لا تأخير في عقارب الساعة السورية بعد اليوم

واصل حميدة- شام إف إم
لن تشهد الجمعة الأخيرة من شهر تشرين الأول تأخير 60 دقيقة من حياة السوريين، كما جرت العادة منذ أكثر من 30 عام.
التوقيت الصيفي أو التعديل الصيفي كما يحلو للبعض تسميته، يعود إلى ظاهرة ازدياد ساعات النهار في فصلي الربيع والصيف وتقلُّصها في الخريف والشتاء بسبب ميل محور دوران الكرة الأرضية، ويكبر الفرق تدريجياً تبعاً لبعد البلد عن خط الاستواء.
المرة الأولى التي ظهرت فيها الفكرة على يد الأمريكي بنجامين فرانكلين أول عام 1784، وطُبّقت لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، فكانت ألمانيا أول بلدٍ أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.
تقول فلسفة التوقيت الصيفي بأنه يسمح بالاستيقاظ مبكراً والاستفادة أكثر من ساعات النهار، الأمر الذي يوفر وقت أكثر عوضاً عن تأخير الاستيقاظ إلى ما بعد ظهور الشمس بساعة أو ساعتين.
حتى الآن لا توجد أي دراسة علمية موثوقة تثبت أن التوقيت الصيفي في منطقتنا يرتبط بتوفير الطاقة، إلا أن تقريراً صادراً عن وزارة الطاقة الأمريكية عام 2008، زعم أنه لوحظ انخفاض في استهلاك الكهرباء نتيجة تطبيق التوقيت الصيفي وعليه اتجهت الولايات المتحدة الأمريكية إلى اعتماده، إلا أن باقي المجتمعات الغربية التي قام فيها الباحثون بدراسات دقيقة وعميقة لم يصلوا بشكل حازم وقاطع بأن التوقيت الصيفي يؤدي إلى توفير في الطاقة.
مع قرار الحكومة الأخير اعتماد التوقيت الصيفي، اشتعلت النقاشات بين السوريين على منصات التواصل الاجتماعي حول صوابية القرار، فالبعض يرى أنه إضافة إلى توفيره الطاقة له فوائد على الإنسان حيث يمنح السعادة وينمّي الأنشطة الترفيهية خلال فترة المساء، وبالتالي يفيد الصحة النفسية والجسدية ويقلّل من حوادث المرور والجريمة.
أما الفريق الأخر فذهب إلى التحذير من تبعات التوقيت على الموظفين والعمال وطلاب المدارس حيث سيضطرون للخروج من منازلهم في أوقات معتمة قبل شروق الشمس، كما يرفض هذا الفريق نظرية توفير التوقيت الصيفي للطاقة، بل ويذهبون إلى أنه يزيد من المخاطر الصحيّة نتيجة ارتفاع الأزمات القلبية التي يمكن أن تصيب الأفراد خلال العمل بالتوقيت الصيفي نتيجة لتغير الساعة البيولوجية.