لا خروج من المنزل إلا للضرورة، لا محروقات للمواصلات، والأمر متروك "للمشي"

علي خزنه - شام إف إم
"عالموقف ركاب" هي ليست جملة من أغنية لفيروز فقط، إنما باتت تمثل شوارع دمشق وغيرها من المحافظات كونها تشهد ازدحاماً بشرياً كبيراً لغياب المواصلات، هي ليست المرة الأولى التي تحدث بها أزمة محروقات في البلاد، ولكنها قد تكون الأبرز كونها تزامنت مع بدء المدارس.
منذ قرابة الأسبوع بدأت تلوح في الأفق بوادر أزمة المحروقات حيث بدأت الازدحامات في شوارع المدن وكان جواب المسؤولين عن سبب اختفاء المواصلات حدوث خلل في عمل أجهزة التتبع الإلكتروني "GBS" أدى لعدم احتساب كافة سفرات الميكروباصات وحافلات النقل العام.
وسرعان ما بدأت التصريحات تتحدث عن تخفيض المخصصات، حيث صرح عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة حمص بشار عبد الله لـ"شام إف إم" أن كمية المحروقات المخصصة للنقل في المحافظة انخفضت بنسبة 50%، الأمر الذي أدى لتخفيض عدد الرحلات بين حمص وباقي المحافظات وتراجع حركة النقل الداخلي في المدينة تبعاً لذلك.
لافتاً إلى أن حافلات النقل الداخلي تزود بكمية 20 ليتراً من مادة المازوت يومياً وهي كمية غير كافية لتغطية العمل على مدار الساعة.
فيما أعلنت محافظة اللاذقية عن تخفيض مخصصات البولمانات من مادة المازوت بنسبة 30% من سقف التعبئة لأيام الأسبوع وبنسبة 50% من مخصصات البولمان ليوم الجمعة، وتخفيض مخصصات الخطوط الخارجية بين المحافظات (سرفيس - شبه بولمان - كوسترات وكوانتيات) بنسبة 50% من سقف التعبئة، في ضوء نقص المخصصات الواردة الى محافظة اللاذقية.
إضافةً لتخفيض مخصصات الخطوط ضمن المحافظة بنسبة 50% من سقف التعبئة، وإيقاف الاستضافات لآليات النقل العام (للبولمانات وكوسترات والسرافيس) من بقية المحافظات.
وذكرت المحافظة أن الفائض المتراكم في المحطات سيحول من كتلة الزراعي المدعوم بسعر 2000 ل.س إلى قطاع النقل ، واعتماد مبدأ المداورة بين القطاع العام والمناقلة من كتلة التدفئة، وإعطاء معامل الأدوية 30% من مخصصاتها.
تكاسي ودراجات نارية بديل الميكروباصات
أفاد مراسل شام إف إم في دمشق بحدوث أزمة نقل في المدينة حيث تشهد مواقف النقل ازدحامات بشرية بسبب غياب المواصلات، حيث وصلت مدة الانتظار في بعض الأماكن لمرور ميكرو باص إلى ساعة كاملة وخلال يوم الجمعة تجاوزت الساعة.
هذا الأمر أدى لحدوث نشاط سيارات (التكسي) والدراجات النارية والتي باتت تعمل مثل السرافيس "تطبيق ركاب" وفي جولة على الأسعار، يتقاضى سائق التكسي على الراكب من البرامكة إلى كراجات العباسيين ما بين 20 إلى 25 ألف ليرة، ومن البرامكة إلى المزة 7 آلاف ليرة على الراكب.
ومن شارع الثورة إلى المزة 10 آلاف ليرة والبعض من السائقين يتقاضى 8 آلاف ليرة، ومن كراجات العباسيين إلى ضاحية الأسد السكنية ما بين 10 إلى 14 ألف ليرة، ومن جسر الرئيس إلى ضاحية قدسيا تجاوزت تعرفة الراكب في التكسي 20 ألف ليرة، ومن الجديدة إلى المزة 20 ألف ليرة للراكب الواحد.
أما الدراجات النارية فأسعارها على الشكل التالي، من البرامكة إلى المزة تتراوح ما بين 10 و 15 ألف ليرة سورية، ومن البرامكة إلى كراجات العباسيين تتراوح ما بين 20 و 25 ألف ليرة سورية، ومن كراجات العباسيين إلى ضاحية الأسد تصل الأجرة إلى 30 ألف ليرة سورية، ومن كراجات العباسيين إلى جرامانا تتراوح ما بين 20 و 30 ألف ليرة.
حتى السفر بين المحافظات يعاني أزمة!
وفي جولة على كراجات البولمان في دمشق يمكنك أن تلاحظ الازدحام البشري في سبيل البحث عن مقعد فارغ في أحد البولمانات المتوجهة للمحافظات، ناهيك عن انتشار "للسماسرة" في الكراج حيث يحصلون على مبالغ مرتفعة مقابل تأمين مقعد فارغ في البولمان.
وفي إحدى شركات النقل تحتاج للحجز قبل أسبوع إلى عشرة أيام لتتمكن من الحصول على مقعد إلى إحدى المحافظات، وهناك شركات تطلب من المواطن وضع هويته على دور الانتظار في حال تغيب أحد الحاجزين عن موعد الرحلة.
وفي كراج المحافظات بالعباسيين، ارتفعت الأجور بشكل غير رسمي من قبل السائقين لتعبئتهم المحروقات من السوق السوداء مع غياب المحروقات الحكومية.
جائزة الحصول على مقعد!
وفي الختام يرى مواطنون خلال حديثهم لمراسلي "شام إف إم" أنه يجب على الجهات المعنية إقامة مسابقة تحت اسم "الحصول على مقعد فارغ" وتوزيع الجوائز للفائزين، كون هذه المسابقة تتطلب الركض السريع خلف الحافلة وسرعة في فتح باب السرفيس والدخول اليه سالماً غير منشولاً منك الموبايل أو أموالك الموجودة في حقيبتك أو بنطالك.