كيف يتم تحقيق الربح من مواقع التواصل الاجتماعي؟

هناك مصادر عدة لتحقيق الربح من مواقع التواصل الاجتماعي، هذا ما أوضحه الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي م. أحمد مؤمنة لـ"شام إف إم" والذي قال إن أولى هذه المصادر هي الروابط "اللينكات"، التي تكون عبر تفعيل "بنرات إعلانية" على المواقع التي تتبع سياسة معينة وتحقق مجموعة من الشروط، كأن لا يتضمن الموقع محتوى مسروقاً أو منسوخاً، أو أي نص أو صور تتضمن محتوى يحرض على العنف، وبعدها يتم تقديم طلب إنشاء حساب إلى الخزان الإعلاني التابع لـ "Google"، ويتم ربطه بالحساب المصرفي للشخص، وثم يبدأ تحقيق الربح.
وثاني هذه المصادر هي مقاطع الفيديو، والتي تشكلت بسببها منافسة قوية بين منصتي "يوتيوب" و"فيسبوك" كما ذكر مؤمنة، فيشترط "فيسبوك" تحقيق عدد مشاهدات معينة، وألا يكون على الصفحة أي انتهاكات في المحتوى، إضافة إلى وجود عدد معين من الإعجابات، وبعد تحقيق هذه الشروط يتم تقديم طلب إلى "الدعم الفني" بالموقع وثم ربطه بالحساب المصرفي، ويبدأ تحقيق الربح.
ولكن تعدّ سياسة "فيسبوك" المتعلقة بالربح غير واضحة وخاصة في الدول العربية، فمن الممكن أن يتوقف ربح الصفحة دون ارتكاب أخطاء ودون أي إنذار، ما يجعل تحقيق الربح على "فيسبوك" له مخاطر عدة، أما "يوتيوب" فهو أقرب للشفافية كما وصفه الخبير أحمد مؤمنة، فعند تحقيق الشروط كـ 4000 ساعة مشاهدة أو 1000 مشترك، يتم تقديم الطلب إلى الخزان الإعلاني في "Google"، وعند ارتكاب الناشر للمخالفات ومنها تكرار محتوى قناة أخرى، يرسل "يوتيوب" في البداية إنذاراً، ثم يوقف الربح للقناة بشكل نهائي بعد تخطي المخالفة الثالثة.
كما يتم التحذير من بعض الأخطاء الشائعة التي يرتكبها صناع المحتوى، كاستخدام موسيقى عليها حقوق نشر وملكية، إذ يسمح "يوتيوب" باستخدام بعض المقاطع الموسيقية المجانية والموجودة بمكتبة الموسيقى الخاصة به، لكن لا يمكن استخدام أي مقطع منشور سابقاً على الموقع لأنه يكون محمي بحقوق نشر، بالمقابل يمكن الحصول في "فيسبوك" على مقاطع موسيقى من "ساوند كوليكشن" بشكل مجاني، كما يتيح الموقع إعادة صياغة محتوى أي فيديو نٌشر عليه سابقاً، بشرط وضع إضافات جديدة لم تكن موجودة فيه.
أن تكون الأفكار جديدة ومميزة هي الطريق الصحيح لجذب الجمهور وفقاً لما قاله الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي م. أحمد مؤمنة، الذي اعتبر أن تحديد الجمهور المستهدف ومعرفة ما يريده بشكل واضح أمر ضروري، منوهاً بأن "اختلاط المحتوى" وعدم اختيار هوية محددة للقناة، هو "أكبر فشل" قد يواجهه صانع المحتوى.
أما بالنسبة للدول المحرومة من الربح، فهي الموجودة على قوائم الحظر الأوروبي أو الأمريكي، ومنها سورية وإيران، وباعتبار أن "فيسبوك" و"يوتيوب" يخضعان للسياسة الأمريكية، فهما ممنوعان من إظهار الإعلانات في هاتين الدولتين.
وحول الشروط الواجب تحقيقها ليدخل الفيديو بـ "التوصية" أو كما تعرف بـ "التريند"، -وهي الفيديوهات المقترحة من الموقع والتي تظهر بشكل تلقائي- بيّن مؤمنة أنه يجب الوصول لعدد مشاهدات معينة على "يوتيوب" في الساعات الـ 12 الأولى، وألا تكون القناة جديدة وسبق أن نُشر عليها عدد من الفيديوهات، مبيناً أن القصة تختلف بالنسبة لـ "فيسبوك"، فله متوسط مشاهدة معين عند الوصول إليه مع تحقيق تفاعل معين يصبح هذا الفيديو "تريند".
وختم مؤمنة حديثه لـ "شام إف إم" بالقول إن: "العمل على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يحقق "ثروة" خلال فترة قصيرة، فاليوم تتجه الشركات أكثر نحو الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تلعب دور الوسيط بين المعلن والناشر "صانع المحتوى"، إذ تظهر هذه الإعلانات أثناء عرض الفيديوهات الخاصة به، وعبرها يحقق الربح".