفي هذا الإطار تشير إبراهيم الى أنها متفائلة بالمستقبل السوري وإن كانت لا تستطيع التنبؤ في هذا الأمر، وتشدد على أنه يجب "على السوريين والأحزاب السورية الإعتماد على أنفسهم والسعي للإنتقال الى سوريا الديمقراطية والحديثة خصوصا وأن الرئيس الأسد شجع على هذا الأمر".
ومن جانبه يعتبر المعارض السوري بسام حسين أن "على جميع القوى في سوريا المساعدة للوصول الى حل وممارسة فعلية كاملة"، ويرى أن "الخارج يعمل بإرادات غير سليمة"، ويشير الى أن "من البداية كان لدينا الإمكانيات لحل الأزمة لولا التدخل الخارجي"، ويلفت الى أن "على النظام إعادة صياغة رسائله باتجاه المعارضة والخروج من سياسة اللجان"، ويؤكد حسين أنه متفائل بقدرات الشعب السوري، ويشدد على أن "سوريا اليوم بحاجة الى جميع القوى الفاعلة والصادقة والخلاقة".
ومن ناحية أخرى، يرى غنوم أن "الحل الأمني لا يكفي بل يجب أن يكون هناك الى جانبه حل سياسي، وهو الحل الإجتماعي الشعبي الذي يعني التوجه الى الحكماء والعقلاء والمثقفين من أبناء شعبنا من أجل تحقيق العمل الوطني الشامل".
ويشدد على أنه متفائل بخروج سوريا من الأزمة الحالية أقوى، ويشير الى أن "هذه الأزمة ليست الاولى التي تمر فيها سوريا وفي السابق تعرضنا لأزمات أكبر وتمكنا من الخروج منها"، ويستبعد غنوم التدخل العسكري الخارجي في سوريا، ويرى أن وضع سوريا الخارجي لا يزال جيداً وهي لديها علاقات مهمة مع الكثير من الدول.

أمام هذا الواقع يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو إن كانت سوريا ستتمكن من الخروج من هذه الأزمة عما قريب، وإن كان وعي الشعب السوري سيكون كفيلا بإبعاد خطر الإنزلاق الى المجهول.

 

 

شام نيوز - النشرة