كيليتشدار أوغلو: تركيا خسرت هيبتها وتحولت إلى أداة بيد القوى الأجنبية الكبرى

واصلت الشخصيات والأوساط السياسية والإعلامية التركية انتقادها واستنكارها لسياسات الحكومة مجمعة على التهكم من شعار سياسات وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو بصفر مشاكل وعلى وصف زيارته لمدينة كركوك شمالي العراق بالقرصنة.

وأكد زعيم حزب الشعب التركي المعارض كيليتشدار أوغلو في تصريح اورده الكاتب اللبناني المختص بالشؤون التركية محمد نور الدين في صحيفة السفير اللبنانية اليوم تحت عنوان تركيا تنشغل بقرصنة داود أوغلو وعصا أوباما.. أن السياسات الخارجية لحكومة أردوغان "خرجت من ان تكون سياسة وطنية وتحولت الى أداة بيد القوى الخارجية" وصارت تركيا ملكية أكثر من الملك "واصفاً داود اوغلو بأنه وزير الخارجية التركي الأقل اتزاناً بتاريخ تركيا مبديا سخريته من سياسات الاخير بقوله إنه بدأ بصفر مشكلات وانتهى الى مشهد كله مشكلات مع الجميع.

وأضاف كليتشدار أوغلو أن "على وزير الخارجية التركي الذي يغضب من توجيه النقد له أن يبلغنا أين نجح مؤكداً أن سياساته حيال سورية والعراق وايران والدرع الصاروخي في ملاطيا وفي حقول التنقيب عن النفط والغاز مع قبرص تمثل كلها فشلا تلو فشل" لافتاً إلى أن "آخر فشل هو زيارته الى كركوك من دون إذن الحكومة المركزية في بغداد".

وانتقد كليتشدار أوغلو السياسات الخارجية للحكومة التركية القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى مؤكداً ان تركيا خسرت ثقة دول المنطقة بها وتراجعت صورتها في العالم مكرراً تشبيه سياسات تركيا الخارجية بفأر الحقول الذي يمر ويترك وراءه ممرا فارغا من الخراب.

وتطرق كيليتشدار اوغلو الى الصورة التي نشرها البيت الأبيض بالذات للرئيس الأميركي باراك اوباما وهو يرد على مكالمة هاتفية قبل أيام من رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان حاملاً بيده اليسرى سماعة التلفون وباليمنى عصا لعبة البيسبول مؤكداً أنها تشكل اهانة لتركيا.

وفسر زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي فحوى الصورة بقوله ان اوباما يقول لأردوغان "لا تذهب بعيداً وإلا فالعصا جاهزة متسائلاً عن موقف أردوغان من هذه الصورة المهينة لتركيا.

وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي متهكماً إنه "كان يمكن لأوباما ان يضع بجانبه ليس عصا فقط بل ايضا أكياسا فارغة" .. في إشارة إلى تلبيس جنود أميركيين في العام 2003 رؤوس جنود أتراك في العراق أكياسا فارغ.

كما أثارت الصورة تعليقات متهكمة واسعة في الصحف التركية وفسّرت على أنها تهديد لتركيا بألا تفعل أي شيء من دون الموافقة الأميركية حيال سورية.

من جانبه وصف دولت باهتشلي رئيس حزب الحركة القومية في تركيا مسارعة وزير الخارجية لزيارة كركوك بانه خطأ دبلوماسي صفّر هيبة تركيا.

بدوره انتقد حسين بازارجي الخبير التركي في العلاقات الدولية شكل الزيارة التي قام بها داود اوغلو الى كركوك مؤكداً أن داود اوغلو ذهب بعيداً في ذلك و"لا يمكن القيام بزيارة قرصنة كهذه".

ولفت حسين بازارجي إلى أن اتفاقية فيينا التي تنظم العلاقات الدبلوماسية بين الدول تلحظ القيام بتواصل بين وزراء الخارجية في هذه الدول واعتبر ان العلاقات الدبلوماسية تدار من جانب وزراء الخارجية.