كيف نكشف الغطاء عن موهبة الأطفال .. ؟؟

اهتمت الكثير من الدوائر العلمية بمفهوم الإبداع لدى الأطفال من اجل مستقبل أفضل ، وخلال العقود الماضية عقدت الكثير من المؤتمرات والدورات التدريبية لخلق مناخ يشجع الأبناء على الإبداع ،
وأصبح الآن تقام مدارس خاصة تهتم بتنمية العملية الإبداعية لدى الأطفال من خلال توفير بيئة مدرسية تطور العملية الإبداعية لدى أطفالها ..
ولكن البداية هنا.. تكون بكشف الغطاء عن الموهبة الحقيقية واستثمارها لأن الطفل في المراحل الأولى من عمره حتى السنة الخامسة من عمره قادر على أن يتعلم حوالي خمس لغات إذا ما تمت العناية به كما أكدت الكثير من الأبحاث ..
الباحث التربوي «علي كامل محمد « يقول : لكل موهبة هيولى يعكس صورة .. وتعكس هي ماهية الهيولى المنتمية له .. وبالصورة الصادرة عن الهيولى ينفصل ويتميز الشيء عن الشيء بالشيء الذي يتولد عنه فيتحول إلى طور القوة الكامنة استعدادا للخروج إلى طور الوجود .. فليس الخطر على الطفل كما يقال أن يتربى في أسرة فقيرة ماديا .. فما كان الفقر المادي يوماً عامل إحباط للطفل , فالتاريخ والجغرافيا يؤكدان أن العبقرية كانت وليدة الأكواخ .. وهي أشد وأكثر منه في البيوت المتواضعة ..
أما الموهبة فهي كنز حقيقي يعول عليه الطفل والمجتمع ليتكامل بمجموع المواهب النسيج البشري في احتياجاته المتعددة والمتنوعة ..
ما الدلائل لوجود الموهبة ..؟؟
الطفل ليست له حركات عشوائية .. فهو يتحرك دائماً على خلفية دافع واستعداد لتحقيق الهدف الكامن وراء هذا الدافع .. وأيضا هناك دلالات أخرى تكشف الستار عن موهبة يمكن أن تكون مجالاً لإبداع استثنائي .. لذلك لا بد من تتبعها خطوة تلو أخرى ان كانت صفات عامة أو خصائص يتميز بها الطفل عن أقرانه ولكن لا بد من التفريق بين التلقائية والعفوية عند طفلنا المختار .. ففي التلقائية يعرف الطفل مسبقا لماذا يتحرك بهذا الاتجاه أو ذاك .. أما العفوية فهي صفة عبثية وغير واعية ومؤذية في آن واحد .. ونستدل بذلك بحركات الطفل الواثقة بالنسبة لعمره والتقنية التي يتعامل بها مع المحيط ومع أدواته .. وهناك أيضا دلائل نطقية لفظية كلامية ودلالة عملية فاعلة فيترجم الطفل ويعمق بها فهمه استعداداً للعمل على هذه الموهبة ..لتبقى الدلالة الجمالية في تسام مستمر .. وتفيض بين الحين والحين لتعطي عملا مميزا ..
المرشدة الاجتماعية هبة حسن تقول : الدافع لدى الأهل دائما موجود ولكن يجب فهم الطفل أولا .. ومراقبة حركاته .. وتتبع أقرانه حتى لا يهوي إلى مكان لا جدوى من تواجده فيه .. وليس من الواجب أيضا التشدد الدائم على الطفل بالمثاليات فهو يحب الحرية دوما .. ويختار أشياءه بعناية دون أن يكون الرقيب الدائم هو من يحدد له مصيره ..
الدكتور محمود محمود اختصاصي في طب الأطفال يقول : لماذا لا نســـأل أنفســـنا من الأطفال المبدعون وما واجب الأهل للإرشاد ..؟
فنسبة الأطفال المرضى المبدعين مقارنة بالأصحاء العاديين هي ليست بالنسبة العادية .. وهناك حالات فردية لمبدعين مرضى .. لكن قد تخلق الغيرة أحيانا لدى بعض الأشخاص الأسوياء فتأخذ بعض الحيل مكانها الخاطئ في مفاهيمنا الاجتماعية أحيانا .. فتكون أدوية التنشيط هي الحل الناجع والوحيد لتنقذهم من ألم الغيرة والحسرة , ولكنهم يقعون في سلبيات هم بالغنى عنها وتكون تأثيراتها مضرة من الناحية العصبية في المستقبل ليبقى الواجب الأكبر على الأهل متابعة خطواتهم حتى ولو كانوا مرضى أو معوقين لأن الإبداع لا يعرف علاجاً ولا يحتاج إلى دواء وليس محدوداً لا بزمان و لا مكان ..
كيف نرعى الموهبة..؟؟
لا بد من وجود التوصيات اللازمة كما يقول الباحث التربوي : فمثلا يجب تعليم الطفل فن كتابة الخط الجميل، فهو يدعو للتفاؤل و تعليم الطفل لعبة الشطرنج ومعايشتها لتكسبه قوة المحاكمة العقلية .. وإكساب الطفل المهارات الرياضية الصباحية التي تقوي ثقته بنفسه ..
لذلك لا بد أيضا من التعاطي مع الطفل بطريقة حسابية « نتيجة أو مكافأة جيدة « فهذا يكسبه الواقعية ويساهم في تحفيزه .. وتعويده دائما على البدء بالتفكير قبل البدء بالعمل ..والابتعاد عن لغة التأنيب والعنف غير التربوي معه لنحميه من الإحباط .. والترحيب دائما بمشاركاته مهما كانت ..والأهم تعويد الطفل الالتفاف حول علمه الوطني ليحمي نفسه بوطنه وهذه نشربها منذ اللحظة الأولى لولادتنا ..ووضع لوح صغير في زاوية غرفة الجلوس لكتابة حكمة اليوم تحمي الطفل من الغزو الثقافي القادم إلينا من جميع الجهات والاتجاهات .. واستعراض النتائج العملية المميزة للطفل لتجعله طفلاً مشروعاً ..وتوسيع الدائرة الجغرافية لتتسع لاحتواء تطلعاته الفعلية من خلال الرحلات والزيارات والمشاركات التي تشبع احتياجاته المعنوية استجابة لحيوية الطفولة المتصاعدة المتفتحة .. كما جاء في إشراقات وأدبيات القائد الخالد حافظ الأسد وضمن الإمكانيات المتوفرة لأجل الحاضر والمستقبل .. فهو في النهاية هدفنا وغايتنا السامية ..
شام نيوز. الثورة